x

لماذا يدخل الزمالك لقاء أورلاندو باحثًا عن الصدارة؟

الجمعة 11-09-2015 14:08 | كتب: رامي يوسف |
مباراة الزمالك والاتحاد السكندري في إطار مبارايات بطولة كأس مصر، استاد الإسكندرية، 18 أغسطس 2015. مباراة الزمالك والاتحاد السكندري في إطار مبارايات بطولة كأس مصر، استاد الإسكندرية، 18 أغسطس 2015. تصوير : طارق الفرماوي

كل شيء في عالمنا يحدث بسبب ولسبب، وهذه هي حكمة الخالق «عز وجل» في الأمور، فالقدر له كلمة مؤكدة ولكن لكل إنسان كلمته من خلال عمله وتوفيره لأسباب النجاح، لذا لا مجال لكلمات مثل «العقدة».

الزمالك لا يفوز على الأهلي منذ سنوات، لذلك أصبح الأمر بمثابة «عقدة» عند السواد الأعظم من جماهير القلعة البيضاء، والعقدة في الأساس هي شعور نفسي مُكتسب يكتسبه الشخص نتيجة تكرار فشله في تحقيق شيء ما، فأصبح يخوض كل محاولة جديدة وهو مهزوم من الناحية النفسية مما يؤثر بالسلب على قدرته في إدارة معركته مع الخصم.

والزمالك لا يفوز على الأهلي لأسباب كروية ونفسية، فحال كرة القدم كأي مجال آخر في الوجود، لابد وأن تُوفر له أسباب النجاح حتى تنجح، وربما تجتمع كل أسباب الفشل في كل مرة وتقف أمام طموحك في تحقيق الفوز، ولكن لا يغفل أحد أن الأهلي في السنوات التي تفوق فيها على الزمالك تفوق أيضًا على الجميع محليًا وقاريًا، فلم يدخل الزمالك أي مسابقة وهو يتفوق فيها على الأهلي فنيًا في الـ10 سنوات التي غاب فيها الزمالك عن التتويج ببطولات كبيرة إلا في الموسم الأخير، الذي حصد فيه الزمالك لقب الدوري، وتفوق الزمالك على الأهلي على مستوى الثروة البشرية المتمثلة في اللاعبين لم يكن تفوقًا كاسحًا.

والأهم من ذلك أن الزمالك في الموسم الماضي قد امتلك لاعبين جيدين على المستوى الفني وعلى مستوى الالتزام والانضباط وساعد في ذلك استقرار النادي ماديًا وإداريًا بالطبع، ولكنه لم يمتلك لاعبين أصحاب شخصية داخل الملعب وهى الشخصية التي تُكتسب من استمرار النجاحات وتحقيق العديد من البطولات الكبيرة والفوز على المنافس الرئيسي، وقد كان أغلب لاعبي الزمالك «قبل السوق الصيفية الحالية» من العناصر التي كانت تلعب لنادي كبير وتنافس على البطولة لأول مرة، ولم يسبق لأي منهم تحقيق أي بطولة قبل أن يتعاقد معه الزمالك.

ولم يكن تعاقد الزمالك مع 18 لاعبًا جديدًا ميزة، كما كان يتردد في الإعلام الرياضي، تستوجب على الفريق تحقيق كل شيء من السنة الأولى، فكل أعراف كرة القدم ضد أن يحقق فريق جديد بأكمله للبطولات ويفوز على منافسه الرئيسي الذي اعتاد الفوز عليه في السنوات الأخيرة.. فإذا ما قام فريق بأكثر من 5 تعاقدات جديدة لا يُطالب بتحقيق بطولات في السنة الأولى، فهو في تقاليد كرة القدم يعتبر فريقًا جديدًا يحتاج لوقت للانسجام والانصهار ككتلة واحدة مع باقي أفراد الفريق والمدرب، فما بالك بفريق دخل الموسم بقائمة كاملة من 18 لاعبًا جديدًا وتغيرت عليهم 4 إدارات فنية في موسم واحد؟

هذا لا يعنى خطأ الإدارة في التعاقد مع 18 إسمًا جديدًا على الإطلاق، فقد كان النادي في حاجة مُلحة لإعادة تكوين فريق الكرة من جديد بالشكل الذي يسمح له بالعودة للمنافسة على البطولات الكبرى كالدوري والبطولات الأفريقية، والتخلص تمامًا من جيل أدمن الهزيمة وأخفى ملامح البطل من وجه الزمالك المشرق دائمًا، والذي أعاد الجيل الحالي إشراقه من جديد.

والخلاصة هي أن الزمالك سيفوز على الأهلي حين يوفر كل أسباب النجاح، لذلك وأعتقد أن الأمور في الوقت الراهن قد باءت إلى ما هو أفضل من السابق، حيث تعاقد الزمالك بالفعل مع لاعبين أصحاب شخصية قوية داخل الملعب، لن يخوضوا لقاء الأهلي بخوف كما حدث مع زملائهم الذين خاضوا مباراة الموسم الماضي بخوف برغم كونهم أبطاله، ولم يقنعهم تحقيقهم للبطولة ويبعث في قلوبهم الثقة في لقاء الديربي لنفس الأسباب النفسية التي فشلوا في التغلب عليها.

وقد أخبر «فيريرا»، بعد مباراة الديربي، لاعبيه أن السبب الرئيسي للخسارة هو عدم إيمان اللاعبين بقدراتهم على تحقيق الفوز، مما كان له بالغ الأثر السلبي على أداءهم داخل الملعب.

عناصر يمكن أن تقدم الإضافة:

أصبح الفريق الآن يمتلك عناصر جديدة يمكن أن تقدم الإضافة، مثل محمود عبدالمنعم كهربا، فهو لاعب صاحب تجارب مهمة برغم صغر سنه، وكذلك أحمد حمودي إلى جانب العائد والذي اعتاد التألق أمام الأهلي منذ بداياته مع الفريق الأول، محمد إبراهيم، حتى «مكي» ومحمد سالم كلاهما قد سجل في مرمى الأهلي في الموسم الماضي، وهو ما عمل عليه مجلس إدارة نادي الزمالك في اختيار لاعبين لا يعطون المنافس أكثر من حجمه بل يثق كل منهم في قدراته بشكل يجعله يرى المنافس مجرد فريق يسهل هزيمته.

هل يريد الزمالك الصدارة حتى يتفادى مواجهة الأهلي في الدور نصف النهائي للكونفيدرالية؟

الزمالك يجب أن يريد الصدارة لأنه الزمالك صاحب التاريخ الكبير والكبرياء الذي عاد من جديد ليفرض نفسه فوق الجميع، الزمالك يبحث عن تحقيق نقاط إيجابية تعوض ما فاته في السنوات الماضية والذي جعله يدخل مسابقة دوري الأبطال، الذي حمل لقبها 5 مرات، من دور الـ64 بدلًا من دور الـ32، أما مواجهة الأهلي، فإن لم يُكتب لها أن تكون في الدور قبل النهائي، فستكون على الأرجح في نهائي البطولة، والصدام قادم لا محالة.

الزمالك هذه المرة قد يكون له كلمة مختلفة، خصوصًا في ظل الاستقرار الإداري والفني بعد تجديد عقد المدرب «فيريرا» واستمراره مع الفريق لموسم آخر، إلى جانب التدعيمات، وبالتالي فقد أعدّ الزمالك هذه المرة الأسباب المطلوبة لتحقيق الفوز.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية