شهدت نشاطات وتحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي تنوعا على الصعيدين الداخلي والخارجي، استهدف من خلالها الرئيس تدعيم علاقات مصر الخارجية وجذب الاستثمارات وتشجيع حركة التجارة والسياحة، إلى جانب متابعة تنفيذ المشروعات التنموية التي تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتوفير فرص التشغيل، بحسب ما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في تقرير لها.
واستكمل الرئيس السيسي جولته الآسيوية بزيارة إندونيسيا، حيث عقد الرئيس لقاءً ثنائياً مع نظيره الإندونيسي، جوكيو ويدودو، أعقبه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، أكد الرئيس السيسي خلاله ضرورة الارتقاء بمستوى التعاون بين مصر كدولة رائدة في محيطها الإقليمي، وبين إندونيسيا بثقلها في العالم الإسلامي لمواجهة تلك التحديات.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس السيسي اهتمام مصر بتعزيز الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مقدراً الجهود الإندونيسية المبذولة في هذا الصدد، وأشار الرئيس إلى تطلع مصر لتدعيم العلاقات التجارية مع إندونيسيا، وفي هذا الصدد.
وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على مذكرتي تفاهم في مجال التدريب والتعليم الدبلوماسي، وفي مجال إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة من تأشيرات الدخول.
ثم أجرى الرئيس السيسى مباحثات مع سكرتير عام رابطة جنوب شرق أسيا «أسيان»، لى لونج مينه، تناولت سبل تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر والدول الأعضاء برابطة أسيان التى تأسست فى أغسطس 1967 وتتخذ من جاكرتا مقرا لها، وتضم رابطة أسيان 10 دول هى إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وبروناى والفلبين وكمبوديا وميانمار وفيتنام ولاوس.
وتحدث الرئيس كذلك عن المزايا التجارية والاستثمارية التى ستعود على الطرفيّن، حيث يمكن لشركات دول الآسيان الانطلاق من مصر إلى الأسواق العربية والأفريقية والأوروبية، وذلك عبر توظيف اتفاقيات التجارة الحرة التى ترتبط بها مصر، وبالمثل، فإن لدى دول الآسيان اتفاقات للتجارة الحرة مع دول رئيسية في آسيا والمحيط الهادئ، ومن المتوقع أن تصبح لاعباً عالمياً بحلول نهاية هذا العام مع إنشاء الجماعة الاقتصادية للآسيان، وهو ما يُمْكِن للشركات المصرية توظيفه كنقطة انطلاق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه بعد عودته من جولته الآسيوية بتفقد مراحل الإعداد المهاري والبدني لطلبة الكلية الحربية والاطمئنان علي برامج التدريب والكفاءة البدنية العالية التي يؤهل بها طلبة الكليات والمعاهد العسكرية .
وأشاد الرئيس السيسي بالمستوى المتميز والقدرات البدنية والمهارية والثقة العالية بالنفس لطلبة الكلية من كافة السنوات الدراسية باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لبناء قادة وضباط المستقبل داخل القوات المسلحة وقدرتهم على تنفيذ المهام المكلفين بها تحت أصعب الظروف .
وأوصاهم بالحفاظ على لياقتهم البدنية العالية والتمسك بالمبادئ والقيم الأصيلة للعسكرية المصرية، والحفاظ على الانضباط العسكري في المظهر والجوهر.
كما عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، حيث عرض الوزير خلالهأخر ما تم التوصل إليه بشأن حقل الغاز الطبيعى الذي اكتشفته شركة إيني الإيطالية مؤخرا قبالة السواحل المصرية والذي تشير التقديرات إلى أنه يشمل احتياطياً من الغاز الطبيعي يقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب.
كما عرض الوزير أيضا، موقف الاتفاقيات الجديدة في مجالات البحث والاستكشاف عن البترول والغاز، واِستثمارات الشركات الأجنبية العالمية في هذه المجالات والتي تشهد نمواً متزايداً، ولاسيما في ضوء الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتيسير عمل واستثمارات هذه الشركات في مصر.
وطرح الرئيس السيسي، في مقالة كتبها لجريدة «ديلي نيوز-ايجيبت» بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي لمؤسسة اليورومني بالقاهرة، عددا من التحديات التى واجهته فى الفترة التى بدأت مع توليه رئاسة الجمهورية وكيف تم التعامل معها، كما استعرض الرئيس رؤيته لمستقبل الاقتصاد المصري وأهداف الحكومة وخططها لتحقيق النمو على صعيد الناتج المحلى الإجمالى وخفض عجز الموازنة وتخفيض مستويات الدين العام.
وشرح الرئيس الآثار التى ترتبت على قرارات اتخذتها الحكومة خلال الفترة الماضية مثل تعديلات ضريبة الدخل وهيكلة دعم الطاقة التى أدت إلى زيادة مخصصات الإنفاق على التعليم والصحة فى موازنة العام المالى الجارى، منوها بأنه بينما لا يزال الوقت مبكرا إلا أن المردود الأولي لسياسات الاقتصاد الحكومية واعد حيث بلغت تقديرات النمو4.2٪ في موازنة 2015/2014 بعد عدة سنوات من نمو سنوي يدور حول 2٪ فقط.
كذلك بحث الرئيس السيسي، في اجتماع مع وزير الطيران المدني حسام كمال، تطوير عدد من المطارات وشركة مصر للطيران، وأطلع الرئيس على الموقف بالنسبة لعدد من المشروعات والتكليفات التي كان الرئيس وجه بتنفيذها، والتي تستهدف تطوير عدد من المطارات من أجل استيعاب الزيادة المطردة في أعداد الركاب وحركة السفر والتنقلات.
على صعيد آخر شدد الرئيس السيسى على ضرورة الحل السياسى لأزمتى ليبيا وسوريا بما يسهم في استقرار البلدين والمنطقة، وأشاد بالتعاون مع إيطاليا، وذلك خلال استقباله وفدا من لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي برئاسة، بير فرديناندو كازيني، رئيس اللجنة، ونوّه الرئيس بأن اكتشاف حقل الغاز في البحر المتوسط يعد باكورة لاكتشافات أخرى حيث تتعين مواصلة أعمال الكشف والتنقيب عن مصادر الطاقة، مشيداً بعمل شركة إيني الإيطالية في مصر وجهودها الدؤوبة وأعمالها الناجحة.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر سيكون لديها مجلس نواب جديد قبل نهاية العام الجاري لتختتم بذلك استحقاقات خارطة المستقبل، معرباً عن ترحيب مصر بالتواصل والتعاون بين البرلمان الإيطالي ومجلس النواب المصري الجديد عقب تشكيله، مؤكداً على أهمية البُعد البرلماني والشعبي في العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين.
وأكد الرئيس السيسى على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي بأكمله من أجل مواجهة الإرهاب، ومحذراً من مغبة ظاهرة المقاتلين الأجانب وإمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح، ونوه بأهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته إزاء اللاجئين، موضحاً أن مصر تستضيف ما يناهز 5 ملايين لاجئ من الدول العربية والإفريقية يعيشون مع الشعب المصري ويحصلون على ذات الخدمات التعليمية والصحية التي يحصل عليها المواطنون المصريون، وذلك على الرغم من الأعباء الاقتصادية التي تتحملها الحكومة.
وفي لقائه مع مبارك الخرينج، نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي، رئيس لجنة الأخوة المصرية الكويتية البرلمانية، أكد الرئيس السيسي على أن أمن وسلامة واستقرار الكويت ودول الخليج يعد جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر القومي، كما أكد على وقوف مصر وتضامنها مع شقيقتها الكويت في مواجهة الأعمال الإرهابية التي شهدتها مؤخراً.
ولفت الرئيس السيسي إلى قرب عقد الانتخابات البرلمانية في مصر وهو ما يوفر فرصة هامة لتعزيز مستوى التعاون والتنسيق بين البرلمانين المصري والكويتي وكذلك مع البرلمان العربي، ورحب الرئيس بمشاركة ممثلين عن البرلمانات العربية في مراقبة الانتخابات البرلمانية القادمة.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعى باستقبال الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، والوفد المرافق له، حيث أكد السيسى على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية مصر والعرب الأساسية، وأن مصر ستواصل دعمها التاريخى للقضية الفلسطينية وجهودها الدؤوبة لمساندة أشقائنا الفلسطينيين، من أجل التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية تضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية، أصدر الرئيس السيسي قرارا جمهوريا بالموافقة على اتفاق قرض لتمويل مشروع صرف صحي بكفر الشيخ بقيمة ٥٥ مليون يورو بين حكومة مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.