أكد الدكتور عزالدين أبوستيت، نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون التعليم والطلاب، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أنه لا يُعقل أن يتمتع الطالب الراسب بمجانية التعليم لأكثر من 10 سنوات، وأن الدارس يجب أن يتحمل التكلفة الفعلية فى المقررات التى يرسب فيها كبداية لترشيد المجانية.. وإلى نص الحوار.
■ كيف ترى مقترحات ترشيد مجانية التعليم؟
- لسنا مع إلغاء المجانية، لكن لا يُعقل أن يتمتع بها الطالب الراسب لأكثر من 10 سنوات، ويجب أن يتحمل التكلفة الفعلية فى المقررات التى يرسب فيها كبداية لترشيد المجانية، كما أن هذه الخطوة ستؤدى إلى ارتفاع مستوى الطلاب علمياً.
■ ما تقييمك لمقترح المجلس التخصصى لرئاسة الجمهورية باقتصار المجانية على الطلاب الحاصلين على 75% كحد أدنى؟
- أعتقد أن ترشيد المجانية بهذا المجموع المرتفع سيواجَه بالرفض المجتمعى، كما أننى لا أعتبر الطالب الذى يحصل على تقدير جيد طالباً غير مجتهد، خاصة أن الفرق بسيط جداً بين الحاصلين على تقديرات جيد وجيد جداً، أو امتياز.
■ هل هناك دراسات دقيقة للتكلفة الفعلية للطالب الجامعى؟
- نعم، جامعة القاهرة أعدت دراسة حديثة عن تكلفة الطالب الجامعى، حتى نضع الشعب أمام حقائق ما يُنفَق على الطلاب فى التخصصات المختلفة، وما يُسبّبه الطالب غير المجتهد الذى يرسب عدة مرات من عبء مالى إضافى على الدولة والجامعات، ووفقاً للدراسة فإن التكلفة الفعلية لطالب الكليات النظرية أكثر من 5 آلاف جنيه، والعملية نحو 22 ألف جنيه سنوياً.
■ ما مدى رضاك عن مستوى الخريج الجامعى؟
- بالنسبة للكليات الحاصلة على الاعتماد لدىَّ حالة من الرضا عن خريجيها، وهو أمر يلاحظ فى البرامج الجديدة، فهم يجدون فرصة عمل بمجرد التخرج، أما الكليات التى لم تحصل على الاعتماد، وهى ذات الأعداد الكبيرة بلا شك، فهناك عدم رضا عن خريجيها.
■ هل الأزمة فى ضعف التمويل أم أعداد الدارسين الكبيرة؟
- المعدل العالمى للطلاب فى الجامعات العالمية 50 ألف طالب فى الجامعة الواحدة، بينما يوجد فى جامعة القاهرة ما يفوق هذه النسبة بنحو 260%، وإذا انخفضت الأعداد فى كليات التجارة والحقوق ودار العلوم ستتحسن العملية التعليمية.
■ ما تقييمك لتجربة الجامعات الخاصة والأجنبية فى مصر؟
- نحن فى حاجة إلى مشاركة مجتمعية حقيقية فى إدارة الجامعات الخاصة، لأنه بصفة عامة قدرتها على استيعاب طلاب الثانوية العامة مازالت محدودة، ولابد أن يكون هناك تقييم للأداء حتى نصلح ما بها من سلبيات، والاستفادة من الإيجابيات.. وفى كل الأحوال أتمنى أن تتمتع الجامعات الحكومية بجزء من الاستقلال المالى والإدارى مثل نظيرتها الخاصة والأجنبية.
■ وماذا عن تجربة التعليم المفتوح؟
- رؤية التعليم المفتوح- عند نشأته- كانت تنمية مهارات ومعارف الأشخاص الذين لم يحصلوا على فرصة التعليم الجامعى طوال حياتهم، وأن تتيح لهم الحصول على المهارات الجامعية التى تنمى قدراتهم فى مجال عملهم، لكنه تحول إلى مجرد مكان للحصول على شهادة جامعية وانحرف عن هدفه.
■ البعض طرح فكرة توحيد المناهج للكليات المتناظرة فى الجامعات أسوة بالتعليم قبل الجامعى، ما تعليقك؟
- أنا ضد هذا الاتجاه جملة وتفصيلاً، لأنه لا يمكن أن تكون المقررات والمناهج فى جميع الجامعات «اصطمبة واحدة»، فالبرامج المتشابهة لا تلبى احتياجات المجتمع المحيط بالجامعة.