x

ما الذي تعلمناه من الجولة الثانية للدوري الإنجليزي؟

الثلاثاء 18-08-2015 17:13 | كتب: أحمد شفيق |
مباراة ليفربول وبورنموث مباراة ليفربول وبورنموث تصوير : رويترز

انتهت الجولة الثانية للدوري الإنجليزي، بمباراة ليفربول وبورنموث، وهي الجولة التي شهدت انتصارات للكبار، وسقوط مروع لتشيلسي أمام مانشستر سيتي.

فما الذي تعلمناه من تلك الجولة؟

1- مانشستر يونايتد بحاجة لمهاجم «صريح»



للمباراة الثانية على التوالي، يعجز واين روني عن التسديد على المرمى، بل يعجز عن التسديد تماماً في الجولة الثانية، 90 دقيقة لعب أمام أستون فيلا عجز فيها قائد مانشستر يونايتد في تسديد الكرة تمامًا.

الخريطة الحرارية وأماكن لمس الكرة للاعب أظهرت ميل وتفضيل اللاعب للعودة لنصف الملعب بشكل كبير وبداية الهجمة مع زملائه، فواين روني لم يلمس الكرة داخل منطقة جزاء الخصم من أصل «44» لمسة، سوى مرة وحيدة، في حين وضح ميل اللاعب للناحية اليسرى من الملعب بشكل أكبر من الناحية اليمنى، واين روني يريد اللعب في مركز رقم 10 (خلف المهاجم) وليس رأس الحربة، هذا ما تقوله قراءة الملعب.

الغريب في الأمر أن لويس فان جال لم يجرب إقحام اللاعب خافيير هيرنانديز والذي كان على مقاعد البدلاء في مباراة أستون فيلا، أمام الإخفاق الواضح والغياب التام لقائد المنتخب الإنجليزي وقائد الشياطين الحمر في مركز المهاجم، وكأنه يريد أن يرد على وسائل الإعلام الإنجليزية التي طالما أنتقدت المدرب لعدم إستخدام الفتى الذهبي في مركز المهاجم.

مانشستر يونايتد يحتاج لمهاجم وبشكل مهم وضروري من أجل حظوظ الفريق هذا الموسم، واين روني قد ينتفض ويقدم أداء قوي وهو قادر على ذلك، لكن الفكرة هنا أن الفريق خسر روبن فان بيرسي وراداميل فالكاو في سوق الإنتقالات الحالي، ولم يعوضهما بأي لاعب، وعلى افتراض أن فان جال سيستخدم تشيشاريتو كحل هجومي، فمانشستر يونايتد على الأٌقل ينقصه مهاجم آخر، مانشستر يونايتد لعب الموسم الماضي ب«3» مهاجمين مخضرمين (فان بيرسي – فالكاو – روني) وهو لم يكن يشارك في أي بطولة أوروبية واللعب كله كان في البطولات المحلية فقط، هذا الموسم الفريق يسعى للفوز بلقب البريميرليج وتقديم أداء كبير في دوري أبطال أوروبا، لهذا الفريق يحتاج لمهاجم بشكل عاجل قبل نهاية موسم الإنتقالات.

2- مانشستر سيتي المرشح الأبرز للقب هذا الموسم

عندما تلاعب فريق مانشستر سيتي بمضيفة ويست بروميتش ألبيون في أولى جولات البرميرليج، تحدث الجميع عن مدى تواضع الخصم وأن المباراة لا تعطي أي مؤشر لحظوظ مانشستر سيتي هذا الموسم.

لكن حينما يكرر الفريق ما فعله بوست بروميتش، لكن هذه المرة أمام حامل اللقب تشيلسي، الأمور هنا تختلف.

مانشستر سيتي قدم مباراة كبيرة، تلاعب بضيفة تشيلسي طوال الشوط الأول وأهدر العديد من الفرص لولا حارس الضيوف، بيجوفيتش، الذي منع الفريق من تحقيق إنتصار «ضخم» .

مانشستر سيتي أظهر قوة شخصية وصلابة كبيرة في الملعب ولم يهتز أمام إنتفاضة تشيلسي في الشوط الثاني وصمد بشكل رائع، قبل أن يضرب الضيوف في مقتل في الشوط الثاني وينهي المباراة في 6 دقائق ويُلحق بمورينيو هزيمة ثقيلة تزيد من جراحه وجراح فريقه وتعطي للسيتيزنز أسبقية «5» نقاط على حامل لقب الموسم الماضي في جدول الترتيب.

