تواجه تركيا مستقبلًا غامضًا، بعد فشل محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه، أحمد داوود أوغلو، فى إقناع الأحزاب المعارضة بالدخول فى ائتلاف حكومى، واتجاه البلاد إلى خوض انتخابات مبكرة فى نوفمبر المقبل، فى الوقت الذى ينجرف فيه الجيش التركى وقوات الأمن إلى حرب واسعة ضد المسلحين الأكراد، بجانب الحملة على المنظمات اليسارية التى أسفرت عن اعتقال المئات حتى الآن.
وبينما لا تزال تركيا ترفض الدخول فى مواجهة واسعة مع «داعش» فى سوريا، فى إطار علاقة التعاون بين الجانبين، والاتهامات الغربية لأنقرة بدعم وتسليح التنظيم، والسماح بمرور المقاتلين عبر أراضيها لسوريا، طالب وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر تركيا بفعل «المزيد» فى محاربة «داعش» عبر المشاركة الكاملة فى الغارات الجوية التى يشنها التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة، وضبط حدودها مع سوريا. ويرى محللون أن الحملة التركية ضد عدوّها التاريخى، حزب العمال الكردستانى فى جنوب البلاد وشمال العراق، ستضعف المتمردين، لكنها لن تتمكن من القضاء عليهم، وأنها تهدف إلى إجبار الحزب على العودة للحوار بموقف أضعف إلا أن الحملة العسكرية تشكل مجازفة بإدخال البلاد فى تصعيد أمنى يصعب احتواؤه، وقد يطيح بأى أمل للتوصل إلى تسوية نهائية تنهى تمرد المسلحين الأكراد.
ويأمل أردوغان بتحقيق انتصارات سياسية من خلال الحملة، مع تأهب حزب العدالة والتنمية الحاكم لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. ويعتبر محللون أن أردوغان قد يستغل الوضع للضغط على حزب الشعوب الديمقراطى المؤيد للأكراد فى الانتخابات المبكرة، عبر التشديد على علاقته بالمتمردين الأكراد لتغيير ميول الناخبين إلى حزبه، لإحداث تغيير فى تركيبة البرلمان المقبل، بما يُمَكّن العدالة والتنمية من تشكيل الحكومة منفردًا، وتلبية طموحات أردوغان بالتحول إلى النظام الرئاسى، بما يعزز قبضته على السلطة.