صدمة كبرى.. آخر اثنين يمكن توقيفهما توفيق عكاشة وأحمد موسى.. شئت أم أبيت، سيقال وراءهما الدولة.. يتكلم باسمها ويسكت باسمها.. موسى نفد من أحكام بالحبس.. عكاشة تم عكشه فجراً.. قبلها بيومين كان يقدم كفنه للإخوان، فنابت عنهم الداخلية.. توفيق عكاشة ناظر مدرسة في الإعلام.. اسمها المدرسة العكاشية.. فمن أراد أن يغلق هذه المدرسة، ويسدل عليها الستار بالقوة الجبرية؟!
السؤال: لماذا «عكشوه»؟.. ماذا فعل فجأة؟.. هل تنفيذ الأحكام استيقظت أمس؟.. الداخلية قالت عليه أحكام منذ أربع سنوات.. فمن أيقظ الداخلية الآن؟.. هل لأن عكاشة وجه نقداً لاذعاً لوزير الداخلية؟.. أم أن الدولة تعمل بحياد شديد؟.. هل يمكن اعتبار القبض على عكاشة سياسياً أم جنائياً؟.. ألم يكن عكاشة أحد رموز ثورة 30 يونيو كما يقول؟.. ألم يكن مدعواً في كل مناسبات الدولة تقريباً؟.. جرى إيه؟!
طبعاً لا أريد تقييد حرية موسى ولا عكاشة.. كلاهما صديق، وكلاهما له طريقته في حب مصر.. فقط أرصد ظاهرة تم احتسابها على الدولة طوال الوقت.. عكاشة كان يدير المظاهرات، ويدعو لها، ويرفعه المتظاهرون على الأعناق.. بالأمس كان بعضهم يردد هتافات أيضاً من عينة «يا عكاشة جرا إيه جرا إيه؟ هو عكاشة عمل إيه؟.. بالروح بالدم نفديك يا عكاشة».. لم تهتف الجماهير لأحد قبل عكاشة!
من المؤكد أن الداخلية راجعت نفسها، في القبض على توفيق عكاشة، ألف مرة.. من المؤكد أنها اختارت التوقيت.. الفجر كان توقيتاً غريباً ودرامياً.. معلومة: توفيق عنده حراسة من الداخلية نفسها.. كان ممكن تقبض عليه الظهر.. وهو رايح القناة.. كان ممكن الصبح ليعرض مباشرة على النيابة، ولا يبيت حتى السبت.. فيه إيه؟.. هل هي تمثيلية؟.. هل يعود عكاشة بعد كعب داير؟.. أم أن دوره انتهى للأبد؟!
القبض على عكاشة هو الخبر الأعلى قراءة.. لكنى لا أفهم دلالة القبض على توفيق عكاشة، في ذكرى فض رابعة والنهضة.. ليه؟.. ما العلاقة؟.. هل كانت أجهزة الأمن عندها وقت، وهى التي كانت في حالة استنفار، لمواجهة أي احتمالات في ذكرى رابعة؟.. التوقيت لا يمكن إغفاله بأى حال.. الأمن لا يعمل بطريقة جهجهونية.. هل إسكات توفيق عكاشة مقصود؟.. هل الدور سيأتى على آخرين بعد عكاشة؟!
قناة الفراعين اسودت هذه المرة، ليس تعاطفاً مع الشهداء، وإنما تعاطفاً مع ناظر المدرسة نفسه.. «عكاشة» انهزم يا رجالة.. فعلاً المتغطى بالدولة عريان.. لا تحمى أحداً.. تستغل الأوراق بطريقتها، إذا أدت دورها حرقتها.. الإخوان أيضاً يفعلون ذلك.. يلعبون بطريقة الدولة.. هما وجهان لعملة واحدة.. يقال الآن إن عكاشة تجاوز الخطوط الحمراء.. ويقال إن حبسه للتهدئة في الفترة القادمة، للصلح مع الإخوان!
اعكشوه كما شئتم، لكن قولوا لنا الحقيقة وحدها.. قدموا مبررات نقبلها.. ألستم من كان يفرح بكل رسالة يذيعها؟.. ألستم من كان يسعد بتجييش جيوش المتظاهرين؟.. ألستم من كنتم تعطونه المواد التليفزيونية ليبثها؟.. ألستم من قمتم بحمايته وتوفير الحراسة الميرى؟.. فماذا جرى؟.. لماذا قررتم أن «تعكشوه» الآن؟!