x

درية شرف الدين حكاية مريم (2) درية شرف الدين الثلاثاء 18-08-2015 21:27


عندما كتبت عن مريم تلميذة الثانوية العامة المتفوقة من الابتدائى حتى السنة الثانية الثانوية وحصولها المفاجئ والمباغت على صفر فى امتحان الثانوية العامة تحدّث إلىّ الكثيرون يطلبون وبإلحاح معاودة الكتابة عنها وعن مأساة رسوبها بصفر كبير غير مبرر وعن إمكانية ضياع قضيتها وسط ركام المشاكل والشكاوى والقضايا التى تخص الكثير من المصريين وفوجئت بنحو ثمانية آلاف شخص يسطرون تعليقاتهم على موقع واحد من مواقع التواصل الاجتماعى تعليقا على ما كتبته يؤكدون إيمانهم بعدالة قضية مريم وشعورهم بظلم كبير وقع عليها وأطاح بها من بين ناجحى الثانوية العامة، إحساس عام جارف يقف إلى جوار مريم يستند على سابق تفوقها ومقدار الألم الذى يكسو كلماتها البسيطة والحالة التى تبدو عليها وهى لا حول لها ولا قوة.

مريم بعثت برسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعى قالت فيها: يا سيادة الرئيس إن أبى متوفَّى وأنا معتبراك أبويا وأكيد أى ابن بيطلب حاجة من أبوه بيردها له وباكتب وأنا واثقة إنك حترد لى حقى، ولو أنصفتنى حتنصف مصر كلها. كلمات بسيطة تطلب فيها النجدة.

وما يعتبر أوراق إجابات مريم التى تنكرها انتقلت الآن بالطبع إلى نيابة أسيوط حيث قدمت مريم بنفسها طلبا للتحقيق وكنت قد عرضت فى كلمتى السابقة عنها فكرة مراجعة أوراق ولو مادة واحدة فى كنترول أسيوط ولمن حصل فقط على أكثر من 90% فى المادة باعتبارها طالبة متفوقة فربما تتبين مريم خطها الحقيقى وأوراق إجاباتها الأصلية ومادة واحدة إن كشفت جديداً ستستدعى بقية المواد ونعرف من خلالها أين ذهبت أوراق إجاباتها الأصلية ولمن، وأخشى الآن أن تلك الأوراق الأصلية تكون قد اختفت بفعل فاعل يخشى الاستدلال على جريمته، على كل حال أعرف أن كثيرين بحكم الخبرة والتخصص فى مجال الامتحانات وأعمال الكونترول يملكون طرقاً كثيرة لكشف لغز حصول مريم على لا شىء فى الثانوية العامة.

معالى وزير التعليم: ربما دلّك قلبك وأبوّتك لتلاميذك وقبل الشؤون القانونية بوزارة التعليم التى أمرتم بتحويل أوراق مريم إليها وأفادت بأن دبابيس أوراقها لم تستبدل وأنها تستحق الصفر، ربما دلّك قلبك كأب ووزير مسؤول إلى غرابة حكاية هذه الفتاة وإلى عدالة قضيتها، صحيح أن الموضوع الآن فى يد النيابة العامة لكن معاونيك من المخلصين والمتخصصين يمكنهم كشف لغز حكاية مريم وتقديمه كقرينة للنيابة العامة، قرينة تنقذ مستقبل طالبة تقول للسيد الرئيس: لو أنصفتنى حتنصف مصر كلها، هكذا تنظر تلك الفتاة الصغيرة إلى نفسها وإلى مشكلتها، ضاقت بها الدنيا، ونحن معها نريد أن نشهد فى هذا العهد الجديد لبلدنا كيف نضرب بيد من حديد بؤر الفساد والإفساد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية