قال السفير الإندونيسى بالقاهرة، نورفائزى سوواندى، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى إندونيسيا هامة للغاية، خاصة أنها تأتى بعد غياب 32 عاماً منذ آخر زيارة لرئيس مصرى، لافتا إلى أن بلاده تسعى لعمل تحالف دولى مع مصر لمواجهة الإرهاب، لاسيما وأن بلاده تتبنى وجهة نظر الرئيس السيسى في تجديد الخطاب الدينى. وأضاف «سوواندى»، في حواره لــ«المصرى اليوم»، أن قناة السويس ستنقل مصر نقلة كبرى، وأن رجال الأعمال الإندونيسيين عازمون بكل قوة للاستثمار بها، وفيما يلى نص الحوار:
■ كيف ترى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى إندونيسيا؟
- زيارة الرئيس السيسى تاريخية وهامة للغاية، خاصة أنها ستتناول أمورا عدة، لأن مصر دولة هامة في الشرق الأوسط، وثانياُ لأنها تحوى أكبر عدد من المسلمين وبها الأزهر الشريف، المقصد الأول للطلبة الإندونيسيين، وكثير من المسلمين الإندونيسيين يدرسون في جامعة الأزهر، وهذه الزيارة امتداد للعلاقات التاريخية بين البلدين، التي بدأت باعتراف مصر باستقلال إندونيسيا، ومشاركة إندونيسيا في تحالف عدم الانحياز أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الإندونيسى سوهارتو، وهذه الزيارة تحديدا لها طابع خاص، لاسيما وأن آخر زيارة لرئيس مصر كانت أثناء حكم الرئيس الأسبق مبارك عام 1983 أي منذ 32 عاماً.
■ ما هي أبرز الأمور التي سيتم مناقشتها بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى وجوكو ويدودو؟
- سيتم التحدث في العديد من الأمور، منها على سبيل المثال في مجال الاقتصاد المثمر بين البلدين، خاصة في مجالات السياحة والتجارة، ومحاربة الإرهاب وكيفية مواجهة التطرف الدينى، خاصة أن الرئيس السيسى يمتلك رؤية جادة في تجديد الخطاب الدينى وبجانب آخر سيكون هناك مقابلة بين رجال الأعمال المصريين والإندونيسيين، لتباحث زيادة الاستثمار بين البلدين، وهناك أيضاً ستتم مباحثات في تطوير منظومة النقل، وكذلك سيتم التباحث حول زيادة عدد الطلاب الإندونيسيين الدارسين في جامعة الأزهر، كما أنه سيتم التباحث في الاستثمار في مجال القطع الصغيرة والمتوسطة وتنمية المناطق الصناعية، وهو ما تم التحدث إليه مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب خلال زيارته الأخيرة لباندونج.
■ ما هي آخر التطورات في العلاقات المصرية الإندونيسية؟
-التطور الأخير يتمثل في حضور مبعوث الرئيس الإندونيسى الدكتور علوى شهاب إلى مصر أثناء افتتاح مصر مشروع قناة السويس الجديدة، وكذلك حضور رئيس الوزراء المصرى إبراهيم محلب في إبريل الماضى مؤتمر القمة الآسيوية الأفريقية بباندونج بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيسه من قبل الرئيسين جمال عبدالناصر والرئيس الإندونيسى سوهارتو.
■ كيف ترى مشروع قناة السويس الجديدة؟
- مشروع محورى وهام للغاية ويعد من أضخم المشروعات التي تم إنجازها في مصر خاصة أنه بمثابة الهدية لجميع دول المنطقة، وسيعود على مصر بنقله اقتصادية كبرى خاصة في مجال الملاحة.
■ هل ستساهمون في الاستثمار بقناة السويس؟
- بالطبع سنشارك بكل قوة، فالمناطق المحيطة بالقناة ثرية للغاية وتعد وسائل جذب للمستثمرين في جميع دول العالم لعمل مشروعات استثمارية في مجال التخزين والملاحة، وخلال زيارة السيسى لإندونيسيا سيكون هناك اجتماعات مشتركة مع رجال أعمال إندونيسيين ومصريين لبحث الاستثمار في مصر، ولقد قمت شخصيا بأخذ بعض رجال الأعمال الإندونيسيين في العديد من المناطق الصناعية واصطحبت بعض الشركات الإندونيسية لقناة السويس لبحث الاستثمار بها. وهناك فرص لتنمية القناة، أولا في مجال الميناء، والمناطق الحرة الصناعية المحيطة وهناك أيضاً فرصة في بناء البنية الأساسية، مثل القنوات تحت الأرض وشق الطرق، وأيضاً نعتقد أن الفرص ستساهم في رقى الاقتصاد المصرى وهذه الفرص تعتبر فرصة مهمة لجميع رجال الأعمال في العالم، لأن قناة السويس معبر رئيسى لتداول البضائع.
■ كيف ترى رؤية الرئيس السيسى في تجديد الخطاب الدينى؟
- رؤية السيسى في تجديد الخطاب الدينى عظيمة للغاية ونؤيد هذا التوجه لحماية العالم من التطرف والإرهاب ولنشر الفكر المعتدل.
■ ما جهودكم في إندونيسيا لمواجهة الإرهاب خاصة بعد إلقاء القبض مؤخرا على أحد الأفراد التابعين لتنظيم داعش؟
- أول شىء تقوم به حكومة إندونيسيا تحقيق القانون والعدالة بمعاقبة كل متطرف، وحكومتنا تمنع شعبها من الذهاب إلى الدول الراعية للإرهاب لكى لا يتأثروا بالفكر المتطرف، ولقد استضافت حكومة إندونيسيا العديد من العلماء الوسطيين من الأزهر وإيران والعراق والسعودية لتثقيف الشعب الإندونيسى. كما تدخل الجيش والشرطة للتصدى للإرهاب، وإندونيسيا لديها فكرة متساوية مع مصر برفض الاستعمار بكل أشكاله خاصة الاستعمار الإسرائيلى لفلسطين.
■ هل ترى أن هناك دولا تدعم تنظيم داعش؟
- ليس لنا وجهة نظر تجاه دولة بعينها لكن بدون شك هناك أفراد يؤمنون بالفكر المتطرف لذلك لابد من التصدى لهم ونحن كدولة كل ما يهمنا هو اختفاء ظاهرة الإرهاب في العالم.
■ هل أنتم مستعدون للدخول في تحالف مع مصر لمواجهة الإرهاب؟
- بالطبع مستعدون بكل قوة.
■ لماذا لم تعترفوا حتى الآن بأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؟
- لم يأت لى إعلان رسمى من دولتنا حتى الآن، ولا أستطيع أن أبدى وجهة نظر في هذا الشأن لأننى ممثل لحكومة إندونيسيا، لكن ما نريده أن تكون الأمة الإسلامية في تراحم فيما بينهم، تطبيقاً لقول الله تعالى في القران الكريم: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا». لذلك من يخالف تعاليم الله تعالى ينحرف عن تعاليم الإسلام.
■ ماذا عن دعم إندونيسيا لمصر في مجلس الأمن؟
- ندعم مصر بكل قوة في ترشحها لعضوية مجلس الأمن لعام 2016 وبالطبع هذه سنة العلاقات المشتركة بيننا وبين مصر.
■ كم يبلغ حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين؟
-500 مليون دولار.
■ هل ترى أن هذا المبلغ يليق بالعلاقات التاريخية؟
- لا يليق، لكن بالطبع نرغب في زيادة هذا الرقم ومتفائل للغاية بزيارة الرئيس السيسى لإندونيسيا بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، فهذا جذب للمستثمرين الإندونيسيين.
■ ما هوى رأيكم في الاتفاق النووى الإيرانى؟
- علاقتنا بإيران قوية للغاية، وهذا الاتفاق سيعود بالسلام والأمن على المنطقة بأسرها وهو ما تتمناه بلادنا.