شهدت دور العرض السينمائية تراجعا كبيرا في الإيرادات والإقبال على مشاهدة الأفلام خلال الأسبوعين الماضيين، بشكل لم تشهده السينما المصرية من قبل. ووصلت نسبة التراجع إلى نحو 70% مقارنة بما حققته دور العرض قبل 3 أسابيع، وأرجع كثير من المنتجين ومصادر بغرفة صناعة السينما السبب إلى موجة الحر الشديدة التي تتعرض لها البلاد منذ بداية أغسطس، وكانت نتيجتها خلو دور العرض في معظم أنحاء الجمهورية، وهو ما كبّد المنتجين وأصحاب دور العرض السينمائى خسائر ضخمة، بل وتسبب في خروج كثير من الأفلام من المنافسة ووقف عرضها.
قال المنتج أحمد السبكى إن موجة الحر كان لها تأثير سلبى كبير على إيرادات الأفلام بنسبة تراجع تجاوزت 70%، ورغم أن فيلمه «شد أجزاء»، بطولة محمد رمضان، وإخراج حسين المنياوى، وتأليف محمد سليمان عبدالملك، حقق على مدار 3 أسابيع نحو 18 مليون جنيه، إلا أنه لم يستطع تحقيق إيرادات جيدة الأسبوع الماضى.
وتابع السبكى: «بالنسبة لفيلمى (حياتى مبهدلة)، بطولة محمد سعد، وإخراج شادى على، الذي واجه مشكلة ضخمة بسبب عدم تحقيقه مبالغ جيدة، مما اضطر بعض ملاك دور العرض لطلب رفعه، لكنه مازال مستمرا بقرار من غرفة صناعة السينما، لكن السينما بشكل عام «حالها واقف»، والجمهور أصبح «بيتوتياً»، يُفضل عدم مغادرة المنزل أو التوجه للمدن الساحلية بحثًا عن نسمة هواء، وأتمنى أن يتحسن الطقس لكى نتجاوز هذه الأزمة.
وقال المخرج والمنتج طارق العريان إن الحر القاتل أثّر بشكل ملحوظ على إيرادات فيلمه «ولاد رزق»، بطولة عمرو يوسف وأحمد عز وأحمد الفيشاوى، بنسبة تصل إلى 20%، مشيرا إلى أنه حقق الأسبوع الماضى ما يقرب من مليون و800 ألف جنيه، مؤكدًا أن معظم الإيرادات تتحقق في نهاية الأسبوع مع العطلة، وأن تراجع الإيرادات متوقع، وستقل أكثر بسبب خروج الجمهور من القاهرة.
وقال عبدالجليل حسن، مدير الشركة العربية للتوزيع، إن الإيرادات تراجعت بشكل كبير، خاصة في الحفلات النهارية، مؤكدا أن حفلتى السهرة تحققان بعض المبالغ، لكنها ليست بنفس المقاييس الطبيعية التي بدأت بها الأفلام مع عرضها في عيد الفطر.
وأضاف أن مصر للمرة الأولى تتعرض لهذه الموجة من الحر الشديد، والتى تسببت في خسارة الأفلام أكثر من 60% من إيراداتها خلال 10 أيام.
ولفت الناقد الفنى طارق الشناوى إلى أن أكثر شىء كان يؤثر على الإيرادات السينمائية هو الخوف والتراجع الأمنى، وهو ما حدث بعد ثورة 25 يناير، ورفض أن ينسب تراجع الإيرادات لموجة الحر فقط، مؤكدًا أن 90% من الأفلام فقدت القدرة على الجذب الجماهيرى.
وأضاف أن هذا التراجع في حجم الإيرادات لم يحدث في تاريخ السينما المصرية، متعجبًا من أن الحر من المفترض أن يكون دافعا إيجابيا للذهاب للسينما لكونها مكيفة.
وأوضح أن الأفلام بعد مرور شهر على عرضها فقدت جاذبيتها، ووصف المرحلة التي تعيشها حاليًا بالانطفاء الرقمى في علاقتها بالجمهور، وتعانى حالة من الخفوت لدرجة رفع 3 أعمال من السينما وهى «نوم التلات» لهانى رمزى، و«سكر مر» للمخرج هانى خليفة، ومازال «حياتى متبهدلة» يصارع، ولكن لا تظلموا الحر، نعم هو جزء من المشكلة لكنه لا يتحملها بمفرده.
وقال شريف مندور، نائب غرفة صناعة السينما، إن الحفلات النهارية لا تعمل بشكل جيد، وهو الوضع الطبيعى في الصيف، مؤكدًا أن فيلم «حياتى مبهدلة» لمحمد سعد كان يعانى من مشكلة في بعض دور العرض والغرفة تدخلت لاستمراره، لكونه يحقق إيرادات ضعيفة، وأن الغرفة اتخذت قرارا بعودة قانون «الهولد أوفر»، وهو عبارة عن رقم يتفق عليه منتج الفيلم ومالك دور العرض، إذا حققه العمل يستمر في العرض، وإذا لم يحققه فمن حق الطرف الآخر رفعه واستبداله.