x

محمد صلاح ينهي أسطورة ميسي (سيناريو تخيلي)

«صلاح يهدي ميسي جلابية من الحسين»
الخميس 27-08-2015 20:22 | كتب: أحمد حمدي |
محمد صلاح محمد صلاح تصوير : آخرون

أهازيج وهتافات تتعالى في استاد كامب نو معقل حامل اللقب برشلونة قبل هذا اللقاء أمام روما في دوري أبطال أوروبا، وصوت أسطورة روما، فرانشيسكو توتي، يرج الممر المؤدي إلى الملعب، «سنفوز اليوم يا رفاقي، نستطيع أن نكسر غرور هؤلاء الحمقى، فنلقنهم درسًا في فنون كرة القدم»، أما هو فكان قلبه يرقص فرحًا وينبض خوفًا في الآن ذاته، ثواني قليلة وتتطأ أقدامه أحد أعظم ملاعب الكون، أمام بعض أعظم لاعبي العالم، «ابو صلاح، هل أنت بخير؟»، التفت المصري محمد صلاح لـ«توتي» الذي نظر له في عينيه مباشرة، «ابو صلاح؟»، ابتسم الجناح المصري مستعجبًا، ليرد «توتي»: «أليس هكذا يطلق عليك أبناء بلادك اللذين احتلوا روما وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي؟ ده انتوا تعبتونا يا أخي».

ضحك «صلاح» وأومأ برأسه موافقًا، وفي هذه اللحظة وصل لاعبي برشلونة وطاقم التحكيم وخطا الجميع إلى أرض الملعب. على عشب كامب نو، وقف صلاح غير مصدقًا ما يرى، الملعب بكامله يكتسي بألوان علم مصر، صوره معلقة في كل الأركان وإعلانات «اسكنشيزر» أعلى المدرجات، لوهلة نظر في وجوه زملائه محاولًا أن يدرك ما يحدث حوله، هل عاد للعب في استاد المقاولون العرب؟ ليس هذا ما توقعه.

كانت حقيقة الأمر يجهلها صلاح، فقد زحف المصريون ليحتلوا «كامب نو»، بل واحتلوا مدينة برشلونة نفسها، قيل أن كل مراكب الهجرة غير الشرعية غيرت مسارها من إيطاليا إلى سواحل إسبانيا، أما علم إقليم كاتلونيا الذي علا بعض البيوت فقد استبدل بالعلم ذو الألوان الأحمر والأبيض والأسود، كان هذا على الأرض، أما على مواقع التواصل الاجتماعي فتحولت كل صفحات البلوجرانا إلى صور لصلاح، واستبدل اسم برشلونة على صفحته الرئيسية بـ«فريق مصنع الكراسي».

وبعيدًا عن كل ذلك، وقف هو ينظر إلى نجم برشلونة وأفضل لاعب في أوروبا، ليونيل ميسي، يتذكر تصريحه عنه حين سؤل: «هل يمكن أن يسحب صلاح البساط من تحت أرجلك؟»، فقال: «من هو صلاح؟».

«اليوم أعرفك بنفسي يا ميسي، اليوم أجعلك أضحوكة أوروبا والعالم، اليوم يصبح صلاح اسم محفور في ذاكرتك إلى الأبد»، قال صلاح في نفسه وعيناه تضيق، قبل أن ينفض كل أفكار الانتقام عن رأسه مرددًا: «يا رب المصور مايستغباش ويخدني في كادر واحد مع ميسي».

بدأ اللقاء وتعالت الهتافات المصرية كلما لمس صلاح الكرة، وتنهال مجموعة مشكلة من أعظم ما استحدث المصريون من ألفاظ نابية كلما لمس ميسي الكرة، وها هو توتي يستلم كرته في منتصف الملعب، صلاح ينطلق بسرعته القصوى، وتوتي يمرر كرة طولية في ظهر المدافعين، ميسي يحاول أن يؤدي دوره الدفاعي ويلحق بصلاح، يستلم صلاح الكرة ويمر بها من ماسكيرانو ثم راكيتتش، ميسي يقف أمامه، لكن صلاح يمرر الكرة من بين أرجله ويسقط ميسي وتضوي فلاشات الكاميرات من كل جوانب الملعب، قبل أن يتوقف الزمن لثواني وصلاح يطلق تصويبة دقيقة تسكن المقص الأيسر للحارس البرشلوني تير شتيجن، ويتسمر المصري في مكانه غير مصدق أنه قد أحرز هدفًا بتلك الروعة في أبناء كتالونيا، يتخيل عناوين الصحف صباح الغد: «ميسي يخيط أرجله بعد كوبري صلاح»..«صلاح يهدي ميسي جلابية من الحسين»، «أسطورة ميسي تنتهي وصلاح نجم برشلونة القادم».

كان الماضي يداعب ذاكرته، حين كان في بازل وسجل في مرمى تشيلسي ليرتدي القميص الأزرق، نفس المنطق الذي ضم به الأهلي والزمالك معظم لاعبيهم في العقدين الأخرين، ونفس المنطق الذي جعله يجلس بعد اللقاء في غرفة مع رئيس برشلونة جوسيب بارتوميو والمدرب لويس إنريكي عقب اللقاء للحديث عن انتقاله المحتمل للبلوجرانا.

لم يرق لصلاح كثيرًا أسلوب إنريكي في الحديث، كان حاد وسخيف، لكن بارتوميو طمأنه وأكد له أنه مستقبل برشلونة وأنه سيلعب أساسي بدلًا من ميسي، بل وربما يكافئه ويعطيه شارة القيادة، ما جعله يوافق على عرض برشلونة لضمه مقابل 65 مليون دولار.

حل شهر يناير بالأنباء السعيدة لصلاح، ها هي إجراءات انتقاله إلى برشلونة تنتهي، اليوم يقدم للجماهير في مؤتمر صحفي عالمي، كان هو الأمل في إنقاذ برشلونة من محنته، فقد شهد النادي الكتلوني تدهور في نتائجه جعلته يحل في المركز الرابع خلف كل من ريال مدريد وأتليتيكو واشبلية، وكانت التكهنات كلها تشير إلى رحيل إنريكي.

«لا صحة لرحيل إنريكي، هو مستمر مع الفريق حتى اللحظة ومرتبط معنا بعقد»، قال «بارتوميو» للصحفيين، قبل أن يضيف صلاح: «أتطلع للعمل مع إنريكي، هو مدرب كبير وبالتأكيد سأستفيد منه كثيرًا»، نظر له إنريكي مبتسمًا ابتسامة صفراء قبل أن يتحدث هو للصحفيين لينفي تقديمه استقالته، وفي تلك الأثناء، مال رئيس برشلونة على أذن صلاح قائلًا: «أعلم أنك لا تقصد ما قلت وأنك لا تحب إنريكي، وأنا أوافقك الرأي تمامًا، لذا لدي لك مفاجأة سارة، هذا الرجل سيرحل خلال أيام»، ابتسم صلاح مع معرفته بحقيقة رحيل المدرب الإسباني، فيما تابع «بارتوميو» في أذن المصري: «لقد اتفقنا مع مدرب عملاق هو صديق قديم لك أنا واثق أنك سترقص فرحًا حين تعلم أنه من سيدربك الموسم القادم».

قفز إلى رأس صلاح سريعًا وجه مدربه السابق في بازل، مراد ياكين، من تألق تحت أيديه حتى وصل إلى أحد أكبر فرق العالم، تشيلسي، قبل أن يصبح أسير مقاعد البدلاء بفضل مورينيو حتى عاد لتألقه في إيطاليا.

«أشكرك سيدي اختيارك لياكين رؤية ثاقبة بالفعل»، قال صلاح وهو يربت على يد رئيسه، قبل أن يسحب «بارتوميو» يده في هدوء ويبتسم قائلًا: «ياكين من؟ لقد تعاقدنا مع حبيبك جوزيه مورينيو».. وصمت صلاح وتلاشت الابتسامة من وجهه وتصاعدت بداخله كلمة واحدة راحت تخرج من أعماقه ببطأ حتى وصلت إلى حنجرته ليصرخ بأعلى صوته: «عباس الضو بيقول لاااااااااااا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية