لسنوات ظل ميناء السد العالى شرق، شريان وهمزة الوصل الوحيدة بين مصر والسودان من خلال حركة نقل الركاب والبضائع بين البلدين بواسطة البواخر والصنادل التابعة لهيئة وادى النيل للملاحة النهرية، وهى «مصرية- سودانية» مشتركة، تحتكر الخط الملاحى بين البلدين والمالكة لجميع البواخر ووحدات النقل والقطع النهرية بالميناء.
«تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن».. عبارة تلخص حال «الميناء» بعد تأثره بالافتتاح الرسمى لمعبر قسطل- أشكيت البرى بين مصر والسودان في 30 إبريل الماضى، بعد تشغيله تجريبيا 8 أشهر، حيث تحول أعداد كبيرة من المسافرين إلى المعبر البرى الذي يختصر الوقت من 17 ساعة تقطعها الباخرة عبر الميناء النهرى، إلى 3 أو 5 ساعات عند السفر برا.
«المصرى اليوم» تحاول من خلال هذا الملف رصد تأثير فتح المعبر البرى الحدودى على حركة النقل النهرى بين مصر والسودان متمثلة في ميناء السد العالى، خاصة أن هناك معبرا آخر سيفتح قريباً هو «أرقين الحدودى»، المعروف بـ«المعبر القارى»، والذى «قد يوجه الضربة القاضية لكل من ميناء السد ومعبر قسطل إن لم يتم وضع ضوابط لهذه المعابر أو اتخاذ حزمة من الإجراءات لخلق نوع من المنافسة وتكافؤ الفرص».
في البداية يقول أسعد عبدالمجيد، رئيس ميناء السد العالى: «يعتبر ميناء السد الوحيد على مستوى الجمهورية الذي يتبع المحافظة وليس هيئة الموانئ، وحركة نقل الركاب تتم عبر الباخرتين السودانية «ساق النعام» و«سيناء» المصرية ويعملان بين ميناءى السد العالى في مصر و«الشهيد الزبير» بحلفا في السودان وتمتلك هذه البواخر هيئة وادى النيل للملاحة النهرية وهى مصرية- سودانية مشتركة، حيث كان يتم تسيير رحلتين أسبوعيا يوم الأحد والعودة الأربعاء وتستغرق الرحلة بين الميناءين 17 ساعة.
ويستكمل رئيس الميناء حديثه قائلاً: «المنافسة أصبحت غير متكافئة بين ميناء السد العالى ومعبر قسطل البرى الذي أثر على أعداد المسافرين عبر الميناء، فالمعبر يمتلك الوقت الذي يصل إلى 3 ساعات من أبوسمبل حتى المعبر بينما رحلة الباخرة رغم أنها مريحة لكنها تقطع رحلتها في 17 ساعة من ميناء السد وحتى ميناء الشهيد الزبير بحلفا في السودان، إلى جانب أن وسيلة الانتقال عبر المعبر تتكلف 150 جنيها في حين الباخرة بين 300 و350 جنيها».
ويشدد على ضرورة وجود منظومة تحكم المعبر عن طريق تحديد أيام محددة لفتحه وغلقه مثل معبر رفح كنوع من تكافؤ الفرص. ويصف المنافسة بين الميناء والمعبر قائلاً: «أنت كمن وضعت هرقل في مباراة مصارعة مع طفل عمره 3 سنوات ما فيش أي تكافؤ بينا لا في الفلوس ولا الوقت... فلا أمتلك مقومات المنافسة ويجب وضع منظومة للسفر ونقل البضائع عبر المعبر كما نحتاج وصول القطار إلى الميناء كنوع من الجذب والتسهيل على المسافرين خاصة أن نهاية خط السكة الحديد ينتهى عند الميناء».
ويشير إلى أن هناك أعمال تطوير ضخمة تمت في الميناء بالجهود الذاتية حيث يتم تحصيل 40 جنيها رسم خدمة من المسافرين عند دخول بوابة الميناء وبهذه الرسوم تم إنشاء مظلات للركاب وتطوير صالات السفر والجمارك وصوبتين زراعيتين ومظلة للبضائع بطول 180 مترا وتطوير منظومة الإنارة.
أثار افتتاح معبر«قسطل- أشكيت» الحدودى بين مصر والسودان العديد من التكهنات حول مصير النقل النهرى بين البلدين عبر ميناء السد العالى، في الوقت الذي تقترب فيه الحكومة من افتتاح الطريق البرى (أرقين) باعتباره طريقاً قارياً يربط بين «الإسكندرية وكيب تاون»، أكد البعض أنه سيكون بمثابة الضربة القاضية لمعبر قسطل وميناء السد.. للمزيد.
اشتكى عدد من المصدرين والموردين من وجود قصور خلال تعاملهم فى نقل البضائع عبر معبر قسطل، من حيث أماكن التخزين والرسوم المفروضة على سيارات البضائع، مطالبين بتعاون الهيئة معهم لتسهيل وزيادة حركة الصادرات والورادات بين البلدين.. للمزيد.
يقفون بعرباتهم خارج الميناء ينتظرون المسافرين والقادمين عبر الميناء بحكم عملهم يرتبطون بحركة مغادرة ووصول البواخر المتجهة والقادمة من وإلى السودان.. إنهم (الشيالين) بميناء السد العالى.. للمزيد.
قال هاشم العوض، مدير هيئة الملاحة والموانئ النهرية بالسودان وعضو مجلس إدارة هيئة وادى النيل، إن الهيئة فى حاجة إلى ثورة لصيانة واستحداث وحدات نقل جديدة، ونطالب بحل مشاكل الركاب مع السلطات فى الميناء، ومع الحمالين الذين يحصلون على مبالغ كبيرة من المسافرين.. للمزيد.
قال نائب رئيس هيئة وادى النيل للملاحة النهرية ممثل الجانب السودانى المهندس بحرى السر الأمين، إن تحول المسافرين للمعبر «قسطل- أشكيت البرى»، بين مصر والسودان، سببه «رغبتهم فى استقلال وسيلة انتقال مختلفة واعتقاداً منهم أن الأتوبيس أسرع، رغم أن السفر عبر المعبر به مشقة لأن المسافر يهبط ويصعد من الأتوبيس فى ميناء أشكيت من الجانب السودانى، وفى قسطل بمصر ويتم تفتيش البضاعة فى المعبرين».. للمزيد.