يوجد شيء كبير يلوح في الأفق بالنسبة للأندية الإنجليزية منذ صفقة بيع حقوق البث التليفزيوني التاريخية مقابل خمسة مليارات و136 مليون استرليني أو ما يعني تقريبا ستة مليارات و900 مليون يورو في الفترة بين عامي 2016-2019.
ربما يتأخر هذا الشيء قليلا لحين اكتمال نموه تماما، ولكنه قادم لا محالة لأن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز اكتسبت قوة شرائية ضخمة بموجب القيمة المرتفعة لصفقة حقوق البث مما جعلها تمتلك أذرع أخطبوطية تمكنها من الحصول على ما ترغب فيه.
امتدت هذه الأذرع مؤخرا بصورة لم تكن معتادة على أندية البوندسليجا، القادرة دائما على جذب وصناعة وصقل المواهب الشابة، بل وأن الأمر لم يعد مرتبطا فقطا بالأندية الكبرى مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي ومانشستر سيتي بل بفرق صغيرة نسبيا مثل واتفورد وليستر سيتي.
واذا ما تمت صفقة انتقال البلجيكي كيفين دي بروين من فولفسبورج الألماني إلى مانشستر سيتي الإنجليزي رسميا مقابل 84 مليون يورو، فإن قيمة المبالغ التي دفعتها الأندية الإنجليزية لنظيرتها الألمانية هذا الصيف سيكون اقتربت من 200 مليون يورو.
- فيرمينيو:
يمثل اللاعب البرازيلي أغلى الصفقات التي أبرمت حتى الآن رسميا بين البريمييرليج والبوندسليجا هذا الموسم، حيث دفع ليفربول 41 مليون يورو لجلبه من هوفنهايم، وذلك لتعويض رحيل رحيم ستيرلنج نحو مانشستر سيتي الإنجليزي.
ويأمل مدرب الـ«ريدز» برندان رودرجرز في أن يكون يشكل مع كوتينيو وكريستيان بينتيكي القوة الضاربة الهجومية لفريقه، والتي بدأت في الانهيار منذ رحيل الأوروجوائي لويس واريز لبرشلونة.
- عبدالرحمن بابا:
اللاعب الغاني الذي تمكن تشيلسي الإنجليزي من الفوز بخدماته مقابل 20 مليون يورو من أوجسبورج الألماني، ويأمل البرتغالي جوزيه مورينيو في نجاحه بعد فشل البرازيلي فيليبي لويس في تقديم المردود المطلوب منه وعودته لأتلتيكو مدريد الإسباني.
-شينجي أوجازاكي:
ربما هي الصفقة الأغرب حيث أن نادي ليستر سيتي الإنجليزي حوالي 11 مليون يورو لصالح نادي ماينز مقابل الحصول على خدمات المهاجم الياباني (34 عاما) الذي لم يسجل مع فريقه الالماني السابق في الموسم الماضي سوى 12 هدفا.
ولعب أوجازاكي مع ليستر سيتي ثلاث مبارايات في الـ«بريميير»، حتى الآن حيث سجل هدفا وكان جيدا في المهام الدفاعية الاضافية التي كلفه بها المدرب كلاوديو رانيري.
-باستيان شفاينشتيجر:
كان انتقال شفاينشتيجر من بايرن ميونخ إلى مانشستر يونايتد بمثابة مفاجأة غير متوقعة في سوق الانتقالات بصفة عامة، وليس ذلك الذي يربط الأندية الإنجليزية بالألمانية، حيث أن النادي البافاري ترك أحد قادته يرحل بناء على رغبة صريحة منه لخوض تجربة جديدة.
وبلغت قيمة الصفقة 11 مليون يورو، وهي جيدة بالنسبة لعمر اللاعب (31 عاما)، والذي إذا ما تركته الإصابات سيشكل إضافة جيدة لخط وسط الفريق، في ظل وجود مايكل كاريك والوافد الجديد أيضا مورجان شنايدرلين وأندر اريرا.
بجانب هذه الصفقات البارزة وذات الضجيج الإعلامي، فإن السوق الإنجليزي-الألماني شهد عمليات أخرى مثل انتقال السويسري فالون بهرامي من هامبورج لواتفورد (4.5 مليون يورو) والإسباني خوسيلو من هانوفر الذي سجل معه الموسم الماضي 10 أهداف في 32 مباراة نحو ستوك سيتي مقابل ثمانية مليون يورو.
وينضم لهذه القائمة أيضا الألماني فيليب فولشايد الذي كان وصل معارا في يناير الماضي من باير ليفركوزن الألماني ولكن انتهى الأمر باقتناع المدرب مارك هيوز الكامل به لينضم بصورة نهائية مقابل 3.5 ملايين يورو، فيما أن أول صفقة أجراها توتنهام بعد بدء سوق الانتقالات كانت ضم قلب دفاع كولن كيفين فيمر مقابل سبعة ملايين يورو.
ويعتبر ما يحدث بمثابة سلاح ذي حدين لأندية البوندسليجا، فهي من ناحية تحصل على مبالغ مالية جيدة تسمح لها بالاستثمار في سوق اللاعبين وجلب المزيد من المواهب الشابة وهم شيء يتقنونه، ولكنهم من ناحية أخرى يخسرون قطع أساسية في فرقهم.
وربما لا تؤثر هذه النقطة على فرق كبرى مثل بايرن ميونخ على سبيل المثال، الذي يتمكن دائما من إيجاد البديل، ولكنه سيترك أثره بكل تأكيد على الفرق الأضعف، وهو الأمر الذي بدوره سيعمل على خفض الطابع التنافسي المتراجع في الأساس في ظل بعض الفروق الكبيرة في مستويات فرق البوندسليجا.