x

تقارب «مصري - سوري» تقف أمامه السعودية (تقرير)

الجمعة 28-08-2015 21:06 | كتب: رضا غُنيم |
بشار الأسد والسيسي بشار الأسد والسيسي تصوير : آخرون

زار وفد إعلامي مصري مؤخرًا سوريا، والتقى مسؤولين سوريين، بينهم رئيس مجلس الشعب السوري، ووزراء الخارجية، والإعلام والثقافة والأوقاف والصحة، بجانب زيارات ميدانية للاذقية، وطرطوس، وحمص، ودمشق.

وكتب الكاتب الصحفي سليمان جودة، مقالات في «المصري اليوم» عن الزيارة، نقل فيها ما سماه «عتاب سوريا على مصر»، وقال: «العتاب السوري الأكبر علينا في مصر، يظل حول عدم إلغاء قرار محمد مرسي البائس بتخفيض مستوى العلاقات الرسمية، بين القاهرة ودمشق، من درجة سفير إلى درجة قائم بأعمال، والعتاب الثاني حول أن تستضيف القاهرة مؤتمرًا للمعارضة السورية، ثم لا تدعو الحكومة باعتبارها الطرف الثاني، إليه، وكأنها طرف غير موجود!، ولابد أنه عتاب في محله!».

وأضاف: «لابد أن تكون القاهرة حاضرة هناك في دمشق، وبقوة، لأن وجودها الحالي لا يرضيهم هناك، ولا يليق بنا، ولا بدورنا الواجب في المنطقة».

«جودة» قال إن الزيارة أجريت بناء على دعوة من وزارة الإعلام السورية، نافيًا تدخل السلطات المصرية فيها، قبل أن يضيف: «على الأقل بالنسبة لي، وكان يمكنني رفضها أو قبولها».

ومن ضمن الوفد المصري، صحفيون في مؤسسات «الأهرام»، و«الأخبار»، وعدد من الفضائيات الخاصة، وأجرت «الأهرام» حوارًا مع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، هو الأول في الصحافة المصرية منذ ما يقرب من 4 سنوات، تمنى فيه من القاهرة إلغاء قرار الرئيس الإخواني محمد مرسي، بتخفيض العلاقات مع سوريا، ووضع فيه مصر في جبهة واحدة مع سوريا ضد الإرهاب.

زيارة الوفد الإعلامي المصري التي تكررت من قبل أثارت تساؤلات حول هدفها، وهل هي خطوة لإعادة العلاقات بين مصر وسوريا؟.

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن هناك اتصالات سرية بين القاهرة ودمشق، بعيدة عن وسائل الإعلام المصرية والسورية، وهو ما نُسميه «مسارا غير معلن»، إذ كانت تجري الاتصالات من وراء الستار، فمصر مُهتمة بشكل كبير بعدم سقوط الدولة السورية، بغض النظر عن اسم «بشار الأسد»، موضحًا أن زيارة الوفد الإعلامي لم تُضف جديدًا.

كان الرئيس السوري بشار الأسد قال في مقابلة تليفزيونية مع قناة «المنار» المُقربة من «حزب الله» اللبناني، الثلاثاء، إن التواصل بين بلاده ومصر لم ينقطع حتى في عهد الرئيس الإخواني محمد مرسي، مؤكدا حدوث تواصل مباشر بين الجانبين في الأسابيع الماضية على مستوى مسؤولين أمنيين مهمين.

وليد المعلم أكد تصريحات «الأسد»، في حواره مع «الأهرام»، وقال إن هناك تعاونًا أمنيًا بين القاهرة ودمشق، قد يكون مقدمة لتطبيع العلاقات بين البلدين.

يقول «فهمي»، لـ«المصري اليوم»: «مع تصريحات بشار، وزيارة الوفد الإعلامي، انتقلت الاتصالات من الخفاء إلى العلن، وأعتقد أن مصر لن تسمح بسقوط الدولة السورية، هي لا تهتم بـ(بشار)، فموقفها مثل روسيا التي خرجت بتصريحات (نحن لم نتزوج بشار ونظامه)، الاهتمام فقط مُنصب على عدم سقوط الدولة في سوريا، لعدم سيطرة الجماعات المسلحة»، مشيرًا إلى أن التقارب بين القاهرة ودمشق سيزداد الفترة المقبلة.

كان الرئيس المعزول محمد مرسي قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة سوريا، وإغلاق السفارة السورية بالقاهرة، وسحب القائم بالأعمال المصرى من سوريا.

وحول إمكانية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة السفراء، استبعد «فهمي» ذلك، قائلًا: «إعادة السفراء خطوة مؤجلة حاليًا».

«تقف المملكة العربية السعودية ضد بشار الأسد، ولا تقبل استمراره، تريد إسقاطه في أسرع وقت، معلنة رفضها أي حلول تُبقي الأسد في السلطة، والقاهرة لن تستطيع القبول بأي حلول هي الأخرى تُغضب الأطراف الخليجية على رأسها السعودية».. هكذا قال الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.

ويضيف «حسني»، لـ«المصري اليوم»: «القاهرة تتخوف من وجود الجماعات المسلحة في سوريا، وقلقة من انهيار الدولة، لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي، لذلك فهي تقف مع الدولة السورية، وليس مع بشار الأسد، هي لا يهمها بشار أو غيره».

ولا يُخفي «حسني» عدم قدرة مصر على الاستقلال بقرارها في ظل دعم المملكة الاقتصادي لها، موضحًا: «دعم السعودية المالي لمصر لن يدفع القاهرة إلى الاستقلال برؤيتها في الأزمة السورية».

وزار الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، روسيا، وهي الزيارة الثالثة لموسكو منذ صعوده على الساحة السياسية عقب ثورة 30 يونيو، ويرى مراقبون، أن وجهات النظر «الروسية-المصرية» متقاربة في الأزمة السورية.

«فهمي» يقول إن الضغط «الروسي – المصري» قد يدفع السعودية إلى القبول بحلول وسط مؤقتًا، لحين التفرغ من القضايا الأخرى كاليمن، لكن «حسني» يختلف معه في الرؤية، قائلًا: «لا أعتقد أن الضغط سيُجبر المملكة على شيء، الحالة الوحيدة التي تصلح مع المملكة هي ضعفها، وقدرة مصر على الاستقلال برأيها، والعمل بعيدًا عن المظلة الخليجية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية