حتى لا تتكرر فضيحة أستراليا ياسر أيوب الأحد 30-08-2015 21:26

أظن أننا كلنا، أو معظمنا على الأقل، من المؤمنين.. ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. وتعلمنا من أجدادنا القدماء وكتاب حكمتهم المسمى «الأمثال الشعبية» أن نخاف من الزبادى بعد أن تلسعنا الشوربة..

ولهذا حين أسمع أن هناك مباراة ودية للمنتخب المصرى مع منتخب أستراليا.. فلابد أن أستعيد حكاية مباراة ودية أخرى لعبها منتخبنا أمام المنتخب الأسترالى أيضا منذ خمس سنوات.. يومها فازت مصر بثلاثة أهداف نظيفة وسعدنا كلنا بانتصارنا الكبير على المنتخب الأسترالى، وأشاد المعلق التليفزيونى بحكم المباراة البلغارى وكيف كان حاسما وصارما ويقظا واحتسب ضربة جزاء فى الدقيقة الأخيرة جاء منها الهدف الثالث لمصر.. ثم فوجئنا العام الماضى بكتاب يصدر بعنوان ملوك كيلونج.. وكيلونج كلمة ماليزية تعنى الرصيف الخشبى فوق الماء..

واعترف صاحب الكتاب، ويلسون بيرومال، بأنه نظم تلك المباراة الودية بين مصر وأستراليا بالاتفاق مع عصابات المراهنات الكروية فى آسيا، وباعها لهم بمليون دولار مقابل أن تفوز مصر بثلاثة أهداف نظيفة.. اعترف بيرومال فى نفس الكتاب بأنه دفع المال لبعضهم فى القاهرة حتى يتمكن من إقناع اتحاد الكرة بقبول هذه المباراة، وأن يتحمل بيرومال جميع التكاليف بما فيها استقدام هذا الحكم البلغارى المرتشى لإدارتها فى القاهرة وليس الحكام المصريين كما كان مفترضا..

وكانت هناك تفاصيل كثيرة جاءت فى هذا الكتاب الفاضح والصادم، والذى تذكرته رغما عنى وأنا أسمع أن الوكيل الأسترالى الذى طالب بإقامة هذه المباراة الودية فى دبى حريص جدا على إقامتها، مبديا استعداده لتحمل كل التكاليف والنفقات..

فهذا أمر يدعو للاستغراب والدهشة.. فمصر لم تعد بطلة أفريقيا، بل إنها أخفقت حتى للتأهل للنهائيات فى الثلاث بطولات الأخيرة، ولم تكن فى المونديال الأخير ولم تحقق إنجازا ليقابلها كل هذا الإصرار والعرض السخى جدا.. ولست أشكك فى ذمة مسؤولى اتحاد الكرة الذين احترمهم كثيرا وجدا ولا أتهمهم بأى شىء إلا احتمال أن يكونوا عرضة للاحتيال.. ولهذا أطالبهم بالتحقق من كل التفاصيل، وعلى رأسها طاقم التحكيم الذى سيدير هذه المباراة.. وقد يرد مسؤولو اتحاد الكرة بأنهم واثقون من سلامة كل الإجراءات والخطوات التى سبقت هذا الاتفاق على تلك المباراة الودية..

وفى هذه الحالة سأقول لهم إن رئيس ومعظم أعضاء اتحاد الكرة عام 2010 كانوا أيضا واثقين من سلامة اتفاقهم مع بيرومال لتنظيم مباراة منتخبنا الودية أمام أستراليا.. وظلوا على هذا الاقتناع الخاطئ حتى اشتريت هذا الكتاب من أوروبا وكتبت عنه هنا فى «المصرى اليوم» لتكون مفاجأة للجميع، بمن فيهم رئيس وأعضاء اتحاد الكرة، إلا عضوا واحدا لم يعلن بيرومال اسمه واكتفى بالإشارة إليه باعتباره رجله فى القاهرة.. وبنفس هذا المنطق أطالب الصديق العزيز جمال علام وبقية أصدقائى نائب رئيس الاتحاد حسن فريد وبقية أعضاء مجلس الإدارة وصديق العمر ثروت سويلم، المدير التنفيذى للاتحاد، بعدم التسرع وعدم خداع النفس بأنهم نجحوا فى ترتيب مباراة ودية لمنتخبنا لن يتحمل فيها الاتحاد أى شىء.. فقد يكون الأمر كله لعبة أو خدعة أو مؤامرة جميعهم سيدفعون ثمنها فى النهاية.