x

أسامة خليل كشف عوراتنا فى أزمة الشيخ والأهلى أسامة خليل الخميس 27-08-2015 21:40


من الخطأ، ونحن نتناول أزمة اللاعب أحمد الشيخ أن ننظر إليها باعتبارها أزمة لاعب وقَّع لثلاثة أندية يستحق العقاب أو أنها صراع اعتدنا عليه بين الأهلى والزمالك فى فترة الانتقالات الصيفية أو الشتوية، وهى وجبة خبرية ظريفة تسلى الناس خلال رحلاتهم فى وسائل المواصلات العامة، وتملأ فراغ الموظفين العاطلين على مكاتبهم الحكومية، وتغطى مساحة الفراغ القاتل لرواد المقاهى الليلية، لكننى هذه المرة أراها- (وصححوا لى الأمر إن كنت مخطئا)- أكبر من طمع لاعب أو خطأ ناد أو صراع تقليدى بين ناديين كبيرين، فهذه القضية كشفت عورة نظامنا الكروى والإعلامى، وفضحت كيف أن شؤوننا الكروية لا تحكمها اللوائح والقوانين، بل تُسَيِّرها إرادة الفساد الإدارى والأمراض النفسية والعقد المزمنة التى يعانى منها القائمون على شؤون الرياضة، الذين سقطت عنهم ورقة التوت، فراحوا يُسفهون منها، على أمل الهروب من جريمتهم الكاملة فى هذه القضية الكاشفة، وهنا أريد الإشارة إلى بعض النقاط التى يجب علينا أن ننتبه إليها ونحن نستمع لأى طرف، سواء كان مدافعاً أو مهاجماً أو محايداً.

أولاً: اللعب على وتر الفتنة والظروف الأمنية للبلاد، واتهام كل مَن يطالب بحقه بمعاونة الإرهاب، أو بعدم الإحساس بالمسؤولية الوطنية التى تقتضيها الظروف الصعبة التى نمر بها، كلام يعيدنا للخلف أكثر مما يضمن لنا التقدم للأمام، فالمقاومة الحقيقية للإرهاب لن تأتى بتكميم الأفواه أو وقف عجلة التغيير والإصلاح أو تعطيل محاربة المفسدين وفضحهم والضرب على أياديهم، فكلنا ندفع ثمن الإرهاب الأسود، وجميعنا نقف يداً واحدة ضده، ولا يختلف أى عاقل ينتمى لهذا الوطن على هذا الموقف، لكن ليس معنى ذلك أن يستخدم البعض الإرهاب فزاعة لإرهاب كل من يطالب بحقه، مثلما يحدث مع الأهلى، واتهامه بتهييج الرأى العام، لمجرد أنه رفض الظلم الفاضح، وكشف المسخرة التى تُدار بمقتضاها اللعبة، والفساد الإدارى الذى ينظم عملها، وبدلاً من أن تسانده الدولة الجديدة وتحقق فى شكواه، ويقف إلى جواره الإعلام المستنير، وجدتهم يهربون منه تارة، باعتبار القضية تافهة تتعلق بنزاع على لاعب، وتارة أخرى باعتبار أنه طلب حقه فى غير وقته، وأن من الوطنية الصمت على الفاسدين، لأن الحرب على الإرهاب أهم من الحرب عليهم، ما أعطى الفاسدين الحق فى التبجح، واتهام الأهلى بإثارة الفتنة بين الجماهير، بينما الفتنة الحقيقية يزرعها فساد قرارات وأحكام اتحاد الكرة، وليس معنى قناعتى بذلك أن أوافق على التصريح المستفز للمشرف على الكرة بالأهلى، الذى أقحم جماهير الأهلى فى المواجهة بهدف إرهاب اتحاد الكرة، وهو تصريح ما كان يجب أن يفوت على إدارة الأهلى دون عقاب، خاصة أن لها سوابق فى عقاب مسؤولين وفنيين وإداريين عن تصريحات صحفية غير موفقة أساءت لمنظومة الأهلى، وهذا التصريح لا يقل عنها إساءة، إن لم يزد، اللهم إلا إذا كان المشرف على الكرة يعبر عن رأى إدارة الأهلى، خاصة أنه أتبعه بتصريح آخر أكثر استفزازاً بأن إرهاب الآخرين هو دفاع عن حقوق الأهلى، بينما العكس هو الصحيح، فقوة الأهلى فى التمسك بحقوقه وليست بالتصريحات «المُهيجة» التى تضر بموقفه وتظهره أنه عدو الدولة.

ثانياً: مع كل مشكلة أسمع حديثا عن المصالحة بين الأهلى والزمالك، ودعوات من أطراف كبيرة وصغيرة للصلح بين الناديين، ونفس هذا الكلام المكرر وجدت مَن يعيده فى أزمة اللاعب أحمد الشيخ، رغم أن أطراف المشكلة: الأهلى واتحاد الكرة والزمالك، وفيهم طرف تواطأ اتحاد الكرة معه لإيقاف اللاعب والإضرار بالأهلى بغير سند قانونى، (وهو أمر أفَضْنا فيه الأسبوع الماضى)، وحتى ننهى هذا الكلام «البايخ» والدعوات المجانية والتليفزيونية، فإن على أصحاب الدعوة أن تكون لديهم الشجاعة ويحددوا خطأ كل طرف، لأنهم لو فعلوا ذلك لما فكروا فى طرح هذه المبادرة بين ناد صامت عن احترام لنفسه وتاريخه هو الأهلى، وآخر صارخ لا يترك مناسبة أو برنامجا تليفزيونيا أو إذاعيا أو مجلة حائط إلا ويوجه فيها المقزز من الكلمات الخارجة عن نصوص وأدبيات أى مجتمع مدنى يحترم القانون وينأى عن تناول أعراض مواطنيه وشرفهم، والسؤال الذى أطرحه: كيف لصامت أن يثير الفتنة؟ وعلى أى أساس يقوم الصلح بين الجانى والمجنى عليه؟

وفى هذه النقطة، وجدت مَن يتحدثون بكل ثقة عن علاقة وطيدة كانت تجمع بين رئيس النادى الأهلى ومسؤول زملكاوى أثناء الانتخابات التى جرت فى الناديين، وكان بينهما تنسيق وود كبيران، مطالبين بعودة العلاقة لسابق عهدها، وهو كلام كنت أعلم مسبقاً أنه خطأ جملة وتفصيلاً، لكن من شدة ثقة المتحدثين ثار الشك فى نفسى، وسألت رئيس النادى الأهلى- الذى تجمعنى به علاقة صداقة واحترام وقناعة بأنه قادر على أن يقود الأهلى مع مجلسه إلى محاكاة الأندية الأوروبية، وهو ما ظهر بالفعل فى الطفرة الاقتصادية الجبارة التى يعيشها النادى الآن، والتى دفعته لشراء لاعبين بما يقرب من 40 مليون جنيه دون أن تتأثر خزينته أو يرد له شيك واحد، ويجدد مقرين للنادى فى الجزيرة ومدينة نصر، ويبنى ثالثاً فى الشيخ زايد، ويتعاقد على شراء رابع فى التجمع الخامس سألته- عن حقيقة العلاقة، فوجدت أنها لم تتجاوز اتصالين تليفونيين، الأول منذ 7 سنوات حول قضية كانت تخص الكابتن سمير زاهر، والثانى ليلة إعلان نتيجة انتخابات الأهلى عندما قام أحد الموجودين بجوار طاهر بإعطائه التليفون ليتبادل التهنئة مع المسؤول الزملكاوى، ولقاءين: الأول فى اجتماع لجنة الأندية، وهو الاجتماع الوحيد الذى حضره رئيس الأهلى، والثانى فى اجتماع وزير الداخلية الذى نشب بينهما فيه الخلاف على طريقة التعامل مع الجماهير، حيث طرح الأول المواجهة الأمنية، وتمسك الآخر بالحوار والتفاهم كوسيلة لاستيعاب الجماهير، مع عقاب المخطئ إذا ثبتت إدانته، ودون ذلك لم تكن هناك علاقة ولا تنسيق ولا ود أو صداقة، ووفقاً لكلام محمود طاهر: (ليس من أخلاقى أنا أو غيرى من أعضاء الأهلى أن أنسق أو أرتب مع أى أطراف خارجية شأنا داخليا مثل الانتخابات، هذا دستورنا فى الأهلى).

ثالثاً: أكرمنى وزير الشباب والرياضة باتصال تليفونى فيه عتاب الأصدقاء على ما كتبته، الأسبوع الماضى، عن حقيقة تورطه فى المؤامرة التى حاكها اتحاد الكرة ضد الأهلى، ولإزالة أى لبس، أوضحت له أننى لم أقطع الشك باليقين فى اتهامه، بل إننى فقط تساءلت عن سر اللقاء الذى جمع بينه وبين محمود الشامى، (مدبر المؤامرة، مفسد لجنة شؤون اللاعبين الذى يجب بتره من اللجنة)، قبل نصف الساعة من إعلان القرار الكارثى بعقاب أحمد الشيخ، وهو سؤال مشروع، خاصة إذا كان الشامى قد ادَّعَى لاتحاد الكرة أن الوزير يبارك القرار، أما فيما يخص باقى الحوار بيننا فكان للتأكيد على أننى لست مع الحملة التى يديرها بعض الحاقدين للنَّيْل من الإنجازات الملموسة التى حققها على الأرض، والتى كان ألمعها وأروعها وأعظمها مركز شباب الجزيرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية