قال السفير مجدى عامر، سفير مصر في بكين، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيصل إلى العاصمة الصينية قادمًا من سنغافورة، مساء الثلاثاء، للمشاركة في الاحتفالات الضخمة التي تقيمها الصين بمناسبة الذكرى الـ70 للانتصار في الحرب العالمية الثانية.
أخبار متعلقة
وأضاف «عامر» في تصريحات لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» في الصين، الأحد، إن زيارة السيسي تنقسم إلى شقين، الأول حضوره الاحتفالات، والثاني، اللقاءات الثنائية التي سيجريها، مشيرًا إلى أن أنشطة الزيارة ستكون يومي الأربعاء والخميس والمغادرة صباح يوم الجمعة.
وأوضح أن الاحتفالات الصينية تتضمن العديد من الفاعليات التي سيشارك فيها السيسى مع رؤساء 29 دولة أخرين ومنها العرض العسكرى الذي سيقام في ميدان تيآنمان (الميدان السماوى) الشهير في قلب بكين يوم الخميس القادم، وحفلتا عشاء وغداء يقيمهما الرئيس الصينى شى جين بينغ لكبار الضيوف ،فضلا عن العرض الفنى الذي سيقام كجزء من سلسلة الاحتفالات.
وحول اللقاءات الثنائية للرئيس السيسي، قال «عامر» إنها تشمل لقاء مع الرئيس الصيني وآخر مع رئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء) لى كه تشيانغ، الأربعاء، وهناك ترتيبات تجري حاليا لعقد لقاءات ثنائية مع بعض زعماء العالم على هامش الاحتفالات.
وأوضح أنه من المؤكد حتى الآن أنه سيكون هناك لقاء ثنائي للرئيس السيسي مع الرئيس السوداني عمر البشير، إضافة إلى لقاءات مع رؤساء 25 شركة وبنكا من كبار العاملين بمصر.
وقال إنه وبالرغم من أن الزيارة تتركز بالأساس على حضور الاحتفالات الصينية إلا أن الرئيسين السيسي وشي سيشهدان، الأربعاء، التوقيع على بعض الاتفاقيات في مراسم تتم سريعا عقب اللقاء بينهما، منها إتفاقية إطارية حول المشروعات الصينية التي أبدى الجانب الصيني استعداده لتمويلها وتنفيذها في مصر، حيث سيتم بناء على الإتفاقية تشكيل لجنة وزارية مشتركة تحدد وبصورة عامة نظام التعامل المستقبلي بين الجانبين لإقامة وتمويل تلك المشروعات التنموية في مصر.
وأشار «عامر» إلى أنه سيكون هناك أيضا توقيع إتفاقية قرض بمبلغ 100 مليون دولار مقدم من بنك التنمية الصيني للبنك الأهلي المصري لتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة، مبينا أن هذا هو القرض الثاني من نوعه في فترة قصيرة نسبيا وهي نحو العامين، إضافة إلى هذا فقد يكون هناك من إتفاقيتين إلى ثلاث جاهزة للتوقيع، ولكن هذا غير مؤكد، حيث أنه حتى الآن لم ينته التفاوض عليهم بشكل نهائي.
وأوضح أن الأولى هي الخاصة بمشروع القطار الكهربائي في شرق القاهرة الذي يصل تمويله إلى مليار ونصف المليار دولار أمريكي، والثانية تتعلق بمشروع تحديث وتجديد جزء من شبكة الكهرباء المصرية، والاتفاقية الثالثة هي إتفاقية إنشاء مركز لتجميع واختبار الأقمار الصناعية في مصر بمنحة مقدمة من الصين.
ونوه أن وزيري التجارة والصناعات الصغيرة والمتوسطة منير فخرى عبدالنور، والكهرباء محمد شاكر، سيصلان إلى الصين في وقت لاحق، الأحد، لبحث التفاهمات النهائية حول الاتفاقيات مع الجانب الصيني قبل وصول الرئيس السيسي لبكين، وسيكون هناك وزيران أخران بصحبة الرئيس السيسي خلال زيارته لبكين هذا الأسبوع وهما وزير الخارجية سامح شكري، والاستثمار أشرف سالمان، حيث سيتم مقابلة بعض الشركات والبنوك واستكمال المحادثات بين الجانبين المصري والصيني حول عدد غير قليل من المشروعات منها على سبيل المثال لا الحصر 5 خاصة بالكهرباء و5 آخرين بالنقل، بالإضافة إلى مشروعات أخرى جاري التفاوض بشأنها وبشأن تفاصيل بعض الأمور المالية الخاصة بها مثل محطة عتاقة لتخزين الطاقة وسكك حديد الإسكندرية- أبوقير.
وأوضح «عامر» أن عدد الاتفاقيات التي ستوقع ليس كبيرا، ولقاءات السيسي مع الجانب الصيني ليست موسعة، لأن التركيز الأكبر خلال الزيارة ليس على جانب اللقاءات الثنائية، ولكن على مشاركة مصر للصين في ذكرى احتفالات النصر في الحرب العالمية، مؤكدا أن الزيارة تعكس مدى تطور العلاقات بين البلدين والتغير في سياسة مصر الخارجية بهدف تنويع العلاقات والخيارات الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن هذه السياسة المصرية الجديدة انعكست بوضوح بزيارة الرئيس السيسي إلى روسيا للمرة الثالثة هذا العام، وأيضا بسفره خلال جولته الآسيوية الحالية إلى سنغافورة في أول زيارة رئاسية مصرية لها وأندونيسيا والتي ستكون رحلته لها هي الأولى لرئيس مصرى منذ عام 1983.
وشدد على أن زيارة بكين لها أهمية خاصة لأنها تأتي قبل زيارة الرئيس الصيني لمصر والتي من المرجح بشدة بأن تتم في النصف الثاني من شهر ديسمبر المقبل، موضحًا أن زيارة الرئيس شي التي يتم الترتيب لها حاليا والتي ستشهد التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات بين الدولتين، كان من المفترض أن تتم في وقت مبكر من هذا العام ولكن تم تأجيلها لأسباب داخلية صينية.
وأوضح «عامر» أن التركيز في الشق الثنائي للزيارة الرئاسية سيكون على الشركات التي لها مشروعات قائمة في مصر بالفعل خصوصا وأن الكثير منها مشروعات ضخمة، وقال إن وجود الرئيس والوزراء المصاحبين له سيكون فرصة جيدة لكى يتلقي الجانب الصيني شرحا وافيا يحتوي على تفاصيل أكثر حول مشروعات محور التنمية بقناة السويس خاصة وأن مصر تحاول استقطاب الشركات الكبرى في العالم للمشاركة في مشروعاتها التنموية القومية العملاقة، مثل مشروعي محور القناة والعاصمة الإدارية الجديدة، حيث أنها جميعها ستحتاج إلى مساهمة العديد من الشركاء والأطراف نظرا لضخامتها.
