x

رؤوف عباس.. مؤرخ ومناضل وأستاذ فى11 جامعة ومتهم بمعاداة السامية

السبت 03-01-2009 00:00 |

لم يكن الدكتور رؤوف عباس مؤرخاً، استطاع تخريج جيل من الباحثين فى تاريخ مصر الاجتماعى فقط، وإنما كان له دور وطنى فعال، حيث كان عضواً بارزاً فى حركتى «كفاية» و«9 مارس»، وتطوع بالحرس الوطنى أثناء العدوان الثلاثى على مصر، ورفض الإشراف على ترجمة كتاب «شتات اليهود المصريين»، وهو ما جعل المؤرخ الأمريكى اليهودى جوئيل بينين يتهمه بمعاداة السامية.

وساهم عباس الذى توفى فى 26 يونيو عام 2008 عن عمر يناهز 67 عاماً بعد صراع مع المرض، وخرجت جنازته من كلية الآداب بجامعة القاهرة حسب وصية أوصى بها، فى تكوين بعض الباحثين فى اليابان وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية فى مجال التاريخ الاجتماعى، إضافة إلى عمله كأستاذ زائر بـ11 جامعة عالمية.

وكان له الفضل فى إنشاء قسم للغة اليابانية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة، الذى فتح للدراسة عام 1974/1975 بعد أن كان من المقرر إنشاؤه بجامعة تل أبيب أثناء تواجده فى مهمة علمية بطوكيو فى أبريل 1972 بمعهد اقتصاديات الدول النامية التى أتاحت له فرصة الاحتكاك بالمجتمع اليابانى والتعرف على ثقافته والإلمام بمبادئ لغته.

وقدم عباس، المولود فى أغسطس 1939، بأحد مساكن عمال السكك الحديدية ببورسعيد، وينتمى لأسرة فقيرة، على مدى أربعين عاماً من العمل البحثى والفكرى كتباً بارزة منها «تاريخ جامعة القاهرة» و«ثورة القاهرة.. إيجابياتها وسلبياتها بعد نصف قرن» و«المجتمع اليابانى فى عصر مايجى» و«مصر فى عصر محمد على - إصلاح أم تحديث» و«التاريخ المقارن للشرق الأوسط» و«مشيناها خطى» و«الوطنية الجديدة، دمشق سورية»،

كما قدم «الحركة العمالية فى مصر» و«النظام الاجتماعى فى مصر فى ظل الملكيات الكبيرة» و«مذكرات محمد فريد» و«جمعية النهضة القومية» و«أربعون عاماً على ثورة يوليو دراسة تاريخية» و«حرب السويس بعد أربعين عاماً»، وشارك كعضو فعال فى العديد من الجمعيات واللجان التى تمارس فى النشاط العام ومنها: حركتا «كفاية» و«9 مارس» لاستقلال الجامعات.

وقد اتهمه المؤرخ الأمريكى اليهودى جوئيل بينين بمعاداة السامية لرفضه الإشراف على ترجمة كتاب بينين «شتات اليهود المصريين» وهو ما اعتبره جوئيل لا يتسم بالموضوعية فى رؤيته لموقف مصر من اليهود المصريين ومعاداته السامية، الأمر الذى جعل وزارة الثقافة تتوقف عن ترجمة الكتاب.

وللمؤرخ الكبير رؤوف عباس تاريخ نضالى، حيث تطوع فى الحرس الوطنى أثناء العدوان الثلاثى على مصر فى 1956 وأتم التدريبات العسكرية إلا أنه لم تتح له الفرصة للمشاركة الفعلية فى المجهود الحربى، وتولى العديد من المناصب منها رئيس اللجنة العلمية لدار الوثائق القومية،

فضلاً عن إشرافه على مركز تاريخ مصر المعاصر التابع لدار الكتب المصرية، وترأس وحدة الدراسات التاريخية فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قبل أن يتم اختياره رئيساً لمجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية منذ العام 1999 وحتى وفاته.

عمل عباس كأستاذ زائر بجامعات طوكيو (اليابان)، جامعة قطر، جامعة الإمارات العربية، جامعة السوربون (باريس)، جامعات كييل، وإسن، وهامبورج، وفرايبورج (ألمانيا)، جامعة كاليفورنيا، جامعة ستانفورد، جامعة جورجيا (أمريكا)، الجامعة الأمريكية بالقاهرة،

وحصل على العديد من الجوائز من بينها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى فى فبراير 1983، وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 2000، كما اختير ليكون ضيف الشرف الذى تكرمه جمعية دراسات الشرق الأوسط بأمريكا الشمالية فى مؤتمرها السنوى نوفمبر 1990.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية