أفردت وسائل الإعلام الصينية المختلفة، الثلاثاء، مساحات كبيرة لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للعاصمة الصينية «بكين».
ونشرت وكالة «شينخوا»، في باب أهم الموضوعات الدولية، لقاءً مع سفير مصر بالصين، تحت عنوان «زيارة الرئيس السيسي للصين، ومشاركة جيش مصر في العرض العسكري دليل على متانة العلاقات الثنائية، جاء فيه أن «السفير المصري لدى بكين، الدكتور مجدي عامر، أكد أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لبكين تعد الثانية في غضون أقل من عام، ما يبرهن على متانة وقوة العلاقات (المصرية-الصينية)، ويعكس مدى تميزها».
وأشار «عامر» إلى أن السيسي سيلتقي الرئيس الصيني، شي جين بينج، ورئيس مجلس الدولة، لي كه تشيانج، حيث ستشهد المحادثات الثنائية مع القيادة الصينية بحث العلاقات بين البلدين في شتي المجالات، وكذلك القضايا الدولية الهامة، مثل سوريا، واليمن، وليبيا، والأوضاع في آسيا بوجه عام، وقضيتي الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.
وشدّد «عامر» على أن مشاركة الجيش المصري بفرقة مؤلفة من حوالى 85 فردا في هذا العرض الضخم، الذي ستقيمه الصين في الثالث من سبتمبر، يعد أول مشاركة من نوعها للجيش المصري خارج نطاق الدول العربية.
وحول التعاون «المصري-الصيني»، في إطار مبادرة «الحزام والطريق» الصينية الطموحة، أوضح «عامر» أن موقع مصر الاستراتيجي يجعلها نقطة ارتكاز مهمة على هذا الطريق، مشيرا إلى أنه خلال زيارة الرئيس السيسي الأولى للصين، تم التوقيع على أكثر من 20 مذكرة تفاهم لإقامة مشروعات صينية في مصر، موضحا أنه ستنطلق الآن مرحلة بدء تجسيد هذه المشروعات على أرض الواقع في مجالات عدة، من بينها السكك الحديدية، والطاقة، والزراعة.
وأضاف «عامر» أن «المرحلة التالية، التي ستأتي قريبا وذات صلة وثيقة بمبادرة (الحزام والطريق)، تكمن في مشروعات تنمية منطقة قناة السويس، التي ستقام بعدما افتتح مشروع قناة السويس الجديدة العملاق مؤخرا»، لافتا إلى وجود اهتمام بالغ من الشركات الصينية بالمشاركة في هذه المشروعات، متوقعا إقبالا كبيرا منها عند الإعلان عن المشروعات، وهو ما سيشكل تطورا مستقبليا مهما في العلاقات الثنائية في إطار المبادرة الصينية.
وحول البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية والذي انضمت إليه مصر كعضو مؤسس، قال «عامر»: إنه «في إطار اهتمام البنك بمشروعات التكامل الإقليمي عبر تعزيز شبكة المواصلات بين الدول والمناطق من خلال فتح خطوط طيران، وتشييد خطوط سكك حديدية، وبناء طرق وغيرها، تأتي قناة السويس من بين أكبر المشروعات التي تدخل في إطار هذا الترابط البيني بين آسيا وبقية أنحاء العالم، ومن ثم يبدى البنك اهتماما بالاستثمار مستقبلا في منطقة قناة السويس، لأن ذلك سيخدم آسيا بوجه خاص، والعالم بوجه عام».
والتقت صحيفة «جلوبال تايمز» الدكتور مجدي عامر، السفير المصري في بكين، الثلاثاء، ونشر اللقاء، تحت عنوان «مصر والصين تشتركان في إرث الحرب العالمية الثانية»، حيث سأله عن السبب في حرص الرئيس السيسي على حضور العرض العسكري الذي تقيمه الصين مع أن الغرب يشير إلى أن هذا العرض يستهدف اليابان، فأجاب «عامر»: «مصر شاركت في الحرب العالمية الثانية، وكانت جزءاً من قوات التحالف مع بريطانيا وفرنسا وروسيا، ومن ثم فإن من الطبيعي أن يشارك الرئيس المصري في هذا الاحتفال، كما أن هذا الاحتفال ليس موجهاً إلى أية دولة، فهو مجرد تخليد لذكرى الانتصار، وتذكير بالفظائع التي ارتكبت حتى لا تتكرر»، مؤكدا أن الصين قدمت الكثير من التضحيات مثل مصر، ولهذا تشارك مصر في هذا العرض.
وعن ترتيبات الزيارة والفعاليات المنتظرة، قال «عامر»: إنه «سيكون هناك لقاء مع الرئيس شي جينبينج، ورئيس مجلس الدولة، إلى جانب حضور العرض العسكري، وأيضاً الالتقاء ببعض الشركات الصينية العاملة في مصر، بالإضافة إلى حضور بعض الوزراء من مصر لمناقشة القضايا المختلفة، خاصة المشروعات الاقتصادية، والوزراء هم وزير التجارة والصناعة، ووزير الاستثمار، ووزير الكهرباء، ووزير الخارجية».
وحول ما إذا كانت اتفاقية الشراكة الاقتصادية تعني أن مصر بدأت تبتعد عن حلفائها القدامى وتقترب من حلفاء جدد، أجاب «عامر»: أن «مصر الآن منفتحة على كل القوى، وتريد إقامة علاقات متوازنة مع الجميع، فمصر لها علاقات استراتيجية أيضاً مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن منذ الربيع العربي فإن الصين أعلنت أنها لن تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وستحترم اختيارات الشعب المصري، ومصر لديها نفس الموقف من الصين».
وحول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قال «عامر» إن «مصر والصين وقعتا أكثر من عشرين اتفاقية خلال الزيارة السابقة، والآن تأتي مرحلة تنفيذ هذه الاتفاقيات، فضلاً عن أن مشروع قناة السويس الجديدة، ومحور قناة السويس، يفتح الباب أمام المزيد من التعاون وفرص الاستثمار».
وأضاف «عامر» أن «مصر تحاول تيسير سبل الاستثمار، ووضع القوانين التي تساعد على جذب المستثمرين، كما أن هناك مساندة ودعماً متبادلاً بين مصر والصين في المحافل الدولية، وفي الدفاع عن قضايا الدول النامية، وقضايا البيئة وغيرها، وهناك التعاون الإقليمي بين البلدين في أفريقيا أيضاً، وفي دفع عملية التنمية في القارة الأفريقية».
وأشارت وكالة «شينخوا»، بتاريخ 27 أغسطس 2015، إلى فيلم «حكاية وثيقة»، حيث كتب عماد الأزرق مقالاً تحت عنوان «إعلان القاهرة.. حكاية وثيقة»، جاء فيه: أن «هذا الفيلم هو أول فيلم وثائقي عربي يكشف دور وتضحيات كل من الصين ومصر خلال الحرب العالمية الثانية».
ونشرت صحيفة «التمويل الدولية» مقالًا بقلم «شيا يان»، تحت عنوان «الفرص والمخاطر في قناة السويس الجديدة»، جاء فيه: أن «الفرص والمخاطر تتعايش دائماً جنباً إلى جنب في المشروعات الاستثمارية، وهو ما نراه في قناة السويس الجديدة، التي بذل الجيش المصري جهداً كبيراً لتأمين حفرها، بسبب وجود تنظيم ولاية سيناء».
وأضاف المقال أن «المخاطر بالنسبة للسفن العابرة للقناة لا تقتصر على سيناء فقط، فهناك اليمن والصومال أيضاً، لكن العديد من رجال الأعمال الصينيين متفائلون رغم كل كل هذه المخاطر والتحديات، ويرون أن مستقبل القناة مبشر وينطوي على فرص عديدة».