استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، عددا من المفتين وكبار علماء الدين المشاركين في المؤتمر العالمي، الذي تنظمه دار الإفتاء بعنوان «الفتوى: إشكاليات الواقع وآليات المستقبل، في حضور الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور أسامة الأزهري، عضو المجلس التخصصي لتنمية المجتمع التابع لرئاسة الجمهورية.
ضمت قائمة الحضور رئيس جزر المالديف السابق، ومستشار الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية، وإمام المسجد الحرام، ولفيف من وزراء الأوقاف والشؤون الدينية بالدول العربية والإسلامية.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أشار إلى التشويه الذي تتعرض له صورة الإسلام جراء انتشار أعمال العنف وارتكاب أبشع جرائم القتل وتبرير ذلك باسم الدين، وهو براء من كل تلك الأفعال المحرمة، مؤكدا عظمة المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين ورجال الدين، خاصة في المرحلة الراهنة التي تشهد الكثير مما يطلقه البعض من فتاوى مغلوطة، تتسبب في إساءة بالغة للدين الإسلامي.
وشدد السيسي على أهمية تعظيم دور هيئات الإفتاء لتصبح المرجعية الوحيدة لإصدار الفتاوى، بما يساهم في تحقيق استقرار المجتمع ومواجهة الإشكاليات التي تواجه الفتاوى، وأهمها تدخل غير المتخصصين لإصدار الفتاوى، بما يؤدي إلى حدوث انقسامات مجتمعية تهدد أمن وسلامة المواطنين، وتؤثر سلبا على عمليات التنمية الجارية.
وأكد الرئيس أهمية توعية المسلمين بدورهم المحوري كسفراء لدينهم يعكسون قيمه السمحة المعتدلة في التعامل بينهم ومع غير المسلمين.
واستمع السيسي إلى عدد من مداخلات الحاضرين، الذين أشادوا بالقيادة السياسية الحكيمة لمصر، والتي عكست حرصا حقيقيا على مصلحة الشعب المصري وحقن دمائه وتجنيبه مصيرا مجهولا، وتسعى بدأب من أجل التعمير والبناء وإرساء قيم الحق والخير، وتحقيق التنمية الشاملة عبر عدد من المشروعات العملاقة، ومن بينها مشروع قناة السويس الجديدة.
وأكد الحاضرون أن المؤتمر يهدف إلى التصدي لفوضى الإفتاء وعدم السماح لغير المتخصصين من العلماء بإصدار الفتاوى، فضلا عن عدم استغلال الدين من بعض الجماعات أو القوى السياسية للتأثير على المواطنين.
وأشار الحضور إلى أهمية التصدي لمشكلة انضمام المقاتلين الأجانب إلى صفوف الجماعات الإرهابية المتواجدة في بعض دول المنطقة، حيث يتم الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لاستقطابهم، خاصة أن عددا منهم حديثي عهد بالإسلام، ومن ثم فإن هناك مسؤولية تقع على عاتق علماء الدين لتعريفهم بالقيم الحقيقية للإسلام، والتي تتنافى تماما مع أعمال العنف والتخريب.
وأكد الرئيس أهمية التحرك المبكر لدرء أخطار فكر التطرف والإرهاب عن المجتمعات الإسلامية، دون انتظار لاستشراء هذا الفكر داخل تلك المجتمعات، مشددا على أن يتم هذا التصدي بتجرد كامل لله عز وجل ولصالح الدين الحنيف.
وأشار السيسي إلى أن تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة، يعد مهمة أساسية تتكامل فيها جهود كل علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ، للتصدي للرؤى المغلوطة والمشوشة التي تدعي خلافا للحقيقة أن الدعوة لتصويب الخطاب الديني تنطوي على مخالفة لثوابت الدين والشريعة، وهو الأمر الذي يتنافى تماما مع الواقع، ويتطلب دورا فاعلا وجهدا مضاعفا من علماء الإفتاء لإيضاح الحقائق للمسلمين، وفقا لمنهج الله عز وجل المنصوص عليه في القرآن الكريم والوارد بالسنة النبوية المطهرة، ودون المساس بثوابت الدين والعقيدة.