قال محمد عبدالعليم داوود، نائب رئيس حزب الوفد، وكيل مجلس الشعب السابق، إن الأزمة التى يشهدها الحزب، مسؤولية محمود أباظة، رئيس الحزب السابق، حيث تم فى عهده تحويل الحزب إلى جمعيات تتلقى تمويلات أمريكية.
وأضاف «عبدالعليم»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن محاولات «تيار الإصلاح» ستبوء بالفشل، مبديا استغرابه من تحالف فؤاد بدراوى القيادى بتيار الإصلاح مع محمود أباظة، رغم اتهامه بأنه معول هدم الحزب، كما سبق أن وصفه بالديكتاتور.
وأكد أن الوفد يستطيع المنافسة على أغلبية مقاعد البرلمان، واصفا الحزب بأنه «مصنع للرجال» وليس محلا لشراء النواب، لافتا إلى أن عددا من الأعضاء ذكروا أن الدولة تريد ترك السيد البدوى رئيس الحزب لمنصبه مقابل الحصول على عدد من مقاعد البرلمان، ما دفع بهاء أبوشقة، سكرتير الحزب، لتقديم استقالته.. وإلى نص الحوار:
■ من المسؤول عن الأزمة الداخلية التى يشهدها حزب الوفد؟
- الأزمة التى يعانى منها الوفد ليست وليدة اللحظة، بل هى تراكم محاولات للسيطرة على الحزب من قبل مجموعات، أهدافهم ليست خالصة لمبادئ الحزب، وأغلبهم من الأشخاص الذين حصلوا على التمويلات الأمريكية رغبة فى إنشاء حزب جديد ومنهم أعضاء فيما يسمى «تيارالاصلاح»، وعلى الرغم من وجود أعضاء غُرر بهم، إلا أنهم سيعودون عندما يدركون أن الوفد يتعرض لمؤامرة، ودولة التمويل الأجنبى التى نالت من الحزب وكيانات أخرى عجز أمامها الرؤساء السابقون، والرئيس السيسى مطالب بالتصدى لها.
■ أفهم من كلامك أن فكرة إنشاء «تيار الإصلاح» ليست جديدة؟
- هذا صحيح وهناك تصريحات منشورة فى الصحف عقب حريق حزب الوفد بـ10 أيام فى إبريل 2006 منسوبة لمحمود أباظة، رئيس الحزب السابق، ومضمونها أن السفير الأمريكى بالقاهرة «ديفيد وولش» فى هذا التوقيت، طلب منه إنشاء حزب جديد باعتبار أن الحزب تجاوزه الزمن وأن فكرة إنشاء صحيفة باسم الحزب الجديد أمر ليس بالغ الصعوبة، وهنا تبلورت رغبتهم فى إنشاء ما يسمى تيار الإصلاح.
■ هل هذا الأمر هو الذى دفعك لاتهام «أباظة» بأنه مهندس الحزب الوطنى فى تخريب الوفد؟
- لا أتحامل على محمود أباظة، رئيس الحزب السابق، فهو بالفعل مثلما وصفته، ولا ننسى أنه أشرف على حريق الوفد ودعم البلطجية من أجل الاعتداء على نعمان جمعة الرئيس الأسبق للوفد، وقام بتصرفات غير مفهومة وغير مقبولة عندما بعثر ما يقرب من ربع مليون بوستر خاص بترشح جمعة للرئاسة فى فناء الحزب عقب انتهاء انتخابات الرئاسة نكاية فيه.
■ هل تمتلك الأدلة والقرائن على هذه الاتهامات؟
- هناك 3 أمور تورط فيها محمود أباظة، أولها ممثلة فى جمعيات التمويل الأجنبى التى أساءت لتاريخ الحزب وكذلك تورطه فى لجنة سياسات الحزب الوطنى بالتنسيق مع جمال مبارك وأحمد عز، حيث حاول نظام مبارك أن يكون هناك مرشح آخر يلى حسنى مبارك فى الأصوات مع الفارق فى العدد، وبعدما فشل رجال مبارك فى إقناع ضياء الدين داوود، القيادى الناصرى وكذلك خالد محيى الدين، زعيم حزب التجمع، وقبول هذا «الطُعم» حتى لا يحصل أيمن نور، رئيس حزب الغد، فى هذا التوقيت على المركز الثانى، وبدأ التنسيق بين أباظة ونظام مبارك، على أن يكون نعمان جمعة هو كبش الفداء، إلا أن جمعة أعلن رفضه للترشح، فما كان من أباظة إلا إجباره عن طريق الهيئة العليا للمشاركة فى الانتخابات، وفيها خسر الحزب 10 ملايين جنيه من أمواله وترتب على ذلك تكبيد الخسائر فى أموال الحزب والصحيفة وباتت صورة الحزب سيئة عندما وصلت رسالة للرأى العام أن مرشح الوفد بغرض إضفاء الشرعية على انتخابات الرئاسة.
■ لكن نعمان جمعة كان صاحب قراره؟
- لم يكن نعمان جمعة، صاحب قراره، بل قرار الهيئة العليا ملزم له، ودعنى أذكر أن الحزب تعرض لضربات موجعة، فى 19 ديسمبر 2004، أعلن منير فخرى عبدالنور موافقته على اتفاقية «الكويز»، التى تتيح مشاركة مصر مع إسرائيل، بالمخالفة لمبادئ الوفد، فخرج أباظة ليعلن تأييده للاتفاقية، فيما عارضها نعمان.
■ البعض يصف الخلاف بينك وبين أباظة بأنه شخصى؟
- الخلاف الشخصى آخر ما أنظر إليه، لكن الخلاف القائم بينى وبين أباظة ومجموعة «تيار الإصلاح»، جميعها سياسية بحتة، حيث لجأ أباظة لإنشاء جمعيات تتلقى تمويلات من السفارة الأمريكية لاختراق عضوية الحزب والسيطرة على الجمعية العمومية من خلال الدمج بين العضوية وبين تلك الجمعيات بالمخالفة لقانون الجمعيات وقانون الأحزاب، والحزب فى عهده تحول إلى مجموعات تتصارع على أموال السفارة الأمريكية لدعم 12 جمعية، وهذا جزء من الضربات التى وجهها أباظة للوفد.
■ إذا كانت جمعيات التمويل الأجنبى وكواليس الإطاحة بـ«نعمان جمعة»، جزءا من الضربات التى وجهها أباظة، فما هو الباقى إذن؟
- أباظة حصل على عربون الإطاحة بنعمان جمعة عقب الانتخابات الرئاسية التى خاضها أمام مبارك بتعيين شقيقه أمين، وزيرا للزراعة، كما وافق على التجديد للمجالس المحلية فى 14 فبراير عام 2006 فى جلسة رقم 22 فى مجلس الشعب على مقترح الحزب الوطنى بهذا الشأن، وحصل على عدد من المقاعد بالاتفاق مع أحمد عز، أمين الحزب الوطنى المنحل، ووافق من حيث المبدأ على التعديلات الدستورية فى عام 2007 .
■ ما رأيك فى الاتهام الموجه إليك، بأنك من أدخلت أعضاء الوطنى والإخوان للوفد؟
- من يملك أدلة فعليه تقديمها وأؤكد أن فؤاد بدراوى تحالف مع مرشح الإخوان فى عام 2005، وتورط فى تقديم أعضاء من الوطنى بمحافظة الدقهلية وبدراوى قال إنه مستعد للتحالف مع الشيطان نفسه فى الانتخابات وهو من أحضر نائب الحزب الوطنى عبدالحميد الإمام وإبراهيم عماشة وأتعجب من تعاون بدراوى مع أباظة وهو من كتب له مذكرة مكونة من 4 صفحات فى عام 2008 جاء فيها أن الإصلاح انحرف عن مساره فى الحزب وأصبحت لجان الوفد بالمحافظات «مهلهلة» واختزلتم الحزب فى شخصكم وأصبحتم صورة أخرى من نعمان جمعة والذى اتهمناه بالديكتاتورية وفوجئنا بأنكم أكثر منه ديكتاتورية واختتم مذكرته مخاطبا أباظة بأنه «معول» الهدم الرئيسى الذى يسعى إلى تخريب الوفد حزبا وصحيفة.
■ لكن هناك أزمات وتيار الإصلاح ليس مسؤولا عنها؟
- الوفد يحتاج إلى خطاب سياسى يعبر بصدق عن مطالب الوفديين وقضايا الأمة وأن يتم تفعيل مؤسسات الحزب وأتمنى عودة شخصيات مثل مجدى سراج الدين وحامد الأزهرى وطارق الشيشينى وأسرة سعد زغلول.
■ تيار الإصلاح وصف أن استقالة أبوشقة أو الحديث عن استقالة البدوى «شو إعلامى»؟
- الاستقالة لم تكن «شو إعلامى» كما يروجون، بل حقيقة الأمر تنحصر فى تطوع البعض داخل الهيئة العليا وأوصلوا رسالة مفادها أن الدولة تقول إذا ترك الدكتور السيد البدوى رئاسة الوفد سيحصل الحزب على مقاعد أكثر فى البرلمان، مما دفع البدوى بالقول إنه ليس لدى مانع فى أن يشغل أبوشقة منصب الرئيس إعلاء لمصلحة الوفد ومن أجل تحقيق المكاسب، فسارع أبوشقة بالإعلان عن استقالته والتأكيد أنه ليس لديه أى أطماع فى ذلك، إلا أن هذا الأمر لم يكن إلا مجرد رسائل فقط ولم يكن لها واقع.
■ ماحقيقة الأحزاب المتنافسة التى تخطف مرشحيكم وهل ستخوض الانتخابات البرلمانية وهل يتسطيع الوفد المنافسة؟
- هناك أحزاب تسعى لاختطاف مرشحى الوفد، دون أن يدركوا أن النائب الذى يشتريه حزب لايمثل وطنه وحزب الوفد «مصنع للرجال السياسيين» وليس محل لشراء النواب، أما بالنسبة لقرار خوض الانتخابات فهى شأن حزبى وأمر يخص أبناء الدائرة والوفد يستطيع المنافسة على 250 مقعدا إذا كانت هناك حيادية من جانب الدولة.