يوجد دائمًا ذلك الشخص المتأخر، ليس في مواعيده ولكن في قراراته، فهو دائم التردد قبل أي قرار يقوم به، وعندما يتخذ أخيرًا القرار وينفذه يكون الآوان قد فات، فيصبح قراره بلا أهمية تذكر والأمر كذلك لبيبي ماروتا، المدير الرياضي ليوفنتوس.
فلا يخفى على أحد أن أنطونيو كونتي، المدير الفني السابق لـ«البيانكونيري» قد سأم من كثرة طلبه لأجنحة هجومية لتدعيم الفريق، حتى عندما حول لاعب وسط ملعب وهو «جياكاريني» إلى جناح هجومي قام «ماروتا» سريعًا ببيعه والتخلي عنه كأنه يرفض أن يلبي طلب المدرب.
وظل «كونتي» لثلاث سنوات مضطرًا للاعتماد على طريقة «3-5-2» مع رغبة ملحة في التغير إلى «4-3-3»، ولكن غياب التدعيمات للأجنحة طوال فترة تواجده مع الفريق أدى إلى قراره بالإنفصال في النهاية ووصول المدرب ماسيمليانو أليجري، صاحب الفكر التكتيكي «4-3-1-2»، والذي طلب من أول يوم له في الفريق تدعيمه بلاعب واحد فقط هو صانع ألعاب.
وخلال فترتين انتقالات حضرهم «أليجري» مع يوفنتوس لم يتم التعاقد مع صانع لعب، ولكن بدل عن ذلك تم التعاقد مع لاعبين تمناهم «كونتي» قبل «أليجري»، فتم التعاقد مع «ديبالا»، «كومان»، «زازا»، «روبيرتو بيريرا» و«كوادرادو»، وهؤلاء قادرين على اللعب بطريقة «4-3-2-1» وهؤلاء من تمنى «كونتي» تواجدهم سابقًا، وبالتأكيد هؤلاء مهمين لـ«أليجري»، ولكن أين صانع الألعاب الذي يريده «أليجري» يا «ماروتا»؟
وخلال هذا الصيف رحل أرتورو فيدال، وهو الذي كان يعتمد عليه «أليجري» كصانع ألعاب مؤقت لحين التعاقد مع صانع ألعاب حقيقي، فقام «ماروتا» بالموافقة على رحيله بدون أن يعوضه، كما حصل مع «جياكاريني» سابقًا وكأنه يعاقب مدربي يوفنتوس حتى لا ينفذوا خططتهم الفنية بشكل صحيح.
الأمور في يوفنتوس غريبة وعجيبة، فـ«ماروتا» يعمل في وادي ويتعاقد مع أسماء لا تناسب أفكار المدرب المتواجد، والمدرب صريح وواضح في طلباته كل صيف ولكن لا إجابة، ورغم التعاقدات المميزة التي يبرمها الفريق كل صيف، ولكنها ليست على هوى فكر المدرب وطريقته التدريبية.
ومع تبقي أقل من أسبوع على غلق سوق الانتقالات، هل يستجيب «ماروتا» لطلبات «أليجري» ويتعاقد مع صانع ألعاب حقيقي لدعم الفريق، أم تظل الأمور كما هي عليها في يوفنتوس؟