«منظمة الأمم المتحدة للفنون ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسي لجائزة نوبل للسلام»، هكذا انتشر العنوان، فتناقلته صحف ومواقع وفضائيات إخبارية،البداية كانت بصورة من بيان لما تعرف في مصر بـ«منظمة الأمم المتحدة للفنون» تم نشره بداية من الثلاثاء الماضي، وانتشر على نحو فيروسي في الأيام التالية. ووقع عليه شخص يدعى نبيل رزق، كمدير إقليمي للمنظمة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وفي ختامه وضع عنوان المنظمة في شارع «واشنطن دي آر» بولاية نيوجرسي.
وأرجعت المنظمة ترشيحها للرئيس «لما قدمه من أعمال خدمت السلام، إذ أنه أنقذ شعبه من خطر محدق، وانصاع لرغبة شعبه وإرادته فى ثورته 30 يونيو.. وكافح إرهاب المنطقة.. لذلك ترشح منظمة الأمم المتحدة للفنون (UNARTS) مكتب الشرق الأوسط وأفريقيا، وبكل قوة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لنيل جائزة نوبل للسلام لكونه يستحقها عن جدارة».
هذه الكلمات قوبلت بترحيب مؤيدي الرئيس ومسؤولين بالحكومة، بينهم وزير الأوقاف مختار جمعة، الذي أشاد بذلك واعتبرها «بعض ما يستحقه لأنه يتمتع بالثقة في الله»، إضافة إلى سياسيين أدلوا بتصريحات مشابهة.
ويبلغ عدد منظمات الأمم المتحدة الرسمية 18، ليست بينها المنظمة المزعومة، وقررت الجمعة العامة المنعقدة في 1946 عدم السماح باستخدام شعار الأمم المتحدة وخاتمها بدون إذن من الأمين العام، لمنع إساءة استخدامها، وعلى من يرغب في استخدام شعار الأمم المتحدة أن يقدم طلبا رسميًا مكتوبًا إلى الأمين التنفيذي لمجلس منشورات الأمم المتحدة في إدارة شؤون الإعلام في نيويورك.
وللترشح لجائزة نوبل للسلام قواعد منظمة، حيث «يمكن أن تأتي من أي عضو من أعضاء الحكومات أو إحدى المحاكم الدولية كذلك من أساتذة الجامعة في مجالات العلوم الاجتماعية والتاريخ والفلسفة والحقوق والعلوم الدينية ورؤساء معاهد البحث المتخصصة في مجال السلام أو غيرها من المؤسسات الشبيهة».
يأتي هذا في الوقت الذي يحمل فيه موقع «الأمم المتحدة للفنون» شعار الأمم المتحدة الرسمي، وتعرف المنظمة المنسوبة لها نفسها بأنها «تجمع فناني ومبدعي العالم في إطار مشترك من أجل بناء مجتمع إنسانى قوامه الحرية والتعايش السلمى بين البشر»، وأنها تأسست عام 2014 في ولاية كاليفورنيا بمدينة هوليود، ولها مكتب رئيسي في نيويورك، ومكاتب فرعية بنيوجيرسي ولوس أنجلوس، وهولندا.
وبحثا عن تفاصيل أكثر عن موقع المنظمة استخدمنا موقع ««domainiq، الذي يتيح معلومات عن نشأة أي موقع على الإنترنت، وأظهر أن مؤسس الموقع هو نبيل رزق، حيث أطلقه في 2 مايو الماضي من ولاية أريزونا الأمريكية وحصل على نطاق في موقع «godaddy»مقابل 500 دولار، إضافة إلى أنه ليس له أي ترتيب على موقع أليكسا، ما يعني قلة زيارته.
من هو نبيل رزق، صاحب بيان ترشيح السيسي لجائزة نوبل؟
يعرف موقع المنظمة المنسوية للأمم المتحدة، نبيل رزق، صاحب بيان ترشيح الرئيس للجائزة، بأنه سفيرها في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، كما يظهر في صدارة أعضاء مجلس إدارتها على مستوى العالم.
وتمكن نبيل رزق من النفاذ إلى كافة وسائل الإعلام المصرية عبر فعاليات اجتماعية يدعو لها باسم الأمم المتحدة وأخرى يحضرها، ما جعل أمر اعتباره مسؤولا أُمميًا مستساغًا تسميته به في جميع اللقاءات والأخبار المنشورة عنه.
وسبق أن ظهر في برامج تليفزيونية بقنوات التليفزيون المصري وفضائيات، بينها لقاء على قناة «النيل الثقافية»، ومداخلة مع برنامج «مصر في يوم» الذي كان يذاع على قناة «دريم».
والتقته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية بصفته مسؤول أُممي، وأشاد به محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة، على هامش مهرجان جرامازيس الفني بشرم الشيخ.
وبمتابعة صفحة نبيل رزق على «فيس بوك» وجدنا أنها تذخر بصوره مع مشاهير الفنانين خلال مناسبات اجتماعية، بينها فعاليات لمنظمته.
وفي 20 مارس 2012، أجرت إحدى الصحف حوارًا مع نبيل رزق بصفته مؤسس «نقابة العاملين بالمهن الفنية»، التي وصفت بنقابة من نقابات رسمية بـ «غير شرعية» وبسببها دخل في معارك كلامية مع نقباء (المهن التمثيلية، السينمائيين، الموسيقية) الرسمية.
وحصل العرب على 6 من جوائز نوبل، منهم 4 مصريين هم: الرئيس أنور السادات والأديب الراحل نجيب محفوظ والدكتور أحمد زويل والدكتور محمد البرادعي.