بكل تأكيد نتيجة يوم الأحد لا تعني حسم اللقب، لكن لو استمر مانشستر سيتي على هذا الأداء، أستمر فينسينت كومباني بتقديم هذا الأداء الكبير الذي أعاد لأذهاننا دوره الكبير في موسم 2011/2012، أستمر أجويرو وسيلفا وكولاروف وباقي الفريق بتقديم هذه المستويات، مانشستر سيتي وبدون أي شك، سيكون المرشح الأبرز للفوز بلقب البرميرليج.

3- تغيير القيادة الفنية في ليستر سيتي لم يغير من إنتفاضة الفريق


عندما انتهى موسم 14/15، كان فريق ليستر سيتي قد حقق واحدة من أبرز سيناريوهات «الهروب من الهبوط» بتحقيقه لـ7 إنتصارات في آخر 9 مباريات، وضح وقتها على الفريق القوة والإنسجام بين عناصره بداية من حارس المرمى ونهاية بخط الهجوم، ووصل نايجل بيرسون (مدرب الفريق وقتها) لأفضل وأعلى مستويات الفريق على الإطلاق.

مع تغيير القيادة الفنية خلال الصيف الحالي واستقدام الخبير الإيطالي كلاوديو رانيري، لم يقلل هذا أو يضعف من صحوة الفريق القوية، رانيري هو الأخر لم يغير كثيرًا في شكل الفريق على الرغم من إستقدام النادي لأكثر من 5 عناصر جديدة، لم يستخدم منها رانييري بعد سوى المهاجم الياباني شينجي أوكازاكي الذي يجاور المهاجم جيمي فاردي في هجوم الفريق في الموسم الحالي.

نجوم ليستر الموسم الماضي وبالأخص في فترة نهاية الموسم الماضي استمروا في تقديم أداء قوي مع إضافة الياباني أوكازاكي وتعويض رحيل إستبان كامبياسو بالبديل درينكووتر، ليستر سيتي أسقط خصميه، سندرلاند ووستهام يونايتد، وقدم أداء متميز بقيادة محرز وألبرايتون وفاردي وأوكازاكي.

ليستر سيتي مستمر في تقديم أداء قوي وهو حالياً برصيد 100% نقاط من المباراتين التي لعبهما في بداية الموسم، متساوياً بنفس النقاط مع ليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي.

بكل تأكيد ليستر ليس منافس على اللقب وهذا ما أكده المدرب رانيري بعد مباراة وستهام يونايتد، لكن ليستر سيحاول أن يقدم وجه جديد ومُغايير هذا الموسم مستغلاً إنتفاضة نهاية الموسم الماضي والتي استكملها في بداية هذا الموسم، وعلى ما يبدو أن الإنتصارات المتتالية تعطي الفريق ثقة وإصرار أكثر على تقديم الأفضل في المباراة التالية، تبقى فقط معرفة قدرات والمدى الذي يستطيع «الثعالب» الوصول إليه هذا الموسم مع الإختبارات الكبيرة والمواجهات مع فرق القمة لتحديد مدى جدية وتطور الفريق.

4- تشيلسي في ورطة


5 أهداف في مباراتين، نقطة وحيدة، إستبدال قائد الفريق جون تيري بين الشوطين، ولأول مرة خلال القيادة الفنية لمورينيو مع تشيلسي في البرمييرليج، الفشل في التسديد على المرمى ضد مانشستر سيتي إلى الدقيقة 70 من زمن المباراة، تلقي هزيمة لأول مرة بالبريميرليج من أحد الفرق الكبرى بأنجلترا (ليفربول – أرسنال – مانشستر يونايتد – مانشستر سيتي) منذ عودة البرتغالي لقيادة الفريق في فترة ولايته الثانية.
تشيلسي فشل بالفوز بأول مباراتين من موسم الدوري الممتاز للمرة الأولى منذ 1998/99
.، وفشل بالفوز بأول 3 مباريات تنافسية من الموسم للمرة الأولى منذ 1995/96.

أضف لذلك أن الهزيمة التي تلقاها تشيلسي، في فترة ولاية مورينيو الثانية، بثلاثة أهداف نظيفة هي الأثقل من حيث فارق الأهداف، وذلك إذا أعتبرنا أن الهزيمة أمام ويست بروميتش في نهاية الموسم الماضي بنفس النتيجة، قد جائت في مباراة «تحصيل حاصل» بعد أن كان وقتها الفريق اللندني حسم لقب الدوري.

كل هذه عوامل ومؤشرات خطيرة ناحية حظوظ تشيلسي في المنافسة هذا الموسم، وهذا ما قالته التقارير الصحفية الأخيرة، أن إدارة النادي قد تحركت بالفعل لتدعيم صفوف الفريق بأكثر من صفقة،لتدعيم قائمة الفريق التي وضح عليها الكثير من المشاكل في كل الخطوط تقريبًا (عدا حراسة المرمى) .

تشيلسي بحاجة للدعم، ومورينيو بحاجة للتروي في تصريحاته والإقلال من الظهور الإعلامي الذي دائمًا ما يضخم من تصريحات البرتغالي والتي تخلق الكثير من الضغوطات على اللاعبين والفريق ككل.

5- أرسنال في حاجة لـ«سن» أنيابة الهجومية

33 فرصة ..أكبر رقم تم صناعته حتى اللحظة في البرميرليج، تم عن طريق لاعبي أرسنال.

هدفان.. كل ما سجله أرسنال من 33 فرصة أتيحت له أمام وست هام (فشل في التسجيل) وكريستال بالاس .

في مباراة الفريق في الجولة الأولى، وجد الفريق صعوبة كبيرة في إستغلال الفرص نتيجة الدفاع القوي الذي واجهة أمام الخصم اللندني العنيد، وستهام، وفشل في إختراق حصون ودفاعات المطارق مع تألق كبير للحارس أدريان.
لكن أمام الخصم اللندني الأخر، كريستال بالاس، تفنن لاعبوا أرسنال في إضاعة الفرص بشكل أثار غضب جماهير الفريق، الفريق لم يجد صعوبة في خلق الفرص بل وجد سهولة كبيرة أمام سرعة الإرتداد ودقة تمريرات لاعبي الوسط مع تقدم لاعبي الخصم ولعب مباراة مفتوحة وهجومية أمام خصم بحجم وقيمة أرسنال.
جيرو وسانشيز ورامسي أضاعوا العديد من الفرص السهلة التي لا تضيع، وهذا ليس بالشيء الجيد وخصوصاً أن كريستال بالاس ضغط الفريق في اللحظات الأخيرة من المباراة وكان من الممكن أن يعدل النتيجة ويزيد من جراح المدفعجية بعد الهزيمة في إفتتاح الموسم.

أرسين فينجر يمتلك مجموعة «موهوبة» من اللاعبين، لكنه يحتاج «حدة» في إنهاء الهجمات بشكل أفضل من ذلك إذا أراد الحصول على شىء في هذا الموسم، الفريق يحتاج لإضافة هجومية من أجل خلق المنافسة وإضفاء المزيد من التركيز بشكل أكبر على مستوى لاعبي التشكيل الأساسي، وذلك لإستغلال الفرص بشكل أكبر من قبل اللاعبين من أجل الحفاظ على مكانتهم ضمن الفريق بشكل أساسي.

6- عودة مايكل بالاك الإنجليزي


في الموسم الماضي وبعد إنتهاء مباراة كوينز بارك رينجرز ضد إيفرتون بملعب الأخير، خرج المدرب الأسباني روبرتو مارتينيز بعد المباراة يشيد بإمكانيات لاعبه روس باركلي وشبهة وقتها بالألماني الشهير «مايكل بالاك» .

تلك المباراة التي جرت في نهاية العام الماضي (ديسمبر 2014) وشهدت فوز التوفيز بثلاثية مقابل هدف، وشهدت هدف صاروخي لـ«بالاك» الإنجليزي، كان واحد من إجمالي هدفان سجلهما اللاعب خلال الموسم الماضي كله في البرميرليج.

كان موسم مخيب بأتم معنى الكلمة، لكن الأن وبعد مرور جولتين في البرميرليج للموسم الجديد، عادل روس باركلي إجمالي أهدافه الموسم الماضي حينما سجل هدف للمباراة الثانية على التوالي بمرمى ساوثهامبتون، ولم يكتفي بذلك، بل صنع هدف لزميله لوكاكو، لينجح لأول مرة في مسيرته بالبرميرليج من التسجيل وصناعة الأهداف في نفس المباراة.

روس باركي من المواهب الإنجليزية التي ينتظرها الكثير في المستقبل، ويعول عليه الكثيرون في انجلترا ليكون نجم كبير في المستقبل على خطى النجوم الكبار أمثال فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وبول سكولز، وقطعاً اللاعب يمتلك الموهبة والإمكانيات، لكن لابد من رعايته بشكل جيد «فنياً» ومعاملته بشكل لاعب صاعد وليس نجم أوحد حتى لا يفقد موهبته وتركيزه في الملعب من جراء الثقة الكبيرة والإهتمام الضخم الذي يتلقاه إعلاميًا، فكم من اسم ولاعب إنجليزي موهوب، فشلوا فشل ذريع بسبب ذلك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية