قال الدكتور حسين يوسف، أستاذ صحة الأغذية كلية الطب البيطرى جامعة أسيوط وخبير سلامة الغذاء، إن الأغذية تلعب الدور الرئيس فى إصابة الإنسان بالسرطان بنسبة تصل إلى 60%، وأضاف يوسف فى حواره مع «المصرى اليوم» أنه نتيجة لتناول الإنسان الأغذية الدهنية الملوثة بالكيماويات، يحدث تلوث لبن ثدى الأم المرضعة بالكيماويات المسرطنة لتصل إلى أجساد الأطفال الرضع، مشددا على أن السرطان من أشد الأمراض فتكا بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و14 سنة.. إلى تفاصيل الحوار:
■ ما علاقة الإصابة بالسرطان بالنمط الغذائى للشعوب؟
- الإصابة بالسرطان تكون أقل انتشارًا بين الدول المستهلكة بكثرة للخضراوات والفواكه والحبوب التى تتميز باحتوائها على مضادات الأكسدة وهرمونات نباتية طبيعية، وجميعها تعمل على حماية الجسم من الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى، فالأمريكيات اللاتى تعرضن للموت نتيجة للإصابة بسرطان الثدى فى القرن الماضى، كُن أكثر من السيدات المتوفيات فى كل من الحروب العالمية الأولى والثانية والكورية والفيتنامية مجتمعة، مما دعا الرئيس الأمريكى الأسبق نيكسون إلى إعلان حربه على مرض السرطان عام 1971، بينما اليابانيات كن أقل إصابة بسرطان الثدى نتيجة للنمط الغذائى للشعوب الآسيوية الذى يعتمد على استهلاك الأغذية النباتية والأسماك.
■ وماذا عن معدل إصابة النساء المصريات بسرطان الثدى مقارنة بالدول الأخرى؟
- الدراسة التى أجراها معهد السرطان القومى، التابع للمعهد القومى للصحة بالولايات المتحدة (فى الفترة من 1996- 2002) بالاشتراك مع اليونان وقبرص، ومصر، وإسرائيل، والأردن، أوضحت نتائجها أن إصابة المصريات بسرطان الثدى كانت بنسبة أكبر من أى إصابة من الأنواع الأخرى من الأورام، وأنه على الرغم من الحالة الاقتصادية المتدنية لليونانيين، وعدم توافر الرعاية الصحية الجيدة لهم، فإنهم أقل إصابة بأمراض السرطان، بسبب نمطهم الغذائى الذى يعتمد على تناول الأغذية ذات الأصل النباتى بوفرة، وتناول كميات قليلة إلى متوسطة أسبوعياً من الأسماك والدواجن، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، وتناول الحد الأدنى من الأغذية المصنعة، بينما استهلاك اللحوم يكون مرات قليلة شهرياً.
■وماذا عن التغيير فى النمط الغذائى للمصريين؟
- النمط الغذائى للمصريين منذ عصر الفراعنة حتى بداية السبعينيات من القرن الماضى كان مشابها تقريبا للنمط الغذائى الصحى لليونانيين، وبفحص ما يقرب من ألف من موميات قدماء المصريين ثبت أن الموت بسبب السرطان كان قليلا جدا لا يتجاوز عدد أصابع اليد. لكن فى الوقت الذى بدأت فيه الشعوب الغربية بتعديل نمطهم الغذائى إلى النمط الصحى، تحول المصريون إلى النمط الغذائى الغربى ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، وسُجل فى الفترة من 2001 إلى 2010 ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان فى صعيد مصر بنسب تفاوتت من 4- 5 مرات، وتشير التقارير إلى أن مصر فى الوقت الحالى ضمن الحزام الأخضر، ونسبة مرضى السرطان فيها تصل إلى 2%، محذرا من الدخول فى الحزام الأحمر بحلول عام 2030م والذى يصل فيه عدد الوفيات إلى أكثر من 13 مليونا و200 ألف شخص.
■ وما علاقة السرطان بالأغذية؟
- غالبية مسببات السرطان تكون بسبب نوعية الأغذية، فاختزال تناول دهون الأغذية بنسبة 50% يؤدى إلى انخفاض الإصابة بنسب تصل إلى 39% لسرطان الثدى و37% لسرطان القولون، و71% لسرطان المستقيم و17% لسرطان البروستاتا.
■ وماهى معايير تداول الغذاء الآمن؟
- بالمحافظة على محتويات مضادات الأكسدة فى الأغذية التى نتناولها لقيمتها للأغذية الصحية، ويجب اتخاذ خطوات لحفظ الأغذية المحتوية على هذه المضادات لحين تناولها، وهناك 5 طرق لتحقيق ذلك، ومنها حفظ الأغذية على درجات حرارة تبريد الثلاجة أو مكان بارد وجاف يساعد على بطء التكسير الطبيعى بواسطة الإنزيمات التى تبدأ عملها لحظة قطف هذه الأغذية، وعدم تقطيع أو تقشير الخضراوات والفواكه إلا فى لحظة تناولها، حتى يحفظها من التعرض غير الضرورى للأكسچين، والطهى بالبخار، أو الميكروويف، أو القلى مع التقليب فى كميات قليلة من الدهون لمدة قصيرة تساعد أيضًا على حفظ محتويات الأغذية من الفيتامينات، وعدم إضافة دهون لطهى الخضراوات والفواكه أثناء الطهى.
- وما أنواع الغذاء الصحى؟
- قشور بعض الخضراوات والفواكه تحتوى على كميات كبيرة من الفيتامينات أكثر من المناطق الداخلية، مثل قشر التفاح، وحصة استهلاك السيدات للخضراوات والفواكه الطازجة مرتين يومياً تقلل الإصابة بسرطان الثدى بمعدل 17% مقارنة بالسيدات اللاتى يستهلكن مرة واحدة يومياً، وفى حالة مضاعفة الحصة إلى 5 مرات يوميا أخرى، تؤدى إلى تقليل معدلات الإصابة بالمرض بين السيدات بنسبة تصل إلى 54%.
■ وما الاحتياطات اللازمة للحد من الإصابة بأمراض السرطان؟
- التأكد من عدم تعدى بقايا الكيماويات المسرطنة فى الأغذية للمستويات المسموح بها، وهو دور الحكومات المحلية للإرشاد عن سلامة الغذاء وأخذ الاحتياطات لحماية صحة المواطنين، وبالنسبة للبقايا الكيميائية مثل الديوكسينات، فالوقاية منها تكون عن طريق الإجراءات المباشرة للمصدر، والتحكم الصارم لسلسلة عمليات الصناعة، ووضعت دساتير الأغذية فى عام 2006 القواعد للوقاية وتقليل مستويات الديوكسينات فى الأغذية وعلائق الحيوانات، حيث إن أكثر من 90% من تعرض الإنسان للديوكسينات يكون عن طريق الأغذية، خاصة اللحوم، ومنتجات الألبان، والأسماك والقشريات، وهو ما يستلزم أن تكون حماية الإمدادات الغذائية حاسمة.
■ وما هى روشتة تقليل الدهون؟
-السياسات الغذائية الأمريكية أقرت حزمة من التوصيات لتقليل نسبة الدهون فى الغذاء للوقاية من الأمراض، ومنها أمراض القلب والشرايين والسرطان، بهدف تقليل التعرض الغذائى لبقايا الملوثات الكيميائية، منها أن قواعد اختيار غذاء متوازن منخفضاً فى الدهون الكلية، يشمل 3 نصائح هى اختيار قطعيات قليلة الدهن من اللحوم والدواجن، وتنزع الدهون والجلد من الدواجن قبل عملية الطهى، واختيار الحليب ومنتجاته منزوعة أو قليل الدسم، والاستفادة من مضادات الأكسدة الموجودة فى الخضراوات والفواكه والفيتامينات تمنع تكوين المسببات المسرطنة فى اللحوم المصنعة نتيجة إضافة النيترات والنيتريت، وكذلك بقايا الملوثات الكيميائية مثل الديوكسينات، بناءً على ذلك، توجد علاقة بين تناول الأطفال للخضراوات والفواكه والفيتامينات والوقاية من الإصابة بالسرطان.
■ وما حقيقة تاثير تناول الشاى الأخضر على تخفيض الإصابة بالسرطان؟
- شرب الشاى الأخضر مع الوجبات مفيد فى التخلص من المركبات المسرطنة، لأن الفينولات المتعددة الموجودة فى الشاى الأخضر تساعد الجسم على التخلص من المركبات المسرطنة، ويجب تناول الشاى الأخضر بانتظام، وخاصة مع الوجبات المحتوية على لحوم مطهية.
■ وماذا عن الزيتون؟
- استخدام زيت الزيتون له العديد من الفوائد الصحية التى تقلل من معدلات الإصابة بالأمراض ومنها السرطان، وذلك لأنه غنى جدًا بالمواد الغذائية النباتية، كما أنه مصدر غنى بمركبات الفينول التى لها خاصية مضادات الأكسدة، وله علاقة وقائية من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات، مثل سرطان الثدى وسرطان القولون الشرجى وسرطان المرىء وسرطان البروستاتا لاحتوائه على مركبات مضادة للسرطان.