أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتاء، أن العنف والإرهاب الذي يعاني منه العالم حاليا، ليس صناعة إسلامية محضة ولم يكن صناعة عربية، بل هو صناعة غربية بأيدي منتسبين للإسلام، مضيفا أن الغرب كان سببا لوجودها بداية من الاستعمار، وانتهاء بدعمهم لبعض المتشددين الذين يخدمون توجهاتهم وأجندتهم الخاصة.
وأوضح المرصد، في تقريره بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لأحداث 11 سبتمبر، الخميس، أن الاستعمار اتجه في بدايته ناحية الشعوب لاستغلال ثرواتها المادية، ومع مقاومة هذه الشعوب وهزيمة الاستعمار المتكررة اتجه إلى وسائل أخرى اعتمد عليها في تقويض هذه الشعوب وضرب هويتها وثقافتها، فبدأ صنع شخصيات فكرية وأحزاب وتنظيمات سياسية، ويرعاها ويمولها لخدمة أغراضه، ولم يكن يعلم أنه سيجني ثمار ما زرع ويطاله إرهابها وهذا ما تشهد عليه أحداث سبتمبر.
وكشف المرصد عن بدايات تكوين هذه التنظيمات، والتي لم يكن لها أي مرجعية شرعية أو وطنية أو حتى قومية، فاستثمرتها الدول الغربية لتنشر من خلالها الكراهية والانقسام داخل الشعوب، بعد أن فشلت في هزيمتها عسكريا، فالفكر المتشدد الذي يفتقد المرجعية الصحيحة متقلب بطبعه ودائما ما يميل إلى العنف والتكفير.
وقال المرصد إن الأفكار الإرهابية في الأساس غربية، فالغرب سمح في البداية لهذه الأفكار بالتواجد على أرضه، ووفر لها البيئة الخصبة على النمو والتمادي، وسرعان ما تحولت تلك الأفكار إلى أفعال طالت الجميع حتى من دعمها وأرسى قواعدها الهشة بين الشعوب والأوطان.
وأوضح المرصد أن الإسلام برئ من الإرهاب والتطرف ودعاوى التنظيمات الإرهابية، التي لا أساس لها ولا مرجعية تحوط بها، وإنما العامل الأساسي لتواجدها في المنطقة العربية، هو التعامل المزدوج مع قضايانا، والذي أحدث حالة من الفوضى الفكرية والمذهبية بعدت في الأساس عن صحيح الدين.
وأضاف المرصد أن الغرب دعم تواجد القاعدة وإخوتها في بعض الدول، خاصة ألمانيا وأمريكا، من خلال استضافتهم للأشخاص المهاجرين من دولهم، وينتهج الغرب نفس النهج بدعم أصحاب الأفكار المغلوطة والإرهابيين، ويوفر لهم منابر إعلامية وساحات يشوهون بها بلدانهم ويحرضون الشعوب على القتال والعنف.
ورفض المرصد ما ذهب إليه بعض المحللين الغربيين من أن الفقر هو سبب ظهور التشدد والتطرف الديني، لأن أهم أسباب تنامي هذه التنظيمات هو الافتقاد إلى المرجعية الصحيحة التي تعتمد على الأصول المبنية على صحيح الدين، من خلال علماء ثقات تلقوا العلم داخل المؤسسات المعتبرة كالأزهر الشريف، وهذا بدوره لكم يكن موجودا في ذلك الوقت في هذه الدول.
وناشد المرصد الدول الغربية عدم السماح لمثل هؤلاء الأشخاص وأفكارهم المتطرفة من الدخول إلى أراضيهم، أو الحصول على أي نوع من الدعم، أو توفير الحواضن التي تضمن لهم الانتقال لدول أخرى بفعل الهجرة الجماعية، حتى لا يحدث ما حدث في 11 سبتمبر، لينتج هذا الزلزال الرهيب المؤلم الذي صحت عليه أوروبا والغرب قبل أن تصحو عليه دول العالم الإسلامي.
وحذر المرصد من الاستمرار في زرع الغرب لتنظيمات تضرب بعضها البعض، للحصول على أي نوع من المكاسب، أو السماح لبعض أصحاب الأفكار المتطرفة بممارسة المعارضة بحجة دعم الحريات، لأن تلك التنظيمات لا يقف ضررها على نفسها فقط، بل تدمر العالم بأكمله.