x

«المصرى اليوم» تُسجّل شهادات المصابين في انفجار شبرا الخيمة

الجمعة 21-08-2015 11:19 | كتب: محمد القماش |
تصوير : محمد هشام

أطباء يهرولون، وأياد تدق أبواب المصاعد لاستعجال نزولها، وصراخ وأصوات مرتفعة، وأهالى يتدفقون للبحث فى مستشفى النيل، عن أبنائهم المصابين فى التفجير الذى استهدف مبنى جهاز الأمن الوطنى بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.

توجد غرف المصابين فى الطابق السادس من المستشفى، بعض الأهالى التفوا حول الأطباء للاستعلام عن حالات أبنائهم، بينما صعدت سيدة السلالم بصعوبة باكية وتسأل عن نجلها: «فينك يا عمرو»، وأخرى تندّد: «حسبى الله ونعم الوكيل»، بينما يحيط أفراد أمن بالغرف لمنع الدخول إلى المصابين.

كان أطباء يعالجون الجروح التى أصابت المجند محمود حامد عبداللطيف، 22 سنة، والتى أصابته أعلى العين والرأس وفى يديه وقدميه، قال لـ«المصرى اليوم»، بينما كان والده المزارع يحتضنه بشدّة ويبكى، إنه يقضى خدمته بالقوات المسلحة، ويحرس مبنى الأمن الوطنى منذ عام، لم يشهد خلاله أى اضطرابات، وفى يوم الحادث كان واقفاً أعلى برج حراسة ثم سمع صوت انفجار هزّ المنطقة، ووجد نفسه على الأرض، وقال والد المجند «إحنا ناس غلابة من برقاش»، فرفع حامد رأسه ورد على والده: «إحنا رجالة ومبنخافش من الموت، ونتمنى الشهادة فى سبيل الله». ترتسم ابتسامة على وجه مكرم عوض، أمين الشرطة بالأمن الوطنى، رغم الجراح قال: «إحنا مبنخافش من تفجيرات الإرهابيين الخسيسة، ولو رجالة يواجهونا لكن الخسّة عنوان الإرهاب».

يتحدث عوض عن تفاصيل الحادث، بينما يمسك به شقيقه عيد، عامل، لمساعدة الأطباء فى التغيير على الجرح: «كان هناك سيارة نصف نقل لونها أبيض، يقودها شاب فى أوائل العشرينات من عمره، تركها أمام المبنى، وركب دراجة بخارية مع شخص آخر، وانطلقا فور إعطاء إشارة المرور اللون الأخضر، وفى غمضة عين حدث الانفجار، وتدمر كل شىء».

الأمين عوض، يؤكد أن الذين استهدفوا المبنى كانوا يدرسون الموقع بعناية شديدة، لأنهم وضعوا السيارة وقت توقف إشارة المرور، وفى ثوان انفجرت عن بُعد، حيث أصيب وهو موجود داخل المبنى رغم أن المصدات الأسمنتية الموجودة أمام المبنى امتصت الموجة الانفجارية وإلا لكان هناك شهداء بالعشرات.

بالمصادفة اتصلّ أولاد الأمين «عوض» على هاتفه للاطمئان عليه، وهم ثلاثة أطفال: «نور، فى الصف الثالث الابتدائى، ومحمد، ومؤمن، 5 سنوات»، وكانوا يداعبون والدهم: «إنت فين يا بابا تعال»، ويرد الأب المصاب: «أنا مع عمكم فى مشوار»، ليطمئن زوجته، ويجذب الطفل الأكبر الحديث ثانية: «عاوز أطلع ضابط يا بابا لمّا أكبر»، فيضحك المُصاب: «إن شاء الله يا حبيبى».

رغم إصابة محمد صلاح خليل، أمين شرطة بالأمن الوطنى، الشدّيدة بشروخ فى الصدر، لم تمكنه حتى من التنفس إلا أن عزيمته كانت قوية يقول «هنتصر عليهم، وفور معالجتى لن نذق طعم الراحة حتى نلقى القبض على كل جبان».

وقال الأمين محمد، إن أحد العساكر اشتبه فى السيارة ربع النقل المتوقفة أمام مبنى الأمن الوطنى، حيث كان يقف، وفور محاولته الاقتراب منها لتفتيشها، صرخ فيه العسكرى: «ما تقربشى منها»، لكنه كان اقترب من المكان وطاله الانفجار».

كان لعمرو إبراهيم، ومينا البنا، الطالبين الجامعيين، نصيباً من الانفجار، فأصيب الأول بجروح فى ذراعيه وباقى جسده جراء استقرار شظايا به، وقال له الطبيب أنت مصاب فى جميع أنحاء جسدك.

وقال عمرو إنه كان يجلس مع صديقه مينا على أحد الكافيهات بجوار شركة صيدناوى، ثم وقع الانفجارعلى بعد 3 أمتار منهما، ولكنه أصيب بسبب وقوع لوح زجاجى من شرفة منزل على ذراعيه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية