x

نيكولاس أوتاميندي.. ملاكم أرجنتيني في حلبات الدوري الإنجليزي

الخميس 20-08-2015 11:52 | كتب: محمد الفولي |
نيكولاس أوتامندي نيكولاس أوتامندي تصوير : اخبار

تمكن مانشستر سيتي الإنجليزي في النهاية من التعاقد مع الأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي، قادمًا من فالنسيا الإسباني، مقابل 45 مليون يورو، حسب بعض التقارير الصحفية، لتدعيم خطوطه الدفاعية بعد فشل فريق الـ«خفافيش» في إقناعه بالبقاء وتعثر انتقاله لمانشستر يونايتد.

الأمور في حلبات الـ«بريميير ليج» ستكون مختلفة كثيرًا عما كانت عليه في الليجا بالنسبة للاعب الأرجنتيني بسبب اختلاف طريقة اللعب والثقافة الكروية، ولكن أوتاميندي تمكن دائمًا منذ الصغر من الجمع بين أكثر من شيء وتخطى كل الصعوبات التي كانت تواجهه.

ويصل اللاعب الذي كان حينما لايزال مراهقا يجمع بين ممارسة الملاكمة وكرة القدم في مسقط رأسه بحي بالار دي باتشيكو في بوينوس آيرس، إلى مانشستر سيتي وهو في قمة مستواه، وأمامه مهمة رفع الصلابة الدفاعية للفريق بشكل يجعلها ترتقي لقوته الهجومية الضاربة.

لم تكن الأمور جيدة أبدًا بهذه الصورة في حياة أوتامينيدي، حيث إنه عانى في طفولته من انفصال أبويه، لكن هذا لم يكن يمنع من أن يكون أول اتصال له مع الكرة وهو في سن السابعة حينما ذهبت به صديقة والدته سيلفيا للاختبار في قطاع الناشئين بنادي فيليز سارسفيلد الأرجنتيني.

نجح الطفل الصغير حينها في الاختبار، لكنه لم يكن يعرف حينها أن الكرة ستجعله يكسب الملايين ويكون أغلى مدافع أرجنتيني في التاريخ، حيث استمر مع اللعبة حتى سن الرابعة عشرة، حيث بدأ حينها في ممارسة الملاكمة أيضًا.

وكان السبب وراء ممارسته الملاكمة بجانب الكرة، كما قالت مجلة (الجرافيكو) الأرجنتينية الكروية العريقة في عددها الصادر شهر يوليو 2009، هو رغبته في زيادة قوته وكتلته العضلية من ناحية، وحمايته من الانخراط في أي نشاط إجرامي خلال فترة المراهقة لكي تصبح حياته كلها تدور حول الرياضة.

وظل أوتاميندي يلعب الملاكمة لمدة عام ونصف العام ثم كان عليه اتخاذ قرار حاسم: هل سيختار القفازين أم الكرة؟ ووقع الاختيار على الساحرة المستديرة تاركًا الملاكمة التي بخلاف مساهمتها في تجهيزه بدنيا لما هو قادم، أثرت على طريقة لعبه، وبالأخص مسألة ردود الأفعال السريعة.

«والدتي تعرف أكثر مني عن كرة القدم».. هذه واحدة من أشهر العبارات التي قالها اللاعب مازحًا، لأن الجميع يعلم أن من ترعرع في الأرجنتين ووسط ملاعبها يعرف الكثير عن اللعبة، خاصة أنه كان مثل أوتاميندي تدرج في كل الفئات الموجودة في فيليز سارسفيلد حتى شارك لأول مرة مع الفريق الأول في 10 مايو 2008 أمام روساريو سنترال.

ولعب أوتاميندي مع الفريق الأول للنادي الأرجنتيني في الفترة بين عامي 2008 و2010 حيث شارك معه في 20 مباراة وتوج بلقب كلاوسورا في 2009، قبل أن ينتقل لبورتو البرتغالي.

وكان عام 2010 حزينًا وسعيدًا في نفس الوقت بالنسبة لأوتاميندي، فهو من ناحية كان بداية رحلة احترافه الأوروبي وتضمن أول استدعاء له للمنتخب تحت قيادة الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، الذي أغدق بالمديح عليه، ولكنه من الجانب الآخر تضمن حملة انتقادات كبيرة ضده بعد هزيمة «راقصي التانجو» من ألمانيا في مونديال جنوب أفريقيا برباعية نظيفة.

الحقيقة أن أوتاميندي لا يتحمل المسؤولية كاملة، فالفريق ككل كان مهلهلا أثناء المباراة، ولكن المشكلة أن مارادونا وضعه في غير مركزه، حيث دفع به كظهير أيمن على الرغم من كونه قلب دفاع وهو أمر لم يكن نيكولاس معتادًا عليه.

هناك نوعان من الملاكمين: ذلك الذي يعتمد على السرعة والمراوغة والاستباق ولا يتوقف عن الحركة يمينا ويسارا في الحلبة، وآخر يعتمد على قوته وتمركزه الصحيح لقطع الطريق على مهاجمه وتوجيه الضربة القاضية له، وذلك النوع الثاني هو الذي كان سيصبح عليه أوتاميندي لو أكمل مسيرته في الحلبات، بل ربما الذي أصبح عليه بالفعل كقلب دفاع فوق المستطيل الأخضر، لذا فإن تركيبة مارادونا باءت بالفشل.

وشارك أوتاميندي مع بورتو في 122 مباراة بمختلف المسابقات وتمكن مع «التنانين» بالتتويج في الفترة بين عامي 2010 و2014 بالدوري البرتغالي ثلاث مرات وكأس البرتغال والدوري الأوروبي.

وانتقل اللاعب بعدها في موسم الانتقالات الشتوية بموسم 2013-2014 نحو فالنسيا الإسباني الذي قرر فورا إعارته لأتلتيكو مينيرو البرازيلي حتى نهاية الموسم، ولكن أوتامينيدي لم يعترض.

كان نيكولاس يعرف أن وقته سيأتي، حيث إن رحلة الحافلات الثلاث التي كان يستقلها من منزله وهو طفل للذهاب للتدريبات في ملعب فيليز سارسفيلد ومدتها حوالي ساعة ونصف الساعة علمته الكثير عن الصبر.

ولعب أوتاميندي مباراته الأولى مع فالنسيا في 25 أغسطس بالجولة الأولى من الليجا الموسم الماضي أمام إشبيلية، حيث أصبح من هذا الحين قطعة أساسية في دفاع فريق «الخفافيش» وصاحب شعبية كبيرة بين جماهيره.

وكانت من أفضل ذكرياته الموسم الماضي التسجيل في مرمى ريـال مدريد بالمباراة التي خسرها الملكي 2-1 لتكون بمثابة «ضربة قاضية» لسلسلة انتصارات الـ«ميرينجي» التاريخية.

وقدم أوتاميندي في كوبا أمريكا 2015 مستوى متميز بعد غياب استمر خمس سنوات عن «راقصي التانجو» بعدما قرر المدير الفني خيراردو تاتا مارتينو ضمه لقائمة الأرجنتين التي لم يقف التوفيق بجانبها حينما توجت تشيلي صاحبة الضيافة باللقب، حيث كان حينها هو من تلقى «الضربة القاضية».

يقول أسطورة الملاكمة محمد على كلاي في واحد من أشهر تصريحاته «كرهت كل لحظة في التدريب، ولكن قلت لنفسي لا تستسلم، فلتعاني الآن وعش حياتك كلها كبطل».. أوتاميندي لم يستسلم وعانى كثيرا فهل سيحقق مع مانشستر سيتي أمل الـ«سيتزنس» الأكبر في التتويج بدوري الأبطال قريبا أم أن المعاناة ستطول بعض الشيء؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية