x

حيثيات «مذبحة بورسعيد»: الأمن رصد رغبة جماهير المصري في الثأر والانتقام

أدلة النيابة قاصرة وشابها الغموض
الإثنين 14-09-2015 14:29 | كتب: فاطمة أبو شنب |
جلسة إعادة محاكمة 7 متهمين صدرت ضدهم أحكام غيابية في القضية المعروفة إعلاميا بـ«مجزرة بورسعيد»، بمحكمة جنايات بورسعيد، المنعقدة بأكاديمية الشرطة،23 أغسطس 2015. جلسة إعادة محاكمة 7 متهمين صدرت ضدهم أحكام غيابية في القضية المعروفة إعلاميا بـ«مجزرة بورسعيد»، بمحكمة جنايات بورسعيد، المنعقدة بأكاديمية الشرطة،23 أغسطس 2015. تصوير : علي المالكي

أودعت محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، الاثنين، حيثيات حكمها في إعادة محاكمة ٧ متهمين صدرت ضدهم أحكام غيابية في القضية المعروفة إعلاميا بـ«مذبحة بورسعيد»، بمعاقبة محمود على صالح بالسجن المشدد ١٠ سنوات، وتأييد الحكم الغيابي على المتهم حسن الفقي، بالسجن المشدد ١٠ سنوات، وبراءة ٥ متهمين، هم «رامي المالكي، ومحمد هاني، ومحمد السعيد مبارك، وأحمد محمد على، وعادل حاحا».

وأكدت الحيثيات أنها قضت ببراءة المتهمين الخمسة، لأن ما أسندته النيابة لهم جاء قاصرا عن بلوغ حد الكافية اللازم لإدانتهم، إضافة إلى أن المحكمة لم تطمئن إليها لما شابها من شكوك وخيم.

وقالت الحيثيات- التي جاءت في 39 صفحة- إن الأوراق خلت من وجود شاهد على اقترافهم للجرائم المسندة إليهم أو ضلوعهم في ارتكابها، كما خلت المشاهد المصورة لأحداث المباراه والأسطوانات المدمجة المقدمة من النيابة والدفاع، والتي شاهدتها المحكمة، من عدم ظهور المتهمين على مسرح الجريمة، فضلا عن خلو التحريات وأقوال من أجروها من نسبة أي أفعال للمتهمين، وخلو الأوراق من دليل يقيني تطمئن إليه المحكمة، لذا قضت المحكمة ببراءتهم من الاتهامات المنسوبة إليهم.

وعن أسباب إدانه المتهم محمود على عبدالرحمن صالح، بالسجن المشدد 10 سنوات، أوضحت الحيثيات أن المتهم اعتصم بالإنكار بجلسة المحاكمة، واستدعت المحكمة الخبير الفني وسلمته الأسطوانة الخاصة بالمتهم بعد ان استخرجتها من الحرز، وبتشغيلها أمرت بإخراج المتهم من القفص ومناظرته، وتبين من مشاهدة الأسطوانة أن المتهم يضع قطعة قماش على رأسه وحول جبهته، ويقف خلف أحد اللاعبين ثم ظهر في صورة أخرى يرتدى نفس الملابس، وأقر بأن هذه الصورة ليست صورته ولا لشخصه، وقرر وكيل النيابة بأنه هناك تتطابق بين المتهم والصورة، إلا أن دفاعه دفع بانتفاء صلة المتهم بالواقعة وعدم وجوده في مكانها وقت الأحداث، وأنه لم يحضر المباراة.

وأضافت أنه ثابت من الأوراق ما أثبتته النيابة بالتحقيقات، من أن الأسطوانة المدمجة التي شاهدتها، بدل المتهم ملابسه وارتدى أكثر من زي أثناء المباراة وعقب انتهائها، إضافة إلى إحرازه أكثر من أداه أثناء التعدي على المجني عليهم، ومن ثم فإن ارتداءه لزي ظهر به على الأسطوانه المشاهدة لا ينفي أنه هو ذات المتهم، خاصة أن المحكمة ترى تطابق صورته الجسدية بأوصافه الظاهرة على المتهم، الذي ناظرته المحكمة وهو خارج القفص، وأكد ذلك وكيل النيابة الماثل بالجلسة.

وعن تأييدها للحكم السابق على المتهم حسن محمود حسن الفقي، وشهرته حسن بيجو، قالت إنها أيدت الحكم الغيابي بالسجن المشدد 10 سنوات، لغيابه عن حضور جلسات إعادة محاكمته ليدفع عن نفسه الاتهامات المنسوبة إليه.

وأشارت الحيثيات إلى أنه للمحكمة السلطة المطلقة في تقدير الدليل، فلها أن تطمئن إلى اقوال الشهود المختلفة وتطرح أقوال من لا تثق فيهم ولا تطمئن إلى صحة روايته، ولا تكون ملزمة ببيان العلة لأن الأمر مرجعه إلى اقتناعها، كما أن المحكمة لا تلتزم بأن تورد في حكمها من أقوال الشهود إلا ما تقيم عليه قضاؤها.

وقالت الحيثيات إنه استقر في وجدان المحكمة وضميرها، بعد مطالعة أوراقها والتحقيقات التي تمت فيها، وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة، أنه «لوجود خلافات سابقة بين جمهور ناديي الأهلي والمصري تمثلت في أنه أقيمت مباراة بين الفريقين عام 2008 باستاد بورسعيد انتهت بفوز المصري 2/صفر، وأشعل على إثر ذلك جمهور وألتراس الأهلى الشماريخ وقاموا بتكسير المدرجات وغرف ملابس اللاعبين والنادي الاجتماعي، وتحرر عن ذلك محضر رقم 2984 لسنة 2008 إداري قسم المناخ، وصدر أمر بالأوجه لإقامة الدعوى الجنائية قبل المتهمين لعدم كفاية الأدلة، وبتاريخ 16 سبتمبر 2009 أقيمت مباراه بين الفريقين باستاد بورسعيد انتهت بالتعادل وفيها تعدى كلا الجمهورين على الآخر، وتحرر عن ذلك محضر رقم 1561 لسنة 2009، وفي 29 أبريل 2011 اقيمت مباراة أخرى انتهت بالتعادل السلبي، وتعدى جمهور الأهلي فور وصولهم محطة القطار ببورسعيد على رجال الأمن ورشقوا المحطة بالحجارة، وحطموا واجهات المحال التجارية والأكشاك والسيارات.

وأضافت المحكمة ان تلك الخلافات تجسدت في مباراة أول فبراير 2012، وبدأت بوقوع مشادة وحرب كلامية بين جمهور الفريقين على موقع التواصل الاجتماعي، واتهم فيها جمهور الأهلي نظيره المصري بالضعف وعدم القدرة على حماية أنفسهم وذويهم، ومنهم من ذكر على بعض المواقع عبارات مسيئة تخدش الحياء لجماهير النادي المصري، وبادلتهم جماهير المصري بعبارات مماثلة، وزادوا عن ذلك بتوجيه عبارات على بعض المواقع تؤكد توافر نية الانتقام والقتل لجماهير الأهلي منها عبارات «لو جاي على بورسعيد.. اكتبت لأمك وصية علشان هتموت أكيد وملكش أي دية»، و«والله العظيم بورسعيد كلها مستنياكوا بالمقاريط والسكاكين والطبنجات».

وأكدت الحيثيات أن الأجهزة الأمنية رصدت وجود حالة احتقان زائد وسباب بين الجمهورين، والوعيد والثأر والانتقام الذي تولد في داخل نفوس وجماهير النادى المصري، وظهرت نية الانتقام والثأر لدى جمهور المصري في اجتماع روابط ألتراس النادي الثلاث «مصراوي وسوبر جرين وجرين إيجلز» قبل المباراة بيومين.

واستندت الحيثيات إلى تقرير اللجنة المشكلة من محافظة بورسعيد، بأن التلفيات والخسائر التي لحقت بالاستاد بلغت قيمتها 89 ألفا و767 جنيها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية