ولا كل كنوز الدنيا تغنى عن الوطن، وعن دفء الأهل والأصدقاء، ولا كل أموال العالم تكفى لتعويض فقد الابن أو الأخ أو الصديق فى مياه البحر.. ومع هذا ذهب المهاجرون للمجهول الغامض ليبحثوا هناك عن أمل لحياة ومعيشة أفضل. (لست وحدك فى هذا العالم.. ولا تملك العالم. مهما أوتيت من ثروات ومن إمكانيات ومن تقدم تكنولوجى فاق كل الحدود، فأنت تحتاج مساندة وحب ودعم جيرانك لتعيش وتحيا).. هذه الكلمات موجهة إلى دول الاتحاد الأوروبى... ولا أعتقد أن تلك الدول سعيدة بمشاهد غرق المراكب المتجهة إليها، وعليها آلاف من سكان الدول المجاورة، ضاق بهم الحال والمعيشة وضيق الرزق، وغامروا وأبحرو إليكم!! طلبا للعمل والمساعدة فى حفظ الكرامة الإنسانية لهم.. فهم بشر!!
ما حجم المساعدات الحقيقية التى منحتها دول الاتحاد الأوروبى لدول الشرق الأوسط؟.. تلك الدول تدعى أنها تريد للشرق الأوسط أن يكون آمنا وأن تسهم فى بنائه! إن التعاون بين دول الاتحاد الأوروبى ودول الشرق الأوسط يسير فى اتجاه واحد فقط هو الاستفادة من السوق الكبيرة لتصريف منتجات درجة ثانية.. ومعظم دول الشرق الأوسط تعانى فقر الثروات، وكثرة الشباب العاطل، ومطلوب منها مقاومة الهجرة.. كيف؟ حتى لو قرر الاتحاد الأوروبى أن يتقاسم مشكلة المهاجرين، وألزم كل دولة باستضافة جزء من المهاجرين.. فتلك مسكنات لن تحل المشكلة!!
الهجرة غير الشرعية- كما يطلقون عليها- مشكلة عالمية... تعانى منها دول أوروبا، وهى مشكلة لها حل، هذا لو أرادوا لها حلا، أو عقدوا العزم على إنهائها سلميا وليس بالعنف.. فالعنف لن يخيف شخصا ألقى بنفسه فى اليم بلا طوق نجاة! وطوفان البشر المهاجر يمكن استيعابه فى دول تبحث عن عمالة وعن موارد بشرية.
عميد ملاح بالمعاش محمد عبدالسميع عامر مراد- محلل سياسى اقتصادى.