أصدرت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ أمس حكماً نهائياً بإنهاء اعتقال المدون المنتمى لجماعة القرآنيين رضا عبدالرحمن، المعتقل بموجب قانون الطوارئ منذ شهر أكتوبر الماضى على خلفية معتقداته الدينية، فيما طالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وزارة الداخلية بالامتثال لقرار المحكمة وإطلاق سراح عبدالرحمن «دون إبطاء».ورفضت المحكمة الطعن الذى تقدمت به وزارة الداخلية على حكم مماثل كان قد أمر باطلاق سراح المدون فى 14 ديسمبر الماضى، وذلك فى التظلم الذى قدمه محامو المبادرة المصرية برقم 4823 لسنة 2008.
وقال عادل رمضان، المسؤول القانونى بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: «على وزارة الداخلية أن تقوم فوراً بإطلاق سراح رضا عبدالرحمن بموجب هذا الحكم النهائى وواجب النفاذ، وأن تقوم بمحاسبة المسؤولين عن اعتقاله إدارياً بسبب ممارسة حقه فى التعبير عن معتقداته الدينية باستخدام مدونته».
كانت قوات الأمن اعتقلت رضا فى يوم 27 أكتوبر 2008 بعد اقتحام منزله بالشرقية بسبب اعتناقه فكر «القرآنيين»، والتعبير عنه على مدونته التى تحمل اسم (العدل الحرية السلام)، وتم عرضه على نيابة أمن الدولة العليا بتاريخ 6 ديسمبر الماضى، التى قامت باستجوابه بشأن معتقداته وآرائه فى مسائل دينية تتعلق بمدى إيمانه بالسنة النبوية وكيفية أدائه للصلاة، ووجهت النيابة إلى عبدالرحمن تهمة «ازدراء الدين الإسلامى»، دون إصدار قرار بحبسه احتياطياً أو تحديد جلسة أخرى لاستكمال التحقيق.
يُذكر أن إدارة سجن طرة امتنعت تعسفياً عن السماح لأسرة ومحامى المدون المعتقل بزيارته منذ اعتقاله وحتى اليوم، وذلك رغم حصولهم على أكثر من تصريح من النيابة العامة بزيارته، وتقدمت الأسرة ببلاغ إلى النيابة العامة فى 30 ديسمبر الماضى، تم قيده برقم 188 لسنة 2008 (عرائض نيابة المعادى)، اتهمت فيه مأمور السجن بالامتناع عن تنفيذ تصاريح النيابة وحرمان المعتقل من حقه فى الزيارة دون إبداء أسباب قانونية، معربين عن قلقها على حياة عبدالرحمن.