x

هل ستكون «معونة الشتاء» كلمة السر في موسم برشلونة الجديد؟

الأربعاء 26-08-2015 15:08 | كتب: محمد الفولي |
برشلونة برشلونة تصوير : آخرون

كانت بداية الموسم الجديد لبرشلونة الإسباني متباينة، فمن الفوز بكأس السوبر الأوروبي على حساب مواطنه إشبيلية، في مباراة حسمت في الوقت الإضافي بواسطة بيدرو رودريجز، المنتقل حديثًا لتشيلسي الإنجليزي، لخسارة كأس السوبر الإسباني من أثلتيك بلباو، ثم العودة للفوز على النادي الباسكي في الجولة الأولى من «الليجا».

لا يعد هذا السجل سيئًا بالمرة كانطلاقة للموسم الجديد، بعد ذلك المنصرم الذي توج فيه برشلونة بالدوري الإسباني وكأس الملك ودوري الأبطال، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيتمكن برشلونة من الصمود؟

- الحقائق

تصعب الإجابة على هذا السؤال، ولكنه يترك الباب مفتوحًا أمام بعض الاجتهادات والتخمينات، ولكن لا بد أولًا من سرد عدد من الحقائق التي سيواجهها برشلونة خلال الفترة المقبلة، وأهمها الغيابات.

لعب برشلونة منذ بداية الموسم بدون نجمه البرازيلي نيمار دا سيلفا، المصاب بالتهاب الغدة النكفية، ومن المتوقع أن يعود في مواجهة مالاجا في الجولة الثانية، الأحد المقبل، ولكن الكيفية التي ستكون عليها حالته البدنية لا تزال مجهولة حتى الآن.

نيمار

كان «بيدرو» بمثابة البديل الأمثل لـ«نيمار» الغائب، وهو ما ظهر في كأس السوبر الأوروبي، حينما صنع الخطورة وسجل هدف الفوز «5-4»، بعدما أخرج المدرب لويس إنريكي «رافينيا»، ولكن اللاعب الإسباني رحل نحو تشيلسي، لذا فإن أي إصابة جديدة أخرى لـ«نيمار» ستعني إضعاف ثلاثي الـ«إم إس إن» الهجومي للنادي الكتالوني، خاصة في ظل عدم وجود بديل مناسب.

بالنظر إلى مركز الظهير الأيمن، فإن الوضع يعتبر كارثيًا في الوقت الحالي، فداني ألفيش سيغيب لمدة شهر للإصابة، فيما أن بديله الرئيسي «دوجلاس»، والذي لم يقدم أي شيء يذكر منذ انتقاله للنادي الكتالوني، مصاب هو الأخر، وهو الأمر الذي دفع «إنريكي» لإدخال سيرجي روبرتو، وهو أساسًا لاعب وسط ليلعب في مركز البرازيلي، خلال مباراة بلباو الأخيرة بالليجا، وصحيح أنه أجاد ولكن في النهاية هذا ليس مركزه.

داني ألفيش

وحدث أمر مشابه حينما دفع «إنريكي» بالفرنسي جيريمي ماتيو في كأس السوبر الأوروبي، وهو الذي لعب كقلب دفاع الموسم الماضي، في مركز الظهير الأيسر لتعويض غياب جوردي ألبا، وكان مستواه كارثيًا ويلهث وراء المنافسين، فيما أن البديل الرئيسي لجوردي ألبا، البرازيلي أدريان كوريا، أصابه الصدأ خلال الموسم الماضي من كثرة الجلوس على الدكة.

يأتي كل هذا بجانب أن قلب الدفاع جيراد بيكيه معاقب بالايقاف أربعة مباريات، على خلفية تجاوزاته في إياب السوبر الإسباني، وتتبقى له ثلاثة مواجهات على انتهاء عقوبته، سيضطر خلالها «إنريكي» لابتكار خط دفاع جديد، في ظل الإصابات التي يعاني منها الفريق.

- فلسفة «إنريكي»:

مباراة برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، بالاستاد الأوليمبي بالعاصمة الألمانية بريلين، في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، 6 يونيو 2015

أظهر الموسم الماضي أمرًا مهمًا للغاية في شخصية المدرب لويس إنريكي، وهو أنه من محبي سياسة التناوب، وإذا لم يكن هذا الأمر واضحًا، فيكفي ذكر أن المرة الأولى التي كرر خلالها «إنريكي» نفس التشكيل خلال الموسم الماضي كانت بعد 29 مباراة رسمية خاضها الفريق، وتحديدًا أمام مالاجا في 18 يناير 2015.

لم يكن هذا الأمر يروق للكثير من الأشخاص، بل وبعض وسائل الإعلام الكتالونية المتعصبة، مثل صحيفة «سبورت»، ولكن ثمار هذا الفكر ظهرت في نهاية الموسم، حيث كان أغلب اللاعبين لديهم الجاهزية اللازمة للتواجد في اللحظات الحاسمة بالموسم، الذي انتهى بثلاثية الكأس والليجا والسوبر.

الوضع الحالي للفريق في ظل الإصابات الموجودة بالفريق وتلك التي ربما تحدث في المستقبل القريب، لأن كل شيء وارد في كرة القدم، سيحرم المدرب الإسباني من تكرار نفس سياسة التناوب، وهو الشيء الذي سيضع جهدًا إضافيًا على اللاعبين، وبالأخص أولئك الذين شاركوا على سبيل المثال في بطولة كوبا أمريكا 2015.

إذا ما أراد «إنريكي» الاستمرار في نفس الفلسفة لمجابهة الإصابات والإيقافات وأي طارىء أخر، فإن الحل المؤقت سيتمثل في شباب لا ماسيا: منير الحدادي وسيرجي روبرتو وساندرو راميريز ومارك بارترا.

- كلمة السر:

وربما تكون كلمة السر في موسم برشلونة هي الأول من يناير المقبل، فبالتزامن مع الوقت الذي سيفتح فيه الأطفال صناديق الهدايا في مختلف أنحاء العالم احتفالًا بالعام الجديد، فإن «سانتا كلوز» سيكون محتفظًا للنادي الكتالوني بهديتين قيمتين.

الهدية الأولى هي لاعب الوسط التركي أردا توران، القادم من أتلتيكو مدريد والجناح الأيمن أليكس فيدال القادم من إشبيلية، وهما اللاعبان الذي تعاقد معهما برشلونة هذا الصيف ولكن لا يحق له استخدام أي منهما قبل بداية العام المقبل، بموجب العقوبة التي فرضها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بسبب مخالفات مفترضة ارتكبها النادي الكتالوني في التعاقد مع لاعبين قصر.

أردا توران

ويمثل اللاعبان جانبًا من «المعونة الشتوية» أو تلك التعزيزات التي يحتاج لها النادي الكتالوني في الطرف الأيمن ووسط الملعب، ولكن أهم شيء بالنسبة لبرشلونة، حينما تنقشع غمة العقوبة في يناير، هو أنه سيحظى بفرصة لضم قلب دفاع حقيقي، وذلك لعلاج الحلقة الأضعف في الفريق.. «الشتاء قادم وبرشلونة في انتظار».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية