أعلن جيمس موران، سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، أن الاتحاد يعمل الآن على تشكيل بعثة خبراء وليست بعثة مراقبين لمتابعة الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر، مشيرًا إلى أن البعثة سوف تعمل على إعطاء تقارير لمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مؤكدًا أنه لن تكون هناك تقارير رسمية يتم الإعلان عنها، مثلما حدث في الانتخابات الرئاسية.
وقال «موران»، في مؤتمر صحفي بمقر البعثة بالقاهرة، الأحد، إن «الانتخابات ستكون في 18 أكتوبر المقبل، والإعلان عنها تأخر، ونحتاج وقتًا للتحضير، ونحن واضحون بشأن احتياجات هذه البعثة، لذلك ستة أسابيع لن تكون كافية للتحضير لها، كما سيقوم الدبلوماسيون بمراقبتها».
وأضاف: أن «البرلمان في مصر في طريقه إلى التشكيل، وكنت في البرلمان الأوروبي منذ أسبوعين، وكثير من أعضائه سعداء بوجود انتخابات برلمانية قريبة في مصر، لأنه مر وقت طويل بدون برلمان، وتشكيل البرلمان سوف يساعد كثيرا في تحسين العلاقات مع أوروبا»، واصفا البرلمان بـ«الجزء الناقص في البازل المصري».
وأشار «موران» إلى أن هناك مشاكل اقتصادية أيضًا في مصر، مؤكدا أن هناك مؤشرات جيدة، مثل اكتشاف حقل الغاز، وعملية الإصلاح الاقتصادية التي بدأت العام الماضي.
وفيما يخص أزمة اللاجئين، أكد «موران» أن الجميع قلق بشأن أزمة اللاجئين التي تعد الأكبر في فترة طويلة، مشيرًا إلى أن هناك 4 ملايين لاجئ من سوريا، و10 ملايين نزوح داخلي في سوريا والعراق.
وأعلن «موران» تشكيل صندوق جديد لمساعدة الدول على تحسين الاستقرار، بتمويل 1.8 مليار جنيه، مؤكدًا أن مصر من المستفيدين منه، بالإضافة إلى 3.9 مليار دولار للاجئين في المنطقة بالأساس في سوريا، ولبنان، والأردن، وتركيا، مشيرًا إلى أن مصر تعاني بسبب اللاجئين أيضًا.
ورفض «موران» ما يقوم به الإعلام الآن من عرض رؤية غير صحيحة بشأن تعامل الاتحاد الأوروبي مع الأزمة، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي أعلن عن مجموعة من الإجراءات الجديدة في إطار سياسة الجوار، للمساعدة في إنقاذ الأرواح وتأمين البحر المتوسط، وتم إنقاذ 1500 روح خلال الفترة الماضية، مضيفًا: «كلنا نعاني من عمليات القتل في سوريا والعراق وليبيا، لأن هذا السبب في زيادة أزمة اللاجئين، لأن الناس يهربون من بيوتهم وعلينا أن نواجههم».
ودعا «موران» إلى ضرورة إجراء حلول لما يجري في ليبيا وسوريا، ولماذا يجب أن نعمل مع كافة الشركاء، خاصة في مصر، لمواجهة إرهاب الشارع، موضحا أنهم سيضعون مع الشركاء خطة لمكافحة الإرهاب، معلنًا عن التحضير لقمة بين قادة أفريقيا وبين قادة دول أوروبا، مضيفا: «نأمل أن نجد تفاهما متبادلا للتعامل مع هذه المشاكل التي تهدد الجميع».
وتابع: «الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه يقوم على القيم الإنسانية، بعد ما حدث في الحرب العالمية الثانية، ويجب أن نقوم بما يمكن للتأكد أننا نحافظ على هذه القيم، لكن يجب أن نعمل معًا، وهذا مهم بالنظر إلى أننا نعمل في نفس الاتجاه، لا يجب أن يتم توجيه الاتهامات لبعضنا البعض».
وحول فكرة شراء جزيرة للاجئين من قبل رجل الأعمال، نجيب ساويرس، قال «موران»: «ما يمكن قوله إن النية تحترم، يريد المساعدة قدر الإمكان، جيد أن نرى ناس مثله يريدون المساعدة».
وفيما يخص أرقام اللاجئين في كل من مصر والسعودية، التي تم الإعلان عنها مؤخرا، وصحة هذه الأرقام، أوضح السفير الأوروبي أن الأمر صعب في دقة الأرقام، موضحا أن المصدر الأساسي هو مفوضية اللاجئين التي لديها سجل بكل الأعداد، وقد تعطي أرقاما تقريبية وليست دقيقة كما يذكر، مشيرا إلى أن الوضع في الشرق الأوسط مشاكله معقدة، وسوريا الأكثر تعقيدًا، موضحا: التحدي في سوريا ضخم. داعيا إلى دعم جهود الأمم المتحدة، والخطط السياسية للمستقبل، قائلا: «لا يوجد طريق سياسي واضح لإنهاء الأزمة السورية، ومهم أن يركز الجميع على هذا، لأن قضية اللاجئين من أسوأ تبعات هذه الحرب».
يذكر أنه شارك الاتحاد الأوروبي ببعثة ضخمة في مراقبة الانتخابات الرئاسية عام 2012، وأصدرت تقارير رسمية بشأن مراقبتها.