x

مزار البابا شنودة.. محراب المصلين لأجل الشفاعة

الجمعة 28-08-2015 14:38 | كتب: عماد خليل |
أمنيات مكتوبة تم وضعها على مقبرة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. أمنيات مكتوبة تم وضعها على مقبرة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. تصوير : فؤاد الجرنوسي

مبنى يتوسط حجرة، ويرتفع عن الأرض بسنتيمترات، تعلوه قصاصات ورقية مطوية على كلمات، بعضها لمطالب يأمل من خطها بأن تتحقق بكرامة من صاحب القبر، وأغلبها يأمل منه شفاعة أمام عرش النعمة، هذا هو المشهد الذي طالما ميز مزار البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي منذ نياحته يتحلق حول قبره يوميًا عشرات الشباب والعجائز، بين داعٍ ومصلي.

في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، يرقد جثمان البطريرك السابق حسب وصيته في غرفه مربعة الشكل ومفتوحة الجوانب، يتوسطها مزار الجثمان، وفوقه مئات من الطلبات المكتوبة، للبابا الذي لايزال حاضرًا ليس فقط في وجدان وقلوب محبيه، بل وفي تذكارات تتمثل في متعلقات شخصية ملابس وصور له لاتزال إلى الآن في الدير.

في الطريق من المدخل للمزار، يُحاط الزائر بصور للبابا في مراحله العمريه المختلفة من الطفولة والشباب وأثناء رهبنته في وادي النطرون ورسامته أسقف للتعليم ثم صوره كبطريرك للكنيسة المصرية.

وفي الداخل، في حوائط زجاجية وضعت صور للبابا مع زعماء العالم والرؤساء، بالإضافة للملابس التي كان يرتديها، وبعض المتعلقات الشخصية التي كان يستخدمها كالنظارات والساعات الخاصه به.

أمام المزار، وقفت ابنة الستة عشر عامًا، مرثا ماهر، بعد أن قطعت الرحلة إلى مستقر جثمان البابا من شبرا، عقب القداس الصباحي، وكان مقصدها الأول «للحصول على بركة البابا شنودة الثالث حبيب الأقباط وكتابة بعض الأمنيات وطلب شفاعته».

ومن المنيا، قدم عدلي فانوس، صاحب الستين عامًا، الذي يرى في الحبر الراحل «أبًا للجميع» وفي زيارة مرقده «بركة كبيرة جدًا»، تستلزم من القائمين على المكان «وضع طرق إرشاديه لأديرة وادي النطرون على طريق الإسكندريه السريع، لأن العديد من الرحلات تجد مشقة في الزيارة»، خاصة وأن المكان «أثري من القرن الرابع، وأهم أديرة العالم به».

لا تقتصر مطالب الزوار على الشفاعة، فلا حرج أو غضاضة في البوح ببعض الأماني والمطالب الدنيوية التي كان لعاطف بشرى، أحد الزوار، مطلبًا منها، وهو الحصول على عمل بعد أن فقد عمله في إحدى شركات القطاع الخاص، وهذا ما دفعه للزيارة التي «تريحه نفسيًا».

زيارة البابا تحولت منذ رحيله إلى عادة يومية، إلا أن أيام الجمعة والسبت والأحد تشهد قدوم أعداد كبيرة مقارنة ببقية أيام الأسبوع، وكذلك الأعياد التي تشهد زحامًا شديدًا، حسبما يقول الراهب أرمانيوس، المسؤول عن مزار البابا شنودة الثالث.

ويقول «أرمانيوس» إن الزيارات لا تقتصر على أبناء الكنيسة، فهناك رحلات تأتى بالمسلمين الذي يزورون البابا شنوده محبة وودًا، منهوًا إلى أن الطلبات المكتوبة من الأقباط يجمعها الدير للصلاة عليها، خاصة وأن المزار يلقى اهتمامًا خاصًا من رئيس الدير والبابا تواضروس، وفي ذكرى نياحه البابا يؤدون صلوات خاصة في المزار بحضور الآلاف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية