«مش لاقيين مياه للشرب ولا للاستحمام»، لعل هذه الجملة هى الأكثر تداولاً بين سكان الجيزة، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب تزايد أزمة انقطاع المياه فى أغلب مناطق وقرى وأحياء المحافظة.
تظاهر عدد من السكان أكثر من مرة، أمام مؤسسات الدولة، وقطعوا الطريق الدائرى، ولجأوا إلى المسؤولين، إلا أن المحافظة وشركة المياه أرسلا سيارات مياه، بشكل مؤقت، بعد تزايد الشكاوى عبر وسائل الإعلام.
ولعل منطقة فيصل ومنشأة البكارى والطوابق، من أكثر المناطق التى تعانى من مشكلة المياه، لندرة وصولها إليهم، ما تسبب فى حالة من الغضب لدى السكان، ودفعهم إلى التظاهر على الطريق الدائرى أكثر من مرة، وقطعه فى بعض الأحيان.
قالت جيهان محمود، إحدى سكان فيصل: «المياه أصبحت مثل» العيد «تأتى مرة واحدة فى العام»، مؤكدة أنها تضطر إلى شراء المياه المعدنية من السوبر ماركت، وأضافت: «نحاول التواصل مع شركة المياه، أو المحافظة لإبلاغهم بانقطاع المياه، فيما تتمثل استجابتهما بإرسال سيارات المياه ليوم واحد، ليتوافد عليها طوابير من الأهالى، للحصول على طشت أو جردل مياه».
وتابعت: «بقالهم كتير قوى بيقولولنا اصبروا نعمل خط جديد من أكتوبر، لتغذية المنطقة، وماحدش حاسس بينا»، مؤكدة انقطاع المياه يوميا لنحو 10 ساعات.
وانتقد أهالى شارع عامر عبدالحميد، المتفرع من شارع جمال عبدالناصر، فى منطقة فيصل، من انقطاع مياه الشرب، منذ 10 أيام، من الساعة 1 ظهرًا حتى 4 فجرًا يوميا. وقالوا، إنهم لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم اليومية من المياه بسبب انقطاعها المتكرر لنحو 13 ساعة، مشيرين إلى أن الشوارع المحيطة بهم لا تنقطع عنها المياه سوى 4 ساعات، على فترات، مشيرين إلى أن «الانقطاعات ربما تكون متعمدة، بسبب طول المدة»، حسب زعمهم.
وأكد أهالى منطقة الهرم، تكرار انقطاع مياه الشرب، منذ أشهر، وأن أقل يوم انقطعت فيه المياه كانت لمدة 4 ساعات، وتصل أحيانا إلى 12 ساعة متواصلة.
وفى المريوطية، قال الأهالى «إن المياه لا تصلهم سوى ساعتين، يوميا، وانقطاعها لمدة 3 أيام متتالية، فى بعض الأحيان».
وقال مدحت شريف، من الهرم: «عند محاولتنا إبلاغ الشركة بالمشكلة، يتحججوا بصيانة الشبكة.. أموت وأعرف إيه الشبكة اللى بقالها 4 سنين بيتعملها صيانة».
وأضاف: «هناك عدد كبير من الأهالى بدأوا فى بيع منازلهم مجبرين، بسبب الأزمة، وسعر متر الأرض فى المنطقة كان 4 آلاف جنيه، والآن لا يزيد على 1500جنيه».
وفى منطقة الكوم الأخضر، يصل انقطاع المياه إلى 23 ساعة فى اليوم الواحد، وقال الأهالى: «هناك عمارات سكنية لا تصل المياه لأدوارها العليا، ويضطر السكان إلى تركيب مواتير وخزانات، ما يؤثر على شبكة المياه وكمية المياه الواردة لهم».
وفى مدينة الرحمن بالهرم، قالت مروة، إحدى السكان: «المياه مقطوعة منذ 4 أيام»، مؤكدة معاناتهم من انقطاعها منذ شهر رمضان الماضى.
وأضافت، أن الأهالى نظموا مظاهرات للاعتراض على استمرار المشكلة وقدموا بلاغات إلى الشركة دون استجابة، مشيرة إلى أن «المياه عادت الثلاثاء الماضى، وبها طي»، حسب وصفها.
وتصل مدة الانقطاع فى منطقة حدائق الأهرام، إلى 6 ساعات متواصلة، بسبب تلف خط المياه المغذى للمنطقة، ما دفع الأهالى إلى الاشتباك مع عمال محطة المياه.