أكد السفير محمد فخري، نائب مساعد وزير الخارجية، أن الاستراتيجية المصرية في مواجهة الإرهاب شاملة ولا تقتصر على البعد الأمني فقط، بل تمتد إلى النطاق الثقافي والفكري والتنموي سعيا لاقتلاع الإرهاب من جذوره، خاصة وأن القضاء على التنظيم الإرهابي عسكريا لا يقضي بالأساس على الفكر الإرهابي ذاته.
جاء ذلك خلال كلمة مصر التي ألقاها السفير محمد فخري أمام المشاركين في ندوة دولية حول التطرف، في قصر المؤتمرات بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، بحضور رئيس الوزراء الموريتاني ومسؤولين من دول غربية وعربية وإفريقية.
وقال السفير المصري في نواكشوط، أحمد فاضل يعقوب، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن المشاركة المصرية في الندوة الدولية حول التطرف كانت إيجابية.
وجدد السفير محمد فخري الموقف المصري الداعي لتضافر الجهود الدولية للتصدي لظاهرة التطرف والإرهاب، معتبرا أن الجهود التي تقودها الدولة المصرية لمواجهة الأفكار المتطرفة تأتي إدراكا منها لخطر التطرف والإرهاب، وإنطلاقا من القناعة بأن كافة التنظيمات الإرهابية في المنطقة تنبع من إطار فكري وعقائدي.
ونوه نائب مساعد وزير الخارجية بسعي مصر إلى تجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف وضمان وصول التفسير والفهم الصحيح للإسلام الحنيف وأحكامه إلى المتلقين، مبرزا الدور الرائد للأزهر الشريف ودار الإفتاء في مواجهة الأفكار المتطرفة.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية ترى أنه من اللازم التفرقة بين مصطلح مكافحة التطرف العنيف، ومكافحة الإرهاب، نظرا للفرق الجوهري بينهما باعتبار أن الإرهاب عمل مجرم وله ضحايا أما التطرف فهو شطط وشذوذ فكري لا يرقى إلى الإرهاب، ولا يمكن ربطه وتوصيفه بالعنيف والمعنف، مؤكدا أهمية التمسك بمصطلح مكافحة الإرهاب التقليدي المتعارف عليه دوليا عند تناول الأحداث الإرهابية.