x

المصور شوكان.. 730 يوما «بره الكادر»

الجمعة 14-08-2015 18:36 | كتب: عمر عبدالعزيز |
المصور الصحفي، شوكان المصور الصحفي، شوكان تصوير : آخرون

بين صالات تحرير لصحف ووكالات مصرية وعالمية، كان يتنقل حاملاً صورًا، منها ما كان لشوارع وميادين مصرية شهدت على اختلافها واختلاف أطراف اتخذت من أمتارها ساحة لمعارك واشتباكات، ثباته هو على هدفه، بنقل الصورة التي في سبيل الوصول للقطة متميزة لها لم يتوان عن التمركز خلف عدسة الكاميرا حتى في أصعب المعارك، إلى أن كانت تلك «الفاصلة»، التي زجت به خلف أسوار وحرمته من «سبب بلائه»، الكاميرا، لمدة عامين.

عامان، 730 يومًا، مر على المصور الصحفي محمود أبوزيد «شوكان»، منذ ذلك اليوم البعيد 14 اغسطس، الذي شهد محاولته تغطية فض قوات الأمن لاعتصام أنصار جماعة الإخوان في ميدان رابعة العدوية، ليسجن ويعيش بعدها بين قهرين، أولهما عتمة الزنزانة بلا جريرة يدان عليها، وثانيهما قهر الشوق للكاميرا.

في ذلك اليوم، 14 أغسطس، اتجه «شوكان» إلى الميدان الكائن في مدينة نصر، وربما قد راوده الخوف من رصاصة تخترق طيشًا جسده، أو شتت أزيز المروحيات والأصوات العالية والصراخ الخارج من وسط سحب الغاز المسيل للدموع انتباهه، لكن ما لم يخطر له ببال أثناء أدائه عمله، وما وقع له بالفعل، هو إلقاء القبض عليه برفقة صحفيين أجانب تم الإفراج عنهم بعد دونه هو الذي أصبح قانونًا «سجينًا احتياطيًا»، سجينًا لكن لم يمثل للتحقيق.

«اشتقت إلى الكاميرا، اشتقت إلى سبب بلائي ومصيبتي، اشتقت أن أمسكها بين يداي لأري الحياة بها ومن خلالها».. يكتب «شوكان» عن حنينه للكاميرا، بعد أن تجاوز 700 يوم داخل ما سماه «مقابر طرة»، التي قال عنها «أعيش هنا، وأعتقد أن هنا سيكون مثواي الأخير».. وهذه كلمات رسالة ضمن أخر خطها المصور السجين بيديه بحثًا عن تواصل مع عائلته وزملائه منذ أن تم القبض عليه.

اتهم «شوكان» وآخرين من الصحفيين والإعلاميين، منذ فض اعتصام رابعة العدوية، بـ«المشاركة في المظاهرات، والتحريض على العنف، والإخلال بالسلم العام، والتظاهر، ومقاومة السلطات»، هكذا تقول السلطات، أما هو فيقول إنه لا يعلم عن هذه الاتهامات شيئا، وإنه وقت إلقاء القبض عليه كان يمارس عمله في التصوير الصحفي أثناء فض اعتصام ميدان رابعة العدوية لصالح وكالة «ديموتكس» الفرنسية.

في رسائل ماضية، ظهر «تفاجئ» شوكان من العفو الرئاسي الذي صدر من رئيس الجمهورية، يونيو الماضي، عمن صنفهم القانون مسبقًا «إرهابيين»، بينما يستمر «حبس الصحفيين والتضييق عليهم واختطافهم واخفائهم قسريًا»، ويغضب فيقول إنه يرى الدولة «تقول شعرًا في الحريات وحقوق الصحافة والصحافيين، وفي الوقت نفسه تستمر في حبس الصحافيين، وتضرب بعرض الحائط ما تقدمه نقابة الصحافيين».

يعيش المصور الآن داخل إطار صورة معتمة قاتمة، لا تقتصر سوداويتها على جدران «مقبرة طره»، فكي تزداد الصورة مأساوية تدهورت الحالة الصحية له داخل السجن، بسبب إصابته بـ«فيروس سي» و«أنيميا» حادة قبل دخوله السجن، كما أنه «لا يتلقى الرعاية الصحية المناسبة» كما يقول لـ«المصري اليوم» شقيقه محمد، الذي أكد أن استمرار حبسه على مدى عامين «أدى لتدهور حالته الصحية بشكل كبير».

في 14 أغسطس 2013، حاول «محمد» منع أخيه من التوجه لرابعة، لكنه فشل «ده شغلى، ولازم أنزل أعمله»، قالها له «شوكان» وذهب، أما الآن يزور الأخ أخيه بانتظام مع والدهما، ليكتشفا في إحدى الزيارات، التي كانت منذ أسابيع، وبعد الحصول على عينة دم من «شوكان» أن معدل تدهور حالته الصحية يسير بثبات.

«كنت أتمنى أخويا يطلع في الإفراج الرئاسى الماضي، وأتمني يفرج عنه بعد مرور سنتين، على كونه مسجون احتياطي، ومش عارف إيه هي معايير الإفراج عن الناس، وحرية الصحافة بتهدر كل يوم» يقول محمد، بينما يحمّل المصور أحمد جمال زيادة، الذي قضي ما يقرب من 500 يوم في السجن، بعد أن تم القبض عليه عقب تصويره واقعة قبض ضباط شرطة على طلاب خارج جامعة الأزهر بمدينة نصر«الدولة مسؤولة عن انتهاك حقوق الصحفيين، ودايما بتنفي وجود صحفيين في السجون، وفيه صحفيين مسجونين بدون مخالفة منهم للقانون».

«شوكان» ليس بمفرده خلف القضبان، يدلل «زيادة» على ما يقوله بـ«القبض على يحيى خلف، مدير شبكة يقين بتهمة نشر أخبار كاذبة، على الرغم من أن الشبكة التي يعمل بها تقوم بنشر فيديوهات للأحداث فقط وليس أخبار، وحتى بعد حصوله على إخلاء سبيل، النيابة طعنت مرة أخرى لحبسه، والقبض على محمد فؤاد، الصحفي بالإسكندرية، ومحبوس أيضا، بالإضافة للصحفي عمر عبدالمقصود، والعديد غيرهم، والتهمه دائما نشر أخبار كاذبة، رغم أن معظمهم لم يقم سوى بعمله الصحفي».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية