تهدد خمسة بيوت نصف مهدمة فى منطقة «الجباسة» بمصر القديمة حياة 30 عائلة تسكن بيوتا مجاورة لها، ويعيش الأهالى وسط حالة من الرعب منذ 40 يوماً خوفاً من سقوط بقية المبانى الآيلة للسقوط فوق رؤوسهم كما حدث مع غيرهم فى الثالثة فجراً، مما أدى إلى إصابة 5 أشخاص، بينهم طفلان، بكسور وارتجاج فى المخ. «المصرى اليوم» انتقلت إلى المنطقة ورصدت معاناة السكان.
فى الطريق إلى شارع «الجباسة» وخلف سور مجرى العيون جلست حنان محمود وصديقتها أم نسمة تغسلان ملابس زوجيهما وأطفالهما فى إناء نحاسى قديم، قالت الأولى: «هنعمل إيه احنا خايفين ندخل البيت لأن البيت اللى جنبنا وقع نصه وممكن باقيه يقع فى أى وقت». وأضافتا: «احنا عايشين فى الشارع بنام كلنا فى أوضة تبرع بها الجيران أنا والعيال وجوزى وعائلة كمان».
ويقيم سكان ما وراء سور مجرى العيون فى بيوت تم بناؤها منذ العشرينيات من القرن الماضى حيث تسكن كل أسرة غرفة من البيت تحتوى على سرير يجاوره ثلاجة ومقعدان خشبيان أو «كنبة» وعليها يوضع موقد كيروسين للطهى ويشترك سكان البيت فى حمام واحد.
وقبل 40 يوماً انهارت 3 بيوت متجاورة فى المنطقة بشكل جزئى حيث انهار دور أو اثنان من الأدوار العلوية لهذه البيوت، وتبقت أجزاء معلقة فى الهواء تلاها بعد عدة أيام انهياران آخران مما يهدد حياة ساكنى البيوت الملاصقة لها الذين ينام بعضهم فى الشارع خوفاً من سقوط المنازل المنهارة فوقهم هم وأولادهم، مثل حسين محمد الذى لديه 4 بنات أصغرهن فى الخامسة عشرة من عمرها إلا أنه يضطر إلى أن ينام معهن فى الشارع بعيداً عن بيته حتى «لا تتكرر كارثة الدويقة مرة أخرى حيث ستقع البيوت بدلاً من الصخور فوق الأهالى» كما قال «حسين» لـ«المصرى اليوم».
وأمام أحد البيوت المنهارة وقف حسين نادى يقطع عدة عروق خشبية حتى يستخدمها فى دعم جدار أحد البيوت المنهارة «ولو مؤقتا» حتى لا يقع فوق طفل أو طفلة من أبناء الحارة وهم يلهون إلى جواره.
أما زينب نادى التى نجت من الموت بأعجوبة وأطفالها الثلاثة بعد أن انهار بيتهم فى الثالثة فجراً فقالت إنهم تقدموا ببلاغات إلى النائب العام يتهمون فيها موظفى حى مصر القديمة بالتسويف ومماطلتهم بعد أن قاموا بحصر المنازل المنهارة منذ 40 يوماً ولم يسكنوا الأهالى الذين انهارت بيوتهم فى منازل بديلة
كما أنها عندما قامت بالذهاب للحى وطلبت من رئيس الحى اللواء أحمد حسين التدخل لإنقاذهم حتى لا يموتوا من البرد بسبب معيشتهم فى الشارع أو من سقوط المنازل الآيلة للسقوط فوق رؤوسهم رد عليها: «هنعملكوا إيه موتوا ولا غوروا فى داهية».
أما سعيد أحمد إبراهيم فاتهم موظفى الحى بخداعه بأن جعلوه يوقع على إقرار بأن الحى غير مسؤول عن وفاته وأولاده وزوجته إذا نام فى بيته المجاور لأحد المنازل المهدمة فى الوقت الذى كان يعتقد أنه يوقع محضر تسلم شقة، كما قال له الموظف الذى قدم له الإقرار.
«المصرى اليوم» أجرت اتصالا باللواء أحمد حسين لسؤاله عن سبب تأخر حل مشكلة أهل «الجباسة» فرد بأن قرارات نقلهم إلى مساكن بديلة فى مدينة النهضة يجرى اعتمادها، مضيفاً بعنف: «كفاية كده مش هينفع نكمل فى التليفون»، وأغلق هاتفه.