ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة خلال احتفال أسبوع شباب الجامعات والمعاهد المصرية العاشر، الذي عقد بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية، الأحد، وفيما يلي نص الكلمة:
«بسم الله الرحمن الرحيم..السيدات والســـادة.. الحضور الكــريم ..أبنائى وبناتى.. شباب وشابات الجامعات والمعاهد المصرية الأعزاء، اليوم أتحدث إليكم حديث الأب لأبنائه وبناته.. ولا أخفى عليكم سعادتى البالغة وأنا بينكم اليوم.. أنتم شباب الوطن الجسور الذي تطلع للتغيير.. وبادر بمساعيه ليضمن مستقبلا أفضل لوطن تسوده الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. وقد تحقق حلمكم المشروع بفضل إرادتكم وعزيمتكم الوطنية التي لا تلين.. فضربتم المثل في الوطنية.. وأبهرتم العالم بروحكم الثورية النقية.. وتضحياتكم الباقية أبدا في سجل الشرف الوطنى».
«أبنائــــى وبنــــاتــى.. شباب مصر الأعزاء، أتوجه بحديثى إليكم جميعا.. في فصول المدارس وقاعات الجامعات.. أمام ماكينات المصانع أو تحت الشمس في الحقول ..جنودا مرابطين على الحدود تحمون وتصونون.. أو رجال أمن في الداخل تحافظون على الاستقرار.. في كافة ربوع الوطن.. رياضيين ومثقفين وفنانين.. إلى كل شباب الوطن الحالم بجنى ثمار ثورته.. والطامح في موقع متميز في طابور الاصطفاف الوطنى.. والمتطلع إلى وطن يفخر بأبنائه.. ويتسع لهم جميعا دون تمييـــــــــــز».
«فوطننا يحتاج أن نوجد بيننا مساحات مشتركة.. نجتمع فيها حول حلم وطنى.. تكونون أنتم الشباب في طليعته.. كما يناديكم الوطن لتثوروا من أجله مرة أخرى.. ثورة علم وأخلاق من أجل البناء.. الوطن يحتاج إلى حماسكم وطهارتكم ونقائكم.. ليخطو خطوات أوسع نحو إعادة بناء الدولة المصرية.. دولة ديمقراطية حديثة».
«أحدثكم بكل الصدق والتجرد.. أن الدولة المصرية تمتلك إرادة حقيقية لتمكين الشباب من المشاركة السياسية والمجتمعية.. وحجز مقعد متقدم لهم في دوائـــــر صنــــع القـــرار المختلفــــة».
«ما أقوله ليس وعدا ينتظر التنفيذ.. بل هو واقع يتحقق.. ولاحت دلائله حين تشكلت المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية.. بنسبة تمثيل للشباب بلغت 52 %.. كما أصدرت توجيهاتى للحكومة بالتوسع في تمكين الشباب المؤهل لتولى وظائف قيادية.. كمعاونين ومساعدين للوزراء والمحافظين.. وإلى جانب ذلك حرصت على الالتقاء بفئات مختلفة من الشباب.. ضمت شباب الباحثين والمبتكرين.. وشباب المبادرات المجتمعية.. وأبناء الجاليات المصرية في الخارج.. وشباب الإعلاميين.. وخريجى الجامعات الأجنبية.. وشبــــــــاب رجال الأعمال».
«وتشكلت معهم آليات فاعلة للتواصل بينهم وبين مؤسسات الدولة المختلفة.. لتقديم الرعاية والدعم لهم.. كما كانت المشاركة المتميزة للشباب في الإعداد والتجهيز لمؤتمر تنمية الاقتصاد المصرى بشرم الشيخ خير تقديم لشبابنا إلى العالم.. واليوم أنتهز فرصة وجودى بين أبنائى وبناتى شباب الجامعات المصرية.. لأتوجه بتحية تقدير واعتزاز للشباب الذين ضربوا المثل في القدرة على الإنجاز وقهر المستحيل.. عندما حفروا لها قناتها الجديدة في أقل من عام».
«وأتوجه كذلك بتحية إجلال لشهدائنا الأبرار الذين تقدموا الصفوف.. ليواجهوا إرهابا أسود يريد النيل من وطنهم وحلمهم على حد سواء.. لقد قدموا أرواحهم من أجلنا جميعا.. ومن أجل أن تبقى راية هذا الوطن عالية خفاقة.. إن هؤلاء الشباب تصدروا الصفوف لحماية الوطن.. والحفاظ على أمنه واستقراره.. سواء كانوا من القوات المسلحة.. أو من الشرطة المدنية.. أو من أي فئات شعبنا العظيم.. فاستحقوا الخلود في وجدان الوطن».
«السيدات والسادة.. أبنائى وبناتى، خلال العام الماضى.. بذلت الدولة جهودا حثيثة لدعم شباب الجامعات وتشجيع البحث العلمى.. وإطلاق مشروعات لرعاية شباب الباحثين لدعم المشروعات العلمية والبحثية.. وإنشاء مراكز التميز ومشروعات المشاركة الطلابية.. بجانب التوسع في التنمية التكنولوجية لتطوير العملية التعليمية بالجامعات.. ولكن كل هذه الجهود ليست نهاية المطاف.. ولا تكفى وحدها لتحقيق إرادة الدولة في رعاية شبابها بالشكل الذي تطمـــــــح إليه».
«ولكنها خطوات على طريق بدأناه.. وعهد قطعناه لإعداد شبابنا وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في مسيرة الوطن، ومن هذا المنطلق، فقد كلفت المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى وأجهزة رئاسة الجمهورية في مارس الماضى.. بإعداد برنامج تدريبى احترافى على أعلى مستوى لتأهيل الشباب للمشاركة السياسية والمجتمعية.. ولخلق كوادر شبابية قيادية قادرة على تحمل المسئولية.. ومؤهلة على أساس علمـــــــى».
«وهو البرنامج الذي شاهدتم عرضه التفصيلى اليوم.. لينطلق هذا البرنامج تحت رعاية رئاسة الجمهورية وبتمويل من صندوق تحيا مصر.. ويستهدف تأهيل حوالى 2500 شاب وشابة سنويا كمرحلة أولى من المنتظر اتساعها في المراحل التالية للمشروع.. وهو نهج أتمنى أن تسير عليه باقى مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية.. لتأهيل كوادرها الشابة وتمكينهم من اكتساب الخبرات اللازمة لخلق قائد المستقبل».
«أبنائــــى وبنـــاتـــــى، ستشهد مصر خلال الأيام المقبلة حزمة من المشروعات التنموية الكبرى.. تشمل إطلاق مشروع استزراع مليون ونصف المليون فدان.. والبدء في تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة.. وإقامة تجمعات بدوية متطورة.. وإنشاء مزارع سمكية وإقامة عدد من المدن الجديدة مثل العلمين ورفح.. وتستهدف هذه المشروعات تحقيق طفرة اقتصادية وتنموية شاملة.. من أجل مستقبلكم ولتوفير فرص عمل ولتحقيـــــق مستوى ملائـــــم من جودة الحيـــــاة.. وأود في هذا الإطار أن أؤكد أننا لن نطلق مشروعاً إل بعد الانتهاء من دراسته وتجهيز العقود الخاصة بتنفيذه ووصول المعدات لبدء العمل فيه».
«وأدعو شباب وشابات مصر لأخذ زمام المبادرة بمشاركتهم في تنفيذ هذه المشروعات بفاعلية.. وأن يضمنوا لهم تواجدا حقيقيا فيها.. كما أوجه المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية.. بالبدء في تنفيذ آلية لتحقيق التواصل المستمر والمباشر مع كافة الفئات الشبابية.. يتم اطلاعى على نتائجه وتوصياته دوريا.. فالدولة صادقة في إرادتها بالاهتمام بالشباب.. وبكل ما يرتبط باهتماماتهم ويحقق آمالهم.. فمصر الجديدة ماضية نحو المستقبل الذي تمثلونه أنتم الشباب الواعد».
«السيدات والسادة الحضور الكريم.. أبنائى وبناتى الأعزاء، يتزامن حديثى إليكم مع اجراءات الدولة للبدء في تنفيذ الاستحقاق البرلمانى.. الذي يمثل الاستحقاق الأخير من استحقاقات خارطة المستقبل.. التي توافقت عليها القوى الوطنية وجموع الشعب المصرى العظيم.. والتى نحرص جميعا على إتمامه في أجواء تسودها الديمقراطية والنزاهة وبأعلى درجات التأمين.. وأنتهز فرصة حديثى إليكم.. لأدعو الشباب بالمشاركة الفعالة في انتخابات البرلمان القادم.. الذي يكتسب أهمية خاصة بالنسبة لمستقبل مصر. وأدعو الفتاة المصرية للمشاركة بفاعلية في الانتخابات ومواصلة الدور الهام الذي تقوم به المرأة المصرية».
«وأطلب منكم حسن اختيار ممثليكم بتجرد ووطنية.. كى نكرس معا لحياة سياسية سليمة.. ولضمان وجود سلطة تشريعية تمارس دورها بفعالية.. وبالتعاون مع باقى السلطات في الدولة».
«أبنائى شباب وشابات مصر، كل ما نبذله من جهد ونسعى إليه من أهداف يستهدفكم أنتم في الأساس.. فأنتم دائما نصب الأعين وفى القلوب.. أنتم ترمزون للحماس والعمل في الحاضر.. وستحملون الراية في المستقبل.. وستواصلون مســــيرة العطـــاء التــى تعاقبــت علـــى مـــدار التاريــــخ..أنتم حلم الوطن وثروته.. الواجب علينا رعايته.. لقد عانيتم الإهمال على مدار عقود.. وكان تهميشكم وقمع أحلامكم شوكة في ظهر الوطن.. وعائقا في طريق نموه.. وفقدانا لهويته.. وما نقوم به من أجلكم.. يمثل بداية حقيقية لحصولكم على ما تستحقونه من رعاية ودعم».
«أبنائى وبناتى، يحتم على صدق الحديث وإخلاص النية أن أتوجه إليكم بالنصح.. بأن تتمسكوا برباط الوطن المقدس وتجعلوا العلم والأخلاق سبيلين لبناء شخصيتكــــــم.. اعتزوا بالوطن وتمسكوا بفضائله.. واجهوا محاولات قتل أحلامكم النبيلة على يد جماعات الشر التي تاجرت بالدين.. بأن تتفهموا صحيحه دون إفراط أو تفريط.. واجهوا من يسعى لوضعكم في حالة الغضب والسخط المستمر.. بأن تعملوا الفكر وتحافظوا على هويتكم.. واجهوا حروب المعلومات والهجمات النفسية التي تستهدف السيطرة على عقولكم.. بأن تكونوا حالة فهم ووعى لحقيقة ما يحيق بالوطن من مخاطر داخلية وإقليمية ودوليــــة».
«كونوا على ثقة في أنفسكم وفى وطنكم.. حلقوا بأحلامكم إلى عنان السماء.. ثابروا وواجهوا التحديات.. فمصرنا العزيزة في حاجة إلى حماسكم ونقائكم.. يا شباب مصر.. أنتم جيل لم ولن ينكسر أبدا.. بل أنتم من بادرتم بكسر القيود واستعدتم وطنكم بعزة وكرامة..إن المستقبل لكم.. وبكم .... نعم، وبكم، تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».