ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس، أن سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على أراضي بلاده تراجعت إلى السدس فقط، لصالح مسلحي تنظيم «داعش» والجماعات المسلحة المعارضة الآخرى في سوريا.
وكشف تقرير الصحيفة الذي أعدته مجموعة «آي اتش أس جاينز» البريطانية، التي تضم مستشارين متخصصين في شؤون الدفاع، عن حجم تراجع نفوذ القوات السورية حيث انكمش حجم الأراضي التي تقع تحت السيطرة الكاملة للقوات السورية الحكومية بنسبة 18% منذ يناير الماضي فقط، أي ما يبغ نحو 11.500 ميل مربع (29.800 كيلومترا مربعا)، بما يعادل مساحة بلجيكا.
وأضاف تقرير الصحيفة أن النظام السوري سخر كافة إمكانياته للدفاع عن العاصمة دمشق واللاذقية على الشريط الساحلي على البحر المتوسط، حتى أصبح نطاق سيطرة الأسد داخل البلاد لا يزيد عن حجم دولة صغيرة.
ونقلت الصحيفة عن محلل شؤون الشرق الأوسط في المجموعة المتخصصة في شؤون الدفاع، كولمب ستراك، قوله: إن «الأسد لا يستطيع تحمل تكلفة خسارة هاتين المنطقتين تحديدا»، وأضاف أن «الصورة الأكبر هي أن الأسد لن يستطيع البقاء لفترة أطول كثيرا».
وتابع: «المواقع الرئيسية التي لا يمكن أن يخسرها الأسد هي دمشق والمحافظات الساحلية العلوية في اللاذقية وطرطوس، ومحافظة حمص، فالدفاع عن تلك المدن يكون له أولوية حتى على حساب مدن أخرى مثل حلب أو درعا».
واستخلص ستراك أن الأسد لن يكون بمقدوره الاستمرار لفترة أطول، مشيرا إلى أن الباقين في الجيش معظمهم من صغار السن الذين ليس لديهم الحد الأدنى من التدريب ويعانون من انخفاض الروح المعنوية.
ولفتت الصحيفة إلى أن عددا من الجماعات المتمردة مثل «جيش الفتح»، الذي وصفته بأنه تحالف مدعوم من تركيا والسعودية وقطر، بدأ يتوسع بشكل مطرد في شمال محافظة «إدلب».
ويرى المحللون في نفس المجموعة البحثية أن نقطة الضعف في دفاعات النظام السوري تكمن حول الحدود مع لبنان، حيث يمتلك «داعش» قوات على طول الحدود بين سوريا ولبنان.