x

نيوتن رؤساء مصر بين النتائج والشخصنة نيوتن الأحد 16-08-2015 21:20


سأبدأ برسالة د. يحيى نور الدين طراف– معلقاً على مقالة «أنواع الشجاعة».

■ ■ ■

ليت مبارك كان لديه قبس من شجاعة عبدالناصر الأدبية وبعض مضائها، فلم تأخذه العزة بالإثم، ولم يستكبر على نفسه أن يخطئ، ولم يتماد فى تبرير انحرافه عن الحق، فوقف شامخاً واثقاً من نفسه، وقال نعم أخطأت وأعتذر، إذن لتغير رسم التاريخ. لكن مبارك أخذته العزة بالإثم، ولم يقر بالخطأ ولم يعتذر عنه للشعب، لأنه لم يكن لديه من شموخ القائد ولا شجاعته الأدبية نصيب، فأبى إلا أن يواجه شعبه خلال محاكمتيه الطويلتين الممتدتين مختفيا وراء نظارته السوداء مستلقيا على ظهره، لم نسمع منه سوى كلمة أفندم أو موجود، رداً على نداء القاضى، وهو الذى كان على مدى ثلاثين سنة لا يعجزه لسانه فى الكلام والسرد والتنكيت والتبكيت خلال الخطب والتصريحات.

ما ظلم مباركاً أحد إلا مبارك نفسه، ولو أنه تحامل ووقف على قدميه وخاطب شعبه من داخل قفصه معتذراً عما يكون قد سببه له، لحاز الاحترام الواجب للزعماء والقادة، لكن أبى إلا أن يشيع نفسه فى تاريخ مصر مذموماً مدحوراً.

د. يحيى نور الدين طراف

■ ■ ■

رد نيوتن:

يؤلمنى جداً أن يشار إلى رئيس مصر السابق «بالرئيس المخلوع». أولاً فأياً كان. رئيس مصر. الذى حكم مصر من أجل مصر. لا من أجل عصابة. لا من أجل فريق. يجب أن ينال كل الاحترام. أما عن فترة حكمه. التى أدت إلى نتائج واقعية محددة. فيجب أن تؤخذ هذه النتائج بالتحليل والتدقيق. حتى لا تتكرر الأخطاء. حتى نتفاداها. أخطاء عبدالناصر- أخطاء السادات- أخطاء مبارك. تحليل وتدقيق علمى بعيد عن الشخصنة والتجريح. هذه هى الإيجابية بمنتهى الأمانة والبساطة والشفافية. هكذا تكون المسؤولية عن الأجيال. القادمة.

أنا للأمانة لا أملك إلا أن أحب عبدالناصر. كشخص. كنموذج للرجل المصرى المحترم. أما أخطاؤه وكبواته. علينا تحليلها. حتى لا تتكرر. إليك مثلاً. علينا أن نحلل نتائج مشروع مديرية التحرير. حتى لا يأتى الرئيس السيسى بكل حسن نية ويبدأ فى مشروع المليون فدان. فى رأيى أنه أشد فتكاً من مديرية التحرير. علينا أن نحلل نتائج دخول الدولة فى عمل القطاع الخاص ونتائجه. لنتفادى دخولها مرة أخرى تحت أى مسمى آخر.

السادات استعان بالإخوان. هذا خطأ. بعده يجب استبعاد أى فريق يتخذ الدين ستاراً للعمل السياسى. سواء كان سلفيين أو حزب وسط أو غيره.

لنراجع كيف ترك مبارك دعم الطاقة. للتصاعد إلى ما يقارب الـ200 مليار جنيه. فلنضع جدولًا لتصويب هذا الخطأ. يعلن الجدول على كل المصريين.

حنانيك يا أخى.

أنت تقارن بين عبدالناصر فى خطاب التنحى. وهو فى آخر الأربعينيات من عمره. حراً طليقاً. بمبارك فى الثمانينيات من عمره. وهو نجم من أبطال حرب 73. مقبوضاً عليه. متهماً بالقتل. الاستيلاء. وغيره من التهم. هل كان مطلوباً منه أن يقف ويعترف أمام المحكمة.

أنا هنا أتحدث عن أعمال. لا عن أشخاص. عن تصويب أخطاء لا عن تقويم أفراد. لنتناول فترات الحكم جميعاً. التى دفعنا ثمنها جميعاً. لنتعظ مما تورطنا فيه. ونتقى شره حتى لا يتكرر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية