يتزامن الإثنين الموافق الحادي والثلاثين من أغسطس لعام 2015، مع الذكرى التاسعة لرحيل محمد عبدالوهاب، نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، والذي وافته المنية وهو يخوض تدريبات فريق النادي الأهلي بملعب مختار التتش بالجزيرة، إثر أزمة قلبية مفاجئة أدت إلى وفاته دون إكمال عامه الثالث والعشرين من عمره.
واستبشرت جماهير الكرة المصرية بسطوع نجم ظهير أيسر ظهير صغير السن موسم 2003، باستطاعته السير على نهج كبار هذا المركز أمثال ربيع ياسين وأحمد رمزي ومحمد عمارة، فكان عبدالوهاب يمتلك جميع مقومات الظهير العصري بالكرة الحديثة من سرعة وقوة وإمكانيات هجومية ودفاعية مميزة مع إتقان إرسال الكرات العرضية، فضلًا عن قوة ودقة التصويب من على مسافات بعيدة، قبل أن تأتي الصدمة برحيله عن عالمنا في أغسطس 2006، وتخسر الكرة المصرية لاعبًا صاحب فنيات كبيرة وأخلاق رفيعة.
«المصري اليوم الرياضي» يستعرض من خلال التقرير التالي، أبرز 10 مشاهد في المشوار القصير لموسيقار الكرة المصرية الراحل محمد عبدالوهاب.
1 – شهادة ميلاد ببوركينا فاسو
ينضم محمد عبدالوهاب لصفوف منتخب الشباب موسم 2003 تحت قيادة المدير الفني حسن شحاتة، ويخوض بطولة أمم أفريقيا ببوركينا فاسو، ويساهم في تتويج الفراعنة الصغار باللقب القاري، حيث قدم أداءً رفيع المستوى يستحق الشكر والثناء ويدين له الفضل في وصول منتخب البلاد للمباراة النهائية بهدف سجله من ركلة حرة مباشرة في الدور قبل النهائي في شباك منتخب مالي صعد بالفراعنة الصغار لنهائي العرس القاري.
2 – عبدالوهاب يتألق بكأس العالم للشباب
ويعزف محمد عبدالوهاب سيمفونية رائعة بصحبة زملائه بمنتخب الشباب ببطولة العالم 2003 التي استضافتها دولة الإمارات العربية، ويساهم في بلوغ أبناء شحاتة لدور الـ 16 والخروج بشرف أمام المنتخب الأرجنتيني.
3 – الظفرة الإماراتي يضم عبدالوهاب
عقب هذا التألق الشديد لنجم منتخب مصر للشباب، ينجح مجلس إدارة نادي الظفرة الإمارتي في الحصول على خدمات «عبدالوهاب» من نادي الألومنيوم لمدة 4 مواسم، إلا أن موسيقار الكرة المصرية لم يرتد قميص الفريق الإماراتي فتمت إعارته فور انضمامه لفريق إنبي.
4 – الانضمام للأهلي موسم 2005
وينجح مجلس إدارة النادي الأهلي في الظفر بخدمات الظهير الأيسر صاحب الـ22 عامًا وقتها موسم 2005، ليكون الأمر بمثابة خطوة تاريخية في مشوار عبدالوهاب باللعب لأكثر أندية مصر حصولًا على الألقاب، إلا أن المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه كان يعتمد بشكل أكبر على الظهير الأنجولي جيلبرتو، في الوقت الذي أعطى «عبدالوهاب» مشاركة ضئيلة في المباريات إلا أنه كان يترك بصمة من كل مشاركة له.
5 – عرضية تفتح الطريق للقب القاري ومشاركة فعالة بكأس العالم للأندية
تشاء أقدار الله أن يُصاب الظهير الأيسر لفريق النادي الأهلي، جيلبرتو، منتصف الشوط الأول للقاء الختامي لدوري أبطال أفريقيا 2005 أمام النجم الساحلي التونسي، ويرفع الموسيقار عرضية متقنة بالمقاس على رأس أسامة حسني ليحرز الأخير «هدف الاطمئنان» وضمان اللقب القاري، ومن ثم المشاركة ببطولة العالم للأندية ديسمبر 2005، حيث كان عبدالوهاب أبرز لاعبي الفريق الأحمر خلال المواجهة الأخيرة بالبطولة أمام سيدني الأسترالي، إذ نجح يومها في فتح «شارع» في دفاعات الفريق الأسترالي وإجهاد الجبهة اليمنى له على مدار شوطي اللقاء.
6 – الانضمام لمنتخب مصر الأول وأول الأهداف الدولية
مع المشاركة الرسمية الأولى له بقميص منتخب مصر الأول، بتصفيات مونديال 2006 أمام المنتخب السوداني بملعب الأخير، ينجح «عبدالوهاب» في كسب ثقة جماهير الكرة المصرية والمدير الفني الإيطالي تارديللي، بهدف رائع هو الأول له بقميص الفراعنة، ليحجز مكانًا أساسيًا في تشكيل المنتخب القومي تحت قيادة المدير الفني الإيطالي.
7 – ركلة ترجيح تاريخية بنهائي أمم أفريقيا
جهد كبير يبذله محمد عبدالوهاب على مدار مشوار المنتخب المصري بأمم أفريقيا 2006 التي استضافتها مصر، فتأتي معه الفرحة الأولى والهدف الأول للفراعنة بالمسابقة بعرضية متقنة على رأس أحمد حسام ميدو في لقاء الافتتاح أمام ليبيا، ويستمر في التألق حتى المباراة النهائية أمام كوت ديفوار، والتي أنقذ خلالها هدف لفريق الأفيال من على خط المرمى مع الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء، ثم التسجيل بهدوء ركلة ترجيح تاريخية لن تنساها جماهير الكرة في بلاد المحروسة، ساهمت في حصد المصريين للذهب وسط 100 ألف مشجع بملعب القاهرة الدولي.
8 – الفرحة الأولى مع الأهلي
كان يتمتع «عبدالوهاب» بكثرة أهدافه، سواء من التصويبات بعيدة المدى من ركلات حرة مباشرة أو حركات متحركة، فضلًا عن اختراق الحصون الدفاعية للمنافسين وهز شباكهم، حيث سجل أهدافًا عديدة في مباريات ودية مع الأحمر، قبل أن يكون هدفه الرسمي الأول في شباك الأوليمبي بملعب الإسكندرية ضمن منافسات مسابقة الدوري العام 2005 – 2006، بهدف ماركة مسجلة لموسيقار الكرة المصرية من تصويبة صاروخية، وما أعقبها من تصويبات أذاقت كؤوس من المرار لمنافسي الأهلي ومنتخب مصر في المباريات التي شارك بها حتى رحيله.
9 – هدف الوداع
ويصعد محمد عبدالوهاب بالأهلي لنهائي مسابقة كأس مصر موسم 2006 بصاروخ معتاد أسكنه بشباك فريق حرس الحدود بلقاء الفريقين، بنصف نهائي المسابقة، ليكون هو هدف الوداع، والمرة الأخيرة التي يهز بها النجم الخلوق شباك المنافسين قبل رحيله.
10 – القائم يحرمه من التسجيل في القمة ومشهد مريب
قبل أيام من رحيله عن الملاعب، يشارك محمد عبدالوهاب في تتويج الأهلي بلقب مسابقة كأس مصر موسم 2006، على حساب الغريم التقليدي فريق نادي الزمالك بثلاثة تاريخية، فلعب الموسيقار دورًا بارزًا في تحقيق «الشياطين الحُمر» لانتصارهم وحصدهم للقب المحلي، وهو اللقب الأخير الذي حصده اللاعب في حياته.
وحرمه القائم الأيسر للحارس الزملكاوي محمد عبدالمنصف من تسجيل «عبدالوهاب» هدفًا من تصويبة صاروخية كاد أن يزيد بها من إنجازاته ووضع اسمه ضمن اللاعبين المسجلين للأهداف في لقاء القمة بين القطبين، وهي كرة الهدف الثالث التي تابعها عماد متعب مهاجم الأهلي وسجل منها.
وشهد اللقاء مشهدًا أدخل الرعب في قلوب محبي وعشاق اللاعب، عند سقوطه فجأة دون تدخل من أحد لاعبي المنافس في مشهد مريب قبل أن يستفيق اللاعب مجددًا بعد دقائق معدودة.