x

إسرائيل تشن أعنف غارات على سوريا منذ حرب أكتوبر

السبت 22-08-2015 11:26 | كتب: محمد البحيري |
قوات الاحتلال الإسرائيلى ترفع استعدادها الأمنى فى الجولان عقب الهجمات الأخيرة قوات الاحتلال الإسرائيلى ترفع استعدادها الأمنى فى الجولان عقب الهجمات الأخيرة تصوير : رويترز

شنت إسرائيل غارات جوية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، الجمعة ، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص، قالت إن من بينهم 4 فلسطينيين ينتمون لحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية، فى تصعيد خطير، بعد أن شنت قصفا جويا ومدفعيا على مواقع داخل العمق السورى وفى القنيطرة، ، أسفرت عن مقتل جندى سورى وإصابة 7 ردا على صواريخ أطلقت من سوريا على الجزء المحتل من الجولان.

وأعلن الجيش الإسرائيلى أن مقاتلات إسرائيلية استهدفت، الجمعة ، سيارة فى قرية «الكوم» بالجولان، على بعد 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية، كان على متنها ما لا يقل عن 4 فلسطينيين، قال إنهم مسؤولون عن هجوم صاروخى على قرية إسرائيلية، مساء الخميس . وأكد مسؤول إسرائيلى مقتل الأشخاص الأربعة. وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن الضربة ربما أسفرت عن مقتل 5 من حركة الجهاد الإسلامى، وقال الجيش السورى إن الضربة أسفرت عن مقتل 5 مدنيين.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن ضابط إسرائيلى قوله إن القصف تم بعد ورود معلومات استخباراتية أتاحت تتبع الخلية الفلسطينية التى ثم تصفيتها. ولفتت الصحيفة إلى تصريحات مسؤول رفيع المستوى فى حزب الله، قال فيها إن الهجمات الإسرائيلية على الجيش السورى استهدفت مساعدة قوات المعارضة السورية المسلحة لتعزيز وجودها على طول الحدود السورية- الإسرائيلية، واصفا ذلك بأنه «وهم لن يتحقق».

وكانت تقارير إسرائيلية عديدة تناولت علاج المصابين من مقاتلى المعارضة السورية المسلحة، ومن بنيهم مقاتلو «جبهة النصرة» فى مستشفيات إسرائيل التى تقوم بإعادتهم إلى مواقعهم بعد شفائهم، وقالت تقارير أخرى إن الجيش الإسرائيلى يتدخل فى القتال الدائر للسيطرة على القنيطرة ومواقع أخرى بهضبة الجولان لصالح المعارضة فى مواجهة الجيش السورى.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو: «إن من سيحاول المس بنا، سنمس به، وهذا ما فعلناه، فقد ضرب الجيش الإسرائيلى الخلية التى نفذت الهجوم الصاروخى علينا، كما ضرب قوات الجيش السورى التى مكنتها من ذلك، وليست لدينا نية للتصعيد، ولكن سياستنا ثابتة كما هى، وعلى الدول التى سارعت إلى معانقة إيران أن تعلم أن قائدا إيرانيا هو من أشرف ووجه الخلية التى أطلقت الصواريخ على إسرائيل».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلى، موشى يعلون: «لن تصمت إسرائيل على استهداف مواطنيها، والمهاجمون ستصلهم يد إسرائيل فى أى مكان وأى وقت». واتهم يعلون إيران بتمويل حركة الجهاد الإسلامى وتزويدها بالأسلحة، وهى من تقف وراء إقدام عناصر الحركة على إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه البلاد». وقال يعلون إن القصف الصاروخى من سوريا كان نتيجة سياسة إيرانية أكثر عدائية بعد الاتفاق النووى الذى وقعته طهران مع الغرب. وطالب يعلون إيران بألا تختبر «العزيمة الإسرائيلية». وأضاف: «ما شهدناه مقدمة لما سيحدث بعد التوقيع على الاتفاق النووى ورفع العقوبات. إيران قادرة على ضخ المزيد من المال والسلاح لمنظمات إرهابية تعمل ضد إسرائيل والمصالح الغربية فى المنطقة». وقال يعلون إن الضربات الإسرائيلية أصابت أهدافا للجيش السورى إلى جانب «إطلاق النار على المنطقة التى أطلقت منها الصواريخ».

ونقل موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى عن ضابط رفيع بالجيش قوله إن من يقف وراء الصواريخ الأربعة، التى تم إطلاقها على إسرائيل من سوريا، مساء الخميس ، هو رئيس القسم الفلسطينى بفيلق القدس، التابع للقوات الخاصة بالحرس الثورى الإيرانى، سعيد إيزادى.

واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إطلاق الصواريخ على إسرائيل ردا انتقاميا من حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية، بتوجيه من الحرس الثورى الإيرانى، انتقاما لقتل إسرائيل 5 عناصر من «حزب الله» فى هضبة الجولان منذ 3 أسابيع.

وجاء الهجوم بعد يوم من غارات وهجمات إسرائيلية استهدفت 14 موقعا للجيش السورى فى المنطقة الحدودية، ومواقع رادار ودفاع جوى ومنصات إطلاق صواريخ ومواقع إدارية ودبابات، ردا على إطلاق 4 صواريخ على الجولان المحتل والجليل شمال إسرائيل، وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن الغارات الإسرائيلية على عدد من القواعد العسكرية الكبرى فى المنطقة كانت أعنف غارات تتعرض لها أهداف تابعة للجيش السورى منذ بدء الأزمة السورية عام 2011. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تبادل إطلاق النار الذى وقع، ليل الخميس ، شمل أول قصف من سوريا أهدافا إسرائيلية منذ حرب 1973 وأشد قصف إسرائيلى لسوريا منذ ذلك العام. واستهدفت هجمات سابقة طرق إمدادات ومستودعات أسلحة وصواريخ لحزب الله داخل سوريا.

ولقى جندى سورى مصرعه وأصيب 7 آخرون فى القصف الليلى الإسرائيلى على الجولان، وقالت مصادر عسكرية سورية إنه «محاولة لدعم المنظمات الإرهابية المسلحة ورفع معنوياتها».

وقبلها بساعات كانت مصادر عسكرية سورية قد أكدت أن مروحيات إسرائيلية أطلقت عدة صواريخ على الأراضى السورية استهدفت عدة مبان حكومية فى القنيطرة، ولكنها لم تخلف قتلى بل أدت لوقوع خسائر مادية فقط.

وقالت إسرائيل إنها بادرت إلى هذه الهجمات، ردا على إطلاق 4 صواريخ عليها من الأراضى السورية، وصفتها بأنها كانت «متعمدة»، واتهمت حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية بالوقوف ورائها، لكن الحركة نفت.

وقال مسؤول المكتب الإعلامى للحركة داوود شهاب إن «سرايا القدس (الجناح العسكرى للجهاد) ووجودها وعملياتها وسلاحها داخل فلسطين المحتل، والعدو يعرف كيف وأين سترد السرايا عندما تقرر»، محذرا «الاحتلال من اتخاذ هذه الاتهامات ذريعة للمساس بالحركة وقيادتها».

ويسيطر مقاتلو المعارضة السورية على محافظة القنيطرة التى يقع الجزء الأكبر منها فى هضبة الجولان، لكن قوات النظام السورى لا تزال تسيطر على مجموعة محدودة من القرى والبلدات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية