قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه تم بحث العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر، وسبل التعاون وكيفية تطويرها.
وأضاف «بوتين»، في كلمة ألقاها في بداية مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، أن التعاون بين مصر وروسيا تطور في الآونة الأخيرة بشكل كبير، لافتا إلى أنه اتفق مع الرئيس السيسي على زيادة التعاون بين البلدين في الفترة المقبلة.
وأكد «بوتين» أنه تم تبادل الرؤى حول العلاقات «المصرية-الروسية»، التي تتسم بالصداقة والمنفعة المتبادلة، موضحا أنه في الآونة الأخيرة قد تطور التعاون الثنائي بين البلدين بصورة أنشط بكثير، مما ساعد على الاتصالات الدائمة بين البلدين، وكذلك الاتصالات على المستوى الشخصي مع الرئيس السيسي.
وأضاف الرئيس الروسي أنه جرى، الأربعاء، مباحثات حول التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم تسجيل زيادة التبادل التجاري المشترك في عام 2014 بـ86%، إلا أن هذا التبادل شهد انخفاضا نتيجة تقابلات سوق صرف العملة، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
كما أكد أنه اتفق مع الرئيس السيسي على بذل الجهود بغية تخليص تأثير هذه العوامل الخارجية السلبية لكي يكون هناك استقرار في التبادل التجاري بين البلدين، موضحا أن هناك خطوات ملموسة تم الاتفاق عليها لتشجيع الاقتصاد، من بينها إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأورواسيوي، واستخدام العملات الوطنية وتشجيع الاستثمارات.
وأشار «بوتين» إلى أن أكثر من 400 شركة روسية تعمل في مصر على تطوير العديد من المشروعات، موضحا أن الصندوق الذي تم إنشاؤه بمشاركات المؤسسات الروسية والمصرية والإماراتية يعمل على تشجيع الاستثمارات خاصة في مجال الطاقة.
وأكد أن عدة شركات روسية ضخمة تعمل في مصر في مجال الطاقة والنفط، موضحا أن من أكبر أوجه التعاون مع مصر بناء محطة تعمل بالطاقة الكهروذرية بناء على التقنيات الروسية، مشيرا إلى أن هناك خبراء من الجانبين يعملون حاليا على تطبيق وتنفيذ هذا المشروع.
وتابع «بوتين» أنه تبادل الآراء مع الرئيس السيسي بشأن قناة السويس، وإمكانية إقامة مشروعات صناعية روسية، بما في ذلك إنشاء منطقة صناعية روسية على الأراضي المصرية، مشيرا إلى أن مجال الزراعة من بين الاتجاهات المهمة أيضا بين البلدين.
وأوضح الرئيس الروسي أن المنتجين المصريين سوف يستفيدون من الإمكانيات الروسية بعد اتخاذ التدابير بين البلدين، وذلك في ظل العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي.
وأكد الرئيس الروسي، في كلمته، أن الواردات المصرية إلى روسيا زادت في النصف الأول من العام الحالي، موضحا أن مصر في المقابل من أكبر مستوردي القمح الروسي، مشيرا إلى أن روسيا صدرت إلى مصر في العام الماضي 4 ملايين طن، أي ما يعادل 40% من احتياجات مصر من القمح، وأن روسيا تسعى إلى الزيادة في هذه النسبة.
وأوضح أنه في هذه الصدد تم مناقشة مشاركة الجانب الروسي في إنشاء البنية التحتية القمحية في الأراضي المصرية، موضحا أن هناك آفاقا واعدة بين البلدين في مجال الطيران المدني، مشيرا إلى أن هناك دراسة لتصدير طائرات «سوبرجيت»، و«سوخوي»، تبعا لاحتياجات الطيران المصري المدني، مشيرا إلى أن روسيا تواصل دعمها ومساندتها في إعداد الكوادر المختصة للاحتياجات المصرية.
وأشار «بوتين» إلى أن مصر هي من أفضل الأماكن لدى السياح الروس في الخارج، مشيرا إلى أنه زار مصر 3.5 مليون سائح روسي العام الماضي، وهو ما يزيد بنسبة 35% عن 2013.
وتابع «بوتين»: أن «زيادة التنسيق ببن الجانبين يتفق ومصالح الوطنية لكلا البلدين»، موضحا أنه تم الاتفاق بين الطرفين على ضرورة مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وعلى رأسها ما يطلق عليه اسم «الدولة الإسلامية».
وأوضح أنه تم التشديد على بناء جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب، بمشاركة دولية وإقليمية، بما في ذلك سوريا، كما تم مناقشة العديد من الموضوعات الأخرى في المنطقة.
واختتم «بوتين» بتقديم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على المفاوضات والمباحثات التي جرت بين البلدين، التي تساعد على تعميق علاقات الصداقة القائمة بين مصر وروسيا.