وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي الشكر لنظيره، فلاديمير بوتين، والشعب الروسي «الصديق»، مؤكدًا أنه وجد خلال زيارته تفهمًا للأوضاع في الشرق الأوسط، وظاهرة الإرهاب، وأن الرئيس بوتين يدرك جيدًا تلك الأوضاع.
أخبار متعلقة
وقال «السيسي»، في حوار مع التليفزيون الروسي، الخميس: «من أكبر المخاطر التي تواجه العالم فى تقديري تنامي ظاهرة التطرف، خريطة التطرف والأنشطة الإرهابية في العالم لن تنحصر بل إنها في تزايد، لأن الجهود التي تبذلها كل الدول حتى الآن لم تكن بالفعلية المطلوبة»، مشيرًا إلى أن مصر أول من حذر من الإرهاب، وتأثيره على الدول كافة، مطالبًا بتشكل استراتيجية عالمية لمواجهة الإرهاب.
وأوضح السيسي أن الإرهاب منتشر في جميع المناطق مثل ليبيا وسوريا والعراق، مؤكدًا: «لو إحنا مش قادرين نحمي أنفسنا، الخطر هيكون كبير على مصر، إحنا 90 مليون، فالضرر على دولة فيها 5 ملايين مش زي دولة فيها 90 مليون»، متابعًا: «البيئة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط تتعرض إلى إشكاليات كبيرة والمخاطر والتهديدات لدول المنطقة بما فيها مصر كبيرة، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد لا تستطيع القيادة إغفال التهديدات التي قد يتعرض إليها الأمن القومي المصري».
وأكد أن «الجيش المصري مش بتاع مؤامرات، ولا يعتدي على أحد، سياستنا الخارجية تقوم على التوافق والعلاقات الرشيدة».
وأشار إلى أن مصر تبذل جهودًا كبيرة في إطار تطوير قدراتها الاقتصادية، وستقدم كل التسهيلات للمستثمرين الروس، ولكل مستثمري العالم، ومصر تعمل حاليًا على تنفيذ برنامج طموح في أسرع وقت ممكن بمشروع قناة السويس، الذي يعد خطوة في مسار كبير لعمل بيئة مناسبة على هذا المحور، وخلق اقتصاد قوي ليس فقط بمقدرات المصريين ولكن بالتعاون مع كل الدول، داعيًا الروس للعمل والاستفادة مما توفره قناة السويس الجديدة.
وأضاف: «القناة الجديدة جعلت المنطقة على استعداد لاستقبال صناعات جديدة، وقللت زمن عبور السفن من 11 إلى 8 ساعات»، متابعًا: «مصر بها 90 مليون مواطن يرغبون في العيش بأمان، وكان لابد أن نتحرك بسرعة لكى تكون لدينا إمكانية الدفاع عن أنفسنا».
وأعرب عن أمنيته لزيادة أعداد السائحين الروس إلى مصر، قائلًا: «3.5 مليون سائح روسى ليس بعدد كبير، ونريد مضاعفة هذا العدد، نحن نقوم بجهود كبير لتأمين المقاصد السياحية في مصر».
وأوضح السيسي أن مصر ترحب بالشركات الروسية بأن تعمل فى مشروع تنمية قناة السويس، وأن تنشئ الحكومة الروسية مشروعات أيضًا فيها، ثم المنطقة الصناعية الموجودة فى شرق بورسعيد والتى تطل على البحر المتوسط وقناة السويس للاستثمار فيها.
ولفت إلى أن المسائل الرئيسية المدرجة على أجندة العلاقات «المصرية - الروسية» في تلك المرحلة الراهنة تتعلق بالتعاون الاقتصادي، والتنسيق في مكافحة الإرهاب.
وعن سبب ارتدائه الزي العسكري في حفل قناة السويس الجديدة، قال السيسي: «كان لازم أشكر المؤسسة العسكرية التي حافظت على مصر من حرب أهلية، وتقوم بدور كبير في التنمية، كان لازم أوجه لهم التحية، وأقول لهم شكرًا لحماية بلدكم، وبناء بلدكم».
وحول زيارته لروسيا، قال السيسي، إن جولته بالكرملين منحته فرصة للتعرّف على تاريخ روسيا الحديث، لكن لم تُتح له فرصة زيارة معالمها.
وبسؤاله عن مفهوم السلطة، أوضح السيسي أن «السلطة مسؤولية أخلاقية وإنسانية ووطنية ودينية، وتحقيق التوازن بينها هو الإشكالية».
وفي نهاية اللقاء، تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي هدية تذكارية من التليفزيون الروسي، ووكالة تاس الروسية، عقب انتهاء الحوار الذي أجراه معه نائب المدير العام لـ«تاس»، ميخائيل جوسمان.
قال «جوسمان»، إن الهديّة عبارة عن كتاب سيُمكّن السيسي من التعرف على الأماكن التي لم يزرها في روسيا.
كان السيسي قال خلال الحوار: «لم تُتح الفرصة لي لزيارة معالم روسيا».
