x

رفعت السعيد إلى الرئيس السيسى.. فلنبنِ ألف مدرسة فى عام رفعت السعيد الجمعة 14-08-2015 21:17


ويبدو الاقتراح طموحاً، تماما كقناة السويس الجديدة. لكنه قابل للتنفيذ تماماً كما فعلنا معها. والحلم الذى سنحققه حتما إن حاولنا من الآن، وهو أن نبنى لمصر ألف مدرسة حديثة، متسعة، عصرية، وفوراً. وأنا لست خبيراً فى استخدام الأرقام ولكن ببساطة أقول لدينا أربعة آلاف قرية فلنبن مدرسة لكل أربع قرى. والمدرسة التى أحلم بها مشتركة بنات وبنين. حديثة تستخدم أرقى آليات التعليم. متسعة بمعنى أن تضم مدرسة ابتدائى، إعدادى، ثانوى مع إمكانية لإضافة مدرسة للتعليم الفنى ما بعد الإعدادى صناعى، أو زراعى، أو هما معا. وبمعنى أن تضم ملاعب رياضية ومساحة كافية للتلاميذ فى فترات الفسحة. والمدرسة التى أحلم بها تمتاز بأنها مشروع محلى.

فمشروع القناة الجديدة على عظمته إلا أنه تطلب من العاملين فيه أن يذهبوا إليه، يغتربوا ولابد من تدبير مسكن ومطعم واستراحات للعاملين. بهذا المشروع المقترح نحن نذهب إلى المواطن فى قريته، وتماما كما فعلنا فى المشروع السابق يُفتح باب الاكتتاب ويكون أما محليا أو عاما. فستون ملياراً تكفى وتزيد لبناء ألف مدرسة وبعضها يمكن أن يأتى محليا حيث تتنافس القرى الأربع فتكون المدرسة للقرية التى توفر أرضاً أفضل أو تجمع تبرعات أكثر أو تقيم طرقاً حديثة تربطها بالقرى الثلاث الأخرى أو تدبر تكاليف البنية التحتية؛ مياه، صرف صحى، كهرباء، وغاز إن أمكن. وإذ نذهب بالمشروع إلى السكان المحليين يكون بالإمكان توفير عملية التشغيل محليا فيعمل المواطن بنفسه لنفسه ولأولاده وأحفاده. ويمكن أن يكون بعض العمل تطوعيا وتشرف على كل هذه الترتيبات لجنة شعبية بممثلين للقرى الأربع وبإشراف الجهة الإدارية التى يجب أن نلهمها قيمة المنافسة الإيجابية. فالمحافظة الأكثر تفوقا هى التى ستنظم عمليات التبرع والبناء والتشغيل بصورة أفضل وأكثر نجاحاًُ وأقل تكلفة وأسرع تنفيذا. والمدة المحددة تأتى فى خطاب رئاسى بدعوة تستند إلى إلهام وطاقة الحماس المبدع القادر عليها الرئيس السيسى وهى عام، وإذا كنا سنبدأ فوراً فيكون التوقيت المحدد هو تسليم المدارس جاهزة مجهزة بمعداتها ومقاعدها وتجهيزاتها قبل العام الدراسى المقبل أى سبتمبر 2016 .

وفيما تقوم الحكومة بمشاريعها الأساسية؛ استثمارات منطقة القنال، تشغيل المصانع المعطلة، زراعة المليون فدان وغيرها، تكون الماكينة الشعبية المحلية منهمكة وبحماس فى بناء الألف مدرسة تمويلاً. وبناءً. وتجهيزاً. وترفيقاً. ويكون التنافس الإيجابى متقداً سواء على مستوى المحافظات أو المراكز أو القرى. وقد كررت كلمة «فوراً» عدة مرات عن عمد متعمد. فإذا كان كثير من الأثرياء لم يسهموا فى شراء سندات تمويل مشروع القناة الجديدة، وإذا كان الفقراء والمتوسطون هم الذين تحملوا العبء الأكبر فى التمويل بينما كبار المستثمرين كان كثيرون منهم يتأهبون فى شغف للاستثمار فى مشروع لم يسهموا فى بنائه للاستفادة المباشرة والعاجلة من جهد دفع الفقراء ومتوسطى الحال تمويله، وبذل العاملون والمهندسون من مدنيين وقوات مسلحة عرقهم وجهدهم وفكرهم فى تنفيذه، ثم ظهرت وجوه كثيرة فى الاحتفال بالافتتاح وهى تبتسم فى سعادة غامرة ليس من أجل انتصار الوطن والشعب والجيش فى تحقيق المعجزة وإنما لأن فرصة الاستثمار المجزى أتت إليهم جاهزة على أطباق ذهبية. وكلمة «فوراً» تأتى الآن فى فرصة لن تتكرر، فهؤلاء المرشحون الذين تكاثروا فى كل دائرة بالعشرات كثير منهم يمتلك الكثير، أو تمّول- أو بالدقة تسول- الكثير من أياد معادية .. ألم نقل أكثر من مرة إن لجنة الدستور لبستنا فى الحيط، عندما اكتفت بليبرالية عمياء توجست من تكرار الماضى وسيطرة الحاكم وتحكمه فى العمل التشريعى، ونسيت أو تناست أن معركتنا مع الإرهاب المتأسلم لم تزل مشتعلة ولم تزل تتواجه بنا مع خصوم دوليين لم يعجبهم من شعب مصر ثورة 30 يونيو وإقصاؤه حكم مكتب الإرشاد الإرهابى ولم يعجبهم من جيش مصر مساندته للشعب فى ثورته للإطاحة بالفاشية المرتدية ثياباً دينية. ولم يعجبهم من رئيس مصر المنتخب بأغلبية ساحقة إصراره على مواجهة المخطط الأمريكى. القطرى. الإيرانى. التركى للهيمنة على المنطقة وعلى تمزيقها إلى دويلات متصارعة على أساس مذهبى أو طائفى أو عرقى أو جميعها معا. فوجدوا فى انتخابات النواب فرصة تمويل بتلال من الأموال لإخوان ومتأخونين وكل قوى التأسلم السياسى مهما تبدّى تقلبهم وتلونهم المراوغ والمتخم بالكذب.. وهنا ولأن حكومتنا المسترخية فى مواجهة هذا التمويل الإجرامى الذى يسعى لمجلس يضم متأسلمين يطعنوننا فى الظهر ويعرقلون أى تشريعات إيجابية ويطعنون مسيرة السيسى الذى لا يريدونه .. وهنا تكون «فوراً «.. فنطلب من المرشحين جميعا وخاصة المتأسلمين وصبية المليارديرات التنافس فى التبرع لبناء هذه المدارس بأرض أو بمال أو بمعدات دون أن يكون التبرع سبيلاً لأى تدخل منهم فى المشروع.. وهكذا نتخذ من سلاح التمويل المعادى سلاحاً مضاداً نبنى به مستقبلا بلا تأسلم وبلا تآمر أجنبى.

والآن هل يمكن أن نبدأ. أنا أقول يجب أن نبدأ. لنقدم لمصر وللعالم نموذجاً جديداً رائعاً يوفر مستقبلاً أجمل وأرقى وأكثر عدلاً. فالخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم وطرق وغيرها هى جزء أساسى من العدل الاجتماعى. .

فيا سيادة الرئيس فقط نريد منك خطاباً يتزين بابتسامتك الواثقة وبثقتك الدافقة والقادرة على إلهام المواطنين فى أن يبدأوا فوراً. فألف مدرسة حديثة وعصرية سوف تغير وجه مصر ليكون أجمل وأرقى وأكثر إشراقاً .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية