x

عمر حسانين «في ذكرى القتل والمؤامرة» عمر حسانين الجمعة 14-08-2015 16:09


«اللي هيرش مرسي بالمياه هنرشه بالدم....» ووعيد لكل المصريين باستمرار العمليات الارهابية في سيناء اذا لم يعد مرسي إلى الحكم ،،ودعوات للحشد والقتل والتخريب ،ومخطط لتحويل مصر إلى ساحة لحروب أهلية «هذا ما بقي في اذهان الشعب من ذكرى»تجمع رابعة العدوية«،،،مضى عامين على الذكرى الدامية وبقيت الأحزان ودعوات التضليل ،ترددها أبواق الارهاب في كل مكان.

ولم تفلح كل محاولات حقن الدماء ،وانقاذ شباب غرر بهم ،وتجنيب وطن محرقة كبرى ،فشل كل الوسطاء من الداخل والخارج ،وضع قبادات الجماعة الارهابية أصابعهم في آذانهم واستكبروا استكبارا ،تمسكوا بالتلويح بالحرب ،دقوا طبولها ،وأوهموا البسطاء أن الاسلام في خطر ،وأن المشروع الاسلامي الكبير يتعرض لمؤامرة ،الدفاع عنه بالسيف فريضة .

ولم تقبل «مصر» التهديد ،بتاريخها الضارب في أعماق الماضي وحاضرها الذي يرسم تغييرا وخلاصا من الظلم والطغيان ،ومستقبلها الذي تهفوا اليه عقولا ناضلت من أجل الخلاص، رفضت مصر أن يلوي زراعها فئة ضلت وأضلت ،وتمت عمليات الفض بعد معركة مسلحة ،سالت فيها الدماء ،ودفع كثيرون حياتهم غدرا وخداعا لدعايات غير حقيقية .

وهرب الذين كانوا يتصدرون المشهد ،تركوا من غرروا بهم يواجهون مصيرا مؤلما ،آثاره عالقة في النفوس إلى يوم الدين ،هربوا بعد تسببوا في شرخا كان كفيلا بشق وحدة الوطن إلى الف قطعة، لم يؤلمهم الخراب ،ولم ياسفوا على جريمة كبرى ،لكنهم واصلوا العناد ،لجأوا إلى الأعداء ،بعدما رفضوا نصيحة الأشقاء والأصدقاء ،استمدوا قوتهم من تأييد لطامع أمريكي ،وصاحب مؤامرة تركي وقطري ،ملأوا الدنيا صراخا وكذبا.

رفضت قيادات جماعة العنف وساطة علماء مثل الشيخ محمد حسان ،وصدوا دعوة مفكرين مثل «هيكل» اختاروا استمرار الفتنة ودفع الوطن إلى التقاتل ،أحرقوا الكنائس وقتلوا الجنود ،واشعلوا النيران في المباني ،تمسكوا بالفوضى لتحقيق أطماع لا تتحقق إلا في الخيال ،وعانت مصر آلاما فوق آلامها ،ولولا حفظ من الله ودعما من أشقاء يدركون قيمة مصر في الميزان ،ولولا رجالا آمنوا بوطنهم وعاهدوا الله أن يفدوه بأرواحهم ،لسقطنا جميعا في متاهة لا نهاية لها.

وانتصرت ارادة الشعب المصري ،وسقطت رؤوس الارهاب ،الواحدة تلو الآخرى ،وأزيح الستار عن تفاصيل المؤامرة ،فتحت خزينة الأسرار أبوابها ،وخرجت تفاصيل الخيانة والمؤامرة الكبرى ،رئيس يتجسس على وطنه وعصابة سطت على الحكم ،تبيع أدق أسرار الوطن ،وقتلة يديرون كيانا ارهابيا بأموال ملوثة ،ظهر التحالف العصابي علنيا ،يشهر أذنابه المسمومة للشعب كله ،يلدغون قلب الوطن كلما استطاعوا.

ولم ينصب «الانقلاب» الذي يدعون ،محاكم عسكرية ولم يصدر أحكاما ثورية ،ولم يرتكب «مذبحة قلعة» جديدة ،أرسلهم إلى القاضي الطبيعي ،نيابة مدنية تجري التحقيقات ،وقاض يفصل في الجنايات ،يتولى محاكمة الخائن والمتآمر والجاسوس،عشرات القضايا ومئآت الجلسات العلنية ،الجميع تحاسبه نصوص القانون.

ويبقى الألم ،وتستمر الأوجاع ،ويستمر الكذب والخداع ،لكن ساحات الكذب تضيق ،وقناعات البسطاء التي راهنوا عليها تتبدل ويدرك القاصي والداني حقيقة ما كان في يونيو،ويختار المصريون خندق البناء والحفاظ على «مصر» وتتسارع دول العالم إلى اعادة علاقاتها مع رمانة الميزان في الشرق ،ويبدأ المصريون بناء مستقبلا يحملهم إلى المكانة التي تليق بنضالهم على مر التاريخ .

ويبقى السؤال ،هل كان مرسي وجماعته يحملون الخير إلى مصر ،أم انهم كانوا عصابة تجرنا إلى الخراب من أجل مصالحها،،هل حقا هذه الجماعة كانت تحمي الاسلام وتتبنى تعاليمه السمحة؟ أم انهم تستروا في عبائة الدين ،ليخرجونا من كل دين؟..عقيدتي عن اسلامي أنه دين الوحدة والسلام وصيانة الدم والعرض والمال،وأن الذي شارك في قتل نفس كأنما قتل الناس جميعا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية