x

«راندا عبدالفتاح»: رواياتى نجحت لأن الغرب متعطش لمعرفة العرب والإسلام

الخميس 20-05-2010 14:08 | كتب: سها السمان |
تصوير : اخبار

تحاول الكاتبة الأسترالية - فلسطينية الأصل «راندا عبدالفتاح» كسر موجة روايات السحر والخيال الموجهة للشباب فى كل أنحاء العالم بروايات ذات طبيعة مختلفة، تخترق مشاكل وصعوبات شباب المراهقين العرب المسلمين المقيمين فى دول الغرب، وتنقل إحساسهم بحالة التشتت والبحث عن هويتهم وسط مجتمع ينظر للعرب باعتبارهم المجهول، وتسعى راندا إلى تحقيق المعادلة بتقديم روايات تجمع بين التشويق والتعبير بصدق عن مشاعرالمراهقين بعيداً عن جنسيتهم.

قدمت راندا روايتين فى هذا الإطارdoes my head look big in this، أو هل يبدو رأسى كبيراً فى هذا، حول الصعوبات التى تواجه بطلة الرواية أمل -11 سنة- عندما تقرر ارتداء الحجاب ومواجهة المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والثقافة العربية فى أستراليا، وحصلت الرواية على جائزة كتاب العام فى أستراليا عام 2006، أما الروايــة الثانيـة 10 things I hate about me، أو عشرة أشياء أكرهها فى نفسى، فتدور حول إنكار جميلة -13 سنة- هويتها اللبنانية بسبب نظرة زملائها الغربيين للعرب باعتبارهم إرهابيين، وخلال الأيام الماضية احتفلت راندا فى القاهرة بصدور الطبعة العربية من روايتها الثالثة «حينما كان للشوارع أسماء» (Where a street has a name)، التى وصلت للقائمة القصيرة لجوائز أديلاند للآداب، كما حصلت راندا على جائزة كاثلين ميتشل للتميز التى تمنح للكتاب تحت سن 30 سنة.. «المصرى اليوم» التقت راندا وأجرت معها هذا الحوار.

■ لماذا فكرت فى كتابة روايات عن حياة المراهقين العرب المسلمين فى الخارج؟

- ولدت وعشت طوال حياتى فى أستراليا، لكنى مولودة لأب فلسطينى وأم مصرية، وكنت أحيانا أشعر أننى فى مجتمع غريب، خاصة فى فترة المراهقة، واجهت مواقف كان يصعب على فيها تحديد هويتى، بالطبع هى ليست مشاكل ضخمة لكن وقتها وفى السن الصغيرة كانت كبيرة بالنسبة لى، وكانت نظرة الناس إلى هويتى تجرحنى، خاصة مع الصورة السلبية عن العرب والمسلمين، فالنظرة العامة عنا فى الغرب هى أننا إما رجال إرهابيون، أو نساء ضحايا يبكين دائما، لذلك كنت أريد تقديم قصص من واقع حياة الشباب العربى المسلم فى الخارج.

■ ومع هذه النظرة السلبية تجاه العرب هل واجهت صعوبة فى نشر روايات للمراهقين شخصياتها الرئيسية من المسلمين؟

- أعتقد أن تجربتى فى هذا الشأن مذهلة، إذ ساهمت علاقاتى الجيدة مع دور النشر الأسترالية فى نشر كتابى، لكن الأهم أن لديهم الآن حالة من التعطش لمعرفة الإسلام والعرب، وبالفعل حصلت الكتب على عدد من الجوائز الأدبية، وسافرت فى عدة جولات فى أوروبا كمتحدثة فى محاضرات حول الهوية العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية، خاصة أننى أعمل فى المجلس الإسلامى بمدينة فيكتوريا، وعضو فى الحركة الدولية من أجل السلام والعدل فى فلسطين، ما أتاح لى معرفة كبيرة بأبرز القضايا العربية والإسلامية.

■ فى أحدث أعمالك «حينما كان للشوارع أسماء»، لماذا انتقلت إلى قضية ومكان آخر، حيث تدور الأحداث داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة؟

- لدى اعتقاد بأنه إذا أردت أن تنشر فكرة أو تغير اعتقادا يجب أن نبدأ بالأطفال والشباب، وكنت أريد لفت الانتباه إلى الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، وفكرت أننى إذا كتبت عن العدل والحق فى الأرض لن يلتفت إلى الموضوع أحد، فكرت فى موضوع إنسانى من خلال قصة «حياة» التى تعيش وسط استعدادات أختها للزواج بينما السلطات الإسرائيلية تفرض حظر التجوال، وعلاقتها الجميلة مع جدتها التى تحكى دوما عن حياتها فى القدس وتحلم بيوم تلمس فيه تراب فلسطين قبل موتها، ورغم أن عمر حياة 13 سنة لكنها تحاول تحقيق أمنية جدتها وعبور عشرات الحواجز الأمنية حتى تصل للقدس، وبدلا من الحديث المباشر عن الاحتلال والدمار ركزت على التفاصيل الإنسانية حتى يعرف العالم أن هناك بشرا يعيشون فى فلسطين لديهم كل مشاعر البشر الطبيعيين لكنهم يعيشون حياتهم تحت الاحتلال.

■ كيف استطعت التعبير عن الحياة تحت الاحتلال وأنت لم تعيشيها شخصيا؟

- قمت بزيارة واحدة لفلسطين عام 2000 لكن ما شاهدته وقتها كان كافيا لأشعر بما أكتبه، كما قمت بعدد من الأبحاث والقراءات حول الحياة داخل الأراضى المحتلة، وكنت أثناء الكتابة أضع نفسى فى جو عربى: أملأ المكتب بصور من فلسطين واستمع لموسيقى عربية حتى أصنع حالة وجدانية مع هذا المكان.

■ حياة» بطلة العمل عمرها 13 سنة لكن الشخصية ظهرت أكبر من سنها؟

- فى هذه المسألة نحن لا نقدر أطفال فلسطين حق قدرهم، فترة الطفولة لديهم قصيرة وهم يكبرون قبل الأوان، فهم يعيشون أحداثا أكبر من عمرهم، ومن الطبيعى أن تكون قدرتهم على فهم الآخرين والتعامل معهم أكبر من غيرهم من الأطفال المرفهين فى أى مجتمع آخر.

■ هل تعمدت إظهار الديانة المسيحية لشخصية «سامى» فى الرواية؟

- نعم، لأن الغرب يعتقد أن الصراع فى فلسطين صراع طائفى بين المسلمين واليهود لمجرد أن الفلسطينيين مسلمون، وكان من المهم فى الرواية توضيح أن الصراع هناك على الأرض وليس صراعا دينيا، الفلسطينيون المسلمون والمسيحيون فى جانب ضد الإسرائيليين فى الجانب الآخر، بل تعمدت فى الرواية أن يعانى «سامى» أكثر فالاسرائيليون قتلوا والدته واعتقلوا والده، لذلك كان أكثر تشدداً فى أفكاره تجاه الإسرائيليين.

■ ظهرت فى الرواية شخصيات من دعاة السلام فى إسرائيل، وكان لهم دور محورى فى الأحداث، فهل تعتقدين أن بمقدورهم القيام بهذا الدور على أرض الواقع؟

- عدد نشطاء السلام فى ازدياد مستمر داخل إسرائيل، وأردت إبراز دورهم، لأنه مهم جداً خاصة فى الغرب، ففكرة وقوفهم أمام حكوماتهم للتنديد بالاحتلال لها تأثير أقوى فى الغرب ودور كبير فى الضغط على الحكومة الإسرائيلية.

■ لكن شخصية السائق الإسرائيلى الذى ساعد «حياة» فى الوصول للقدس والعودة لمنزلها ليست من دعاة السلام؟

- بالمناسبة هذه الشخصية تحديداً حقيقية، وهو شخص يساعد الفلسطينيين فى الوصول للقدس، والفكرة أنه ليس كل الإسرائيليين يساندون الاحتلال، بل إن بعضهم يحاول المساعدة بطريقته.

■ هل واجهت صعوبة فى المزج بين الأحداث الحقيقية للصراع العربى - الإسرائيلى وأحداث الرواية؟

- تطلب الأمر بعض المجهود لتبسيط الأمور لأن القصة موجهة للشباب الصغير، ولكن دون الإخلال بالأحداث التاريخية أو بأحداث الرواية المتخيلة.

■ هل تنوين الاستمرار فى هذا الاتجاه فى مشاريعك الروائية المقبلة؟

- نعم، لكن بشكل غير مباشر فالاتفاق الآن بينى وبين الناشر هو تقديم 3 كتب تظهر خلالها شخصيات عربية ومسلمة، ولكن ليست لديها مشاكل بل تظهر وكأنها جزء من نسيج المجتمع سواء فى أوروبا أو أستراليا

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية