لم يشفع له عمره الذي لم يتعد الأعوام الثلاثة أن ينجو من مأساة المهاجرين السوريين، الهاربين من نيران الحرب في بلادهم أملاً في الحصول على حياة آمنة، ولكنهم لقوا حتفهم خلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر.
ابتلعته أمواج البحر المتوسط، ثم ما لبثت أن لفظت جثمانه الصغير على شاطئ على الحدود بين تركيا واليونان.
وانتشل خفر السواحل التركي جثمان الطفل، بالإضافة إلى 11 آخرين لقوا مصرعهم غرقًا في البحر، في محاولة فاشلة للإبحار إلى جزيرة كوس اليونانية، الأربعاء عبر قاربين.
وعرضت قناة «دي.إتش.إل» لقطات مصورة لجثة الطفل ملقاة على الشاطئ وجثة أخرى يتم انتشالها من الماء.
ونقلت صحيفة «حرييت ديلي» التركية، عن وكالة أنباء «دوجان» التركية، أن القاربين كانا متوجهين من شبه جزيرة بودروم في تركيا، إلى جزيرة كوس اليونانية، وكان أحد القاربين يقل 16 لاجئًا سوريًّا، وغرق القارب بعد مغادرته بقليل، فلقي 7 مصرعهم فيما أنقذ خفر السواحل التركي 9 آخرين، بينما يواصل البحث عن 2 مفقودين.
وفي حادثة أخرى، غرق 6 سوريين، بينهم امرأة و3 أطفال، كانوا على متن قارب آخر انطلق من المنطقة نفسها، وأنقذ عناصر خفر السواحل شخصين بعدما وصلا إلى الشاطئ وهما يرتديان سترتي نجاة.
وتقدر وكالات الإغاثة أنه خلال الشهر الماضي قطع نحو ألفي شخص يوميًّا رحلة العبور القصيرة إلى الجزر الشرقية اليونانية على متن زوارق مطاطية.
وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، إن أكثر من 2500 شخص لقوا حتفهم، حتى الآن، هذا العام، وهم يحاولون عبور البحر المتوسط.
ووصل عشرات الآلاف من السوريين الفارين من الصراع في بلادهم إلى ساحل بحر إيجة في تركيا خلال الصيف الحالي، لركوب قوارب تنقلهم إلى اليونان بوابتهم إلى دول الاتحاد الأوروبي.