الجميع يتوجه دائما بالنقد واتهام اتحاد الجبلاية بعدم الحيادية، فهل هذا عيب فيهم، أم أصبحت الشكوى وعدم الرضا عن أى قرار ليس فى مصلحة أى ناد راجعة إلى خطأ من الجبلاية وعدم حياديته؟
- لست مع أعضاء الجبلاية أو ضدهم، ولكننى أتمنى من الله أن أكون دائما مع الحق، ومع المصلحة العامة دون النظر إلى أسماء أو أسباب أو أهداف.
فى الفترة الأخيرة، لاحظنا جميعا عدم الرضا عن قرارات الجبلاية، ولو نظرنا إلى الفترة القصيرة الأخيرة بدءا من مباراة الزمالك والأهلى، نجد أن كلا الناديين يريد فرض سيطرته وانتقاء الملعب الذى يريد أن تُقام عليه المباراة، بصرف النظر عن أن الظروف تسمح أو لا تسمح، الأمن موافق أم غير موافق، (وللأسف هذه الموافقة أصبحت هى الأساس)، انتفض الأهلى وضغط، وتحقق له ما يريده فى تغيير الملعب، وفرض رأيه على الدولة، واستجابت الدولة وخرج علينا رئيس الوزراء يزف انتصار الأهلى فى معركة الملعب. لست ضد أن يبحث الأهلى عما يستطيع به تحقيق الفوز ولكننى ضد الأسلوب، وضد خنوع الدولة أمام رغبات الأفراد دون الالتفات إلى المصلحة العامة.
تلى ذلك قرار اعتماد هبوط نادى الجونة إلى دورى المظاليم، وصرخ الجونة ومازال يصرخ، وبالطبع لن تجد من يسمع له، لأنه ليس له ظهير جماهيرى، ربما يكون له ظهير مادى، ولكن ليس دائما الإنفاق والأموال تنتصر. وفى النهاية أتى قرار الاتحاد، ولم يعجب نادى الجونة.
تلت ذلك مشكلة أحمد الشيخ، والتى قام فيها قطبا الكرة بحشد جميع القوى لكى ينتصر، وأطلت لجنة شؤون اللاعبين بقرار الغرامة والإيقاف، ورفض الأهلى، واحتجوا، واتخذوا قرارا نعلم جميعا أنهم لن يستطيعوا تنفيذه، وهو مقاطعة مسابقات كرة القدم، وخافت الجبلاية وغيَّرت قرارها، وهنا لست أيضا أعيب عليهم، فقد اعتادوا ذلك، وإذا كانت الدولة بجلالة قدرها، ممثلة فى رئيس الوزراء ووزير الرياضة، خافت من الأهلى، فهل اتحاد الكرة المستسلم دائما لن يخاف؟ ولكن المفارقة العجيبة أنه عند رفع الإيقاف وإلغاء الغرامة كان الأهلى أيضا غير موافق، ويخرج أحد مسؤوليه ويقول: «القرار معيب»، هو فعلا معيب، لأنه لابد أن يطبق الإيقاف وتسدد الغرامة، مع احترامى الكامل للجنة شؤون اللاعبين، ولجنة التظلمات، فالقرار سياسى وليس أى شىء آخر.
وبعد ذلك نجد مدير نادى الزمالك يخرج ويصرخ ويعترض على أن مباراة قبل نهائى الكأس بين الزمالك وسموحة ستُقام فى الإسكندرية. أى احتجاج، إذا كانت المباراة بدون جمهور، وحتى لو بجمهور، فنادى سموحة ليس لديه جمهور، كل الحكاية ملعب سوف تقام عليه، وكل الأندية فى الموسمين الماضيين بيلفوا كل ملاعب مصر!
الحكاية أن كل واحد عايز يحتج وخلاص، لابد أن نكون موضوعيين، ولا علشان الاتحاد حيطة مايلة كل شوية واحد يطلع ويعترض!