لن أعلن فشلى.. فى الحقيقة لم أفشل.. رغم كل شىء، أزمة الوفد فى طريقها للحل.. لا يمكن أن تُشبه قضية فلسسطين.. لا يمكن أن تكون خناقة كالتى بين فتح وحماس.. قضية فلسطين تمزقت بسبب الحمساويين.. جماعة بدراوى لا ترى نفسها «الوفد الموازى».. هذه نقطة إيجابية.. لكنهم يتفقون على أهمية إنهاء الأزمة.. فقط يتعثرون فى المفاوضات.. يريدون ضمانات.. المهم أن نبدأ التفاوض، وكل شىء سهل!
يرى البعض أننى حصرت الأزمة فى طرفين.. هما البدوى وبدراوى.. يرى هؤلاء أن القضية أكبر.. تتعلق باللائحة والهيئة العليا والهيئة الوفدية.. أى الجمعية العمومية.. عندهم حق.. لم أتحدث فى التفاصيل.. كنت أحاول تقريب وجهات النظر.. الأصل أن تكون هناك مائدة مفاوضات.. الأصل أن ننجز.. عامل الوقت ليس فى صالحنا أبداً.. الأستاذ بدراوى قال إنه ينتظر تحديد موعد، من بهاء بك أبوشقة!
الخطوة الأولى أن يكون هناك لقاء مع السكرتير العام.. ثم يتم الاتفاق على عدة إجراءات.. ثم يكون لقاء موسع يحضره رئيس الوفد الدكتور البدوى.. سألت الأستاذ بدراوى: هل الوفد مختطف مثلاً؟.. قال لا.. هناك خلل نريد إصلاحه.. قلت إذن بالتفاوض ولا شىء غيره.. بالنقاش وليس بالتصريحات العنترية.. هكذا الوفديون متفهمون.. قد يكون كل شىء مطروحاً على أجندة الحوار.. بما فيها الانتخابات المبكرة!
لا أخفى أن هناك من يتحدث عن ضرورة عمل ثورة.. يقول إذا كنت تهتم بالكيان فلا تهتم بالأشخاص.. حاولت الاستفسار.. يعنى إيه؟.. قال: يعنى تطلب استبعاد الكل، وتطلب هيئة عليا وفدية معنوية.. تتكون من رموز العمل السياسى المحترم.. هؤلاء يشرفون على كل شىء.. من أول إعداد اللائحة وانتخابات الهيئة العليا ورئاسة الوفد.. قلت ومن يملك عرض هذا الآن؟.. وكيف يمكن تنفيذها كفكرة؟!
على أى حال، المبادرة فتحت الباب واسعاً لجدل كبير.. فتحت الباب لمبادرات عن إنقاذ الوفد من الانهيار.. كما فتحت الباب لكتابات وأسئلة يومية.. الحل أن نسرع الخطى، قبل أن يتحول الكلام إلى كرة نار تحرق الوفد.. هناك بال طويل.. مهم إعلان حالة الطوارئ.. مهم إلغاء أجازات مارينا وشرم.. الوفد يحتاجنا الآن، أكثر من أى وقت مضى.. بعض الأفكار مقبول.. البعض الآخر يقضى على البقية الباقية!
لم أدخل منذ البداية بفكرة واضحة وملزمة.. لم أطرح جدول أعمال محدداً.. لم أتحدث عن نقاط بعينها.. الأمور فى البيت الوفدى غير هذا.. كنت معنياً بالتفاوض.. كنت معنياً بإتاحة المجال لنبذ الخلافات.. هدفى كان إجراء مصالحة بين أصدقاء.. لا يعنى هذا الطرمخة على أى شىء.. فقط نبدأ بحسن نية، ونمد أيدينا بالسلام.. ونجحنا فى خلق حالة تفاؤل.. ونجحنا فى خلق جو مناسب وتهيئة المناخ العام للحوار!
الحملة مستمرة.. لأن الوفد يستحق، ومصر تستحق.. لا أقول كلاماً كبيراً.. هذه حقيقة.. مصر تحتاج لحزب سياسى مدنى كبير.. ينضوى تحت لوائه التيار المدنى كله.. المهم أن نعى أن هناك فرصة تاريخية أمام الوفد.. فهل نضيعها بالكلام والتصريحات، واتهامات العمالة والخيانة؟.. هل نتفاوض سنوات على طريقة فتح وحماس؟!