x

«الإفتاء» تدعو لنشر التصوف لمواجهة الإرهاب: «يرقق القلوب»

الأربعاء 02-09-2015 13:08 | كتب: أ.ش.أ |
شوقي علام مفتي الجمهورية شوقي علام مفتي الجمهورية تصوير : آخرون

دعا مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتاء، الأربعاء، إلى نشر التصوف الصحيح وتفعيل دوره في مواجهة التطرف والإرهاب، مبينا أن الصوفية الصحيحة مثلت في فترات تاريخية واسعة، أبرز صور الفاعلية الدينية والسياسية والاجتماعية للإسلام، وحفظت استقلال واستقرار الأوطان، وبثت الطمأنينة والسلام في المجتمعات.

وأكد المرصد، في تقريره الثلاثين الصادر الأربعاء بعنوان «التصوف الصحيح ودوره في مواجهة التطرف»، أن التصوف الصحيح لديه إمكانات كبيرة في المعركة ضد الإرهاب والتطرف، دفاعا عن صحيح الدين وصورته الحقيقية، وعن الدولة ككيان جامع لآمال مواطنيها وحامية لأمنهم ومستقبلهم، وكذلك عن المجتمع وسلمه الأهلي وتعايشه السلمي.

وبيّن التقرير أن الصوفية تعد ساحة كبيرة وممتدة لجذب الشباب الطامح لبذل الجهد والطاقة في سبيل خدمة دينه ووطنه، بعد أن أدرك خواء التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي لا همَّ لها إلا الاستيلاء على السلطة والحكم في العديد من البلاد العربية والإسلامية.

وأوضح التقرير أن الصوفية تحمل خطابا روحيا وتربويا أساسيا في مواجهة الإرهاب والتطرف، فهي ترقق القلوب وتشغل الفراغ الروحي وتمثل مجالا لاجتذاب طاقات الشباب العطشى إلى تجارب روحية، لاستثمار ميل بعضهم لهذه التجارب، بعد أن ملوا ثقل الحياة المادية سواء أصابوا حظا منها أو لم يصيبوا.

وأشار التقرير إلى أن الصوفية بمصر تتمتع بقبول اجتماعي واسع بين مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية والاقتصادية والعمرية، حيث يدور منهجها حول تهذيب النفس والسمو بها لتحقيق مراد الله، من حيث العبادة والتزكية والعمران ويتضمن مفاهيم الإصلاح، والمصلحة، والعرف الاجتماعي، وتحقيق منافع الناس، بينما ركزت جماعات الإسلام السياسي على فكرة الدولة الموازية والمجتمع الموازي وامتلاك السلطة والحكم والقوة السياسية.

وشدد التقرير على أن مناهج التصوف الحقيقي عبر التاريخ، مثلت كائنات حية ظهرت وتشكلت ونمت مع المجتمع ومن خلاله في لُحمة طبيعية، لا يستطيع أحد أن يفصل بينهما، أو أن يحدد لأي منهما مسارا تاريخيا مختلفا عن الآخر.

وأوضح التقرير أن المجتمع، خاصة الشباب، في أشد الاحتياج للعديد من قيم التصوف في مواجهته للتطرف والإرهاب، والتي يأتي في مقدمتها المحبة لله ورسوله وللمجتمع والإنسانية ككل، باعتبار أن الإنسان بنيان الرب عز وجل، مشددا على أن هذه القيم تمثل زادا حقيقيا في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف، التي انحرفت عن دين الله وسنة نبيه الكريم وأساءت إلى الإسلام ونفرت منه.

ودعا التقرير للاهتمام بنشر ثقافة التصوف الصحيح بين الشباب ودعمهم في ذلك المجال، من خلال أنشطة دينية وثقافية وترفيهية لهم خصوصا في القرى والأحياء الشعبية والعشوائيات، لتحقيق التوازن النفسي لدى الشباب بين نزعته الفردية المتمركزة حول خلاصه الفردي واهتمامه بالشأن العام الجماعي، بعيدا عن الصراع على السلطة من خلال القيام بأنشطة حول مخاطر التطرف والتشدد والإرهاب، بحيث يصبح التصوف الصحيح طاقة أمل للشباب بعيدا عن التطرف على الجانبين، الإرهاب والإلحاد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